الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في الليلة الرابعة من ليالي عاشوراء 1429 في قاعى ثانوية شاهد - طريق المطار 12/1/2008

مهما حاولوا أن يضيِّقوا علينا ، وأن يتّهمونا بتُهمٍ مختلفة ، فإن حزب الله سيبقى واضحاً وصريحاً في مخاطبته لجماهيره وصادقاً في تبيان الحقائق حتى لو كانت مرّة ، لأننا ما اعتدنا يوماً أن نتحدّث مع الناس إلا على أساس أنهم يفهمون

مهما حاولوا أن يضيِّقوا علينا ، وأن يتّهمونا بتُهمٍ مختلفة ، فإن حزب الله سيبقى واضحاً وصريحاً في مخاطبته لجماهيره وصادقاً في تبيان الحقائق حتى لو كانت مرّة ، لأننا ما اعتدنا يوماً أن نتحدّث مع الناس إلا على أساس أنهم يفهمون ، ومن حقهم أن يتعرّفوا على الحقائق والوقائع ، وأن يعرفوا صديقهم من عدوهم وأن يحددوا مسارهم ، وهذا ما فعلناه من اليوم الاول ، كنا دائماً نقول إسرائيل عدو، لأنها احتلت الارض ولأنها تعتدي على الناس ، ولأنها تقتل وتأسر ، ولأنها تخترق أجواءنا ولأنها تريد أن تفرض وجودها بالقوة على حساب شعبنا ومنطقتنا ، وقال الآخرون أن إسرائيل قوية لا نستطيع أن نواجهها، ومعها أمريكا والدول الكبرى ومجلس الامن ، إذاً علينا أن نكون قنوعين فنقبل بها ، قلنا لهم أن هذا خطأ لأن الناس من حقها أن تكون عزيزة في أرضها ، وأن تستعيد حقوقها فقالوا لنا : لكن هؤلاء الناس سيدفعون ثمناً كبيراً ونحن نريد إراحتهم ، فأجبناهم أن الثمن الذي ندفعه من أجل استرداد حقوقنا ببعض الشهداء هو أقل بكثير من ثمن الذلّ الذي تريدوننا عليه ، وهذه تجربة احتلال اسرائيل لفلسطين ولعدد من بلدان المنطقة العربية ، رأينا أن اسرائيل خلال 60 سنة من المفاوضات ، ومن خلال الاستكبار ومن خلال العودة إلى عدم إثارة وإزعاج اسرائيل قد بقيَ احتلالها ، وأثّر أثراً سلبياً على المنطقة ، بينما عندما انطلقت المقاومة الفلسطينية والاسلامية والعربية ، وأدّت دورها وتجسّدت في نهاية المطاف في التجربة الرائدة لحزب الله في لبنان ، استطاعت هذه المقاومة أن تحقق انجازات مهمة ، وأول وأعظم إنجاز كان التحرير سنة 2000 وثاني انجاز كان في اخراج إسرائيل من أرضنا في الانتصار الالهي الكبير في تموز 2006، مما يدلّ على أن الصدق مع الناس يجب أن يكون حاضراً ، وأن في الناس خيرا ونستطيع من خير الناس أن نُحقّق المعجزات فلماذا نخاف ولماذا نتراجع؟

اليوم غادر السيد عمرو موسى لبنان ليعود بعد فترة ، ونحن رحبنا بالمبادرة العربية منذ اللحظة الاولى ، على أساس أننا نرغب بالحل الذي يعطي حقوق الاطراف ، لا الحل على حساب البعض وخاصة المعارضة ، وبدأت الموالاة تراشق المبادرة منذ اللحظة الاولى بلغة الارقام ، ويقول أقطابها : لن نُعطي المعارضة الثلث الضامن ، ولا نقبل أن يكونوا فاعلين في البلد ، ولا نريد أن يُمثّل العماد عون المعارضة في الحوار ، وإذ بهم يضعون سلسلة من الرفض ، معتقدين أنهم يسقفون الحركة إلى درجة أن نتخلى عن حقوقنا الطبيعية والمشروعة . ما الذي طالبت به المعارضة ولم يكن واقعياً ، المعارضة قالت : إذا أردتم أن يكون التمثيل على أساس النسب في المجلس النيابي فنحن نقبل ، وإذا أردتم التمثيل على المستوى الشعبي فنحن نقبل ، وإذا كنتم تشككون بالشعبية وأردتم أن نجري استفتاء لنعرف من هو الاكثر شعبية في لبنان فنحن حاضرون ، ولم يقبلوا ، وقلنا لهم : للخروج من هذا المأزق أي حل يؤدي إلى المشاركة وعدم الاستئقار نحنحاضرون لمناقشته ، ولم نكن نسمع منهم إلا كلمة لا ، لا نريد إعطاءكم الثلث الضامن ولا نريد تمثيلكم بحسب وجودكم في المجلس النيابي ، ولا نريد كثرتكم الشعبية ولا نريد الاستفتاء ، ولا نريد أي تفسير يؤدي إلى قيام أي حكم متوازن في لبنان تتمثل فيه الاطراف . إذاً ماذا تريدون ؟ تريدون الفراغ وهذا أمر واضح ، تريدون إبقاء حكومة السنيورة وهذا هو أداؤكم ، ونحن سمعنا منهم في جلساتهم وما نُقل لنا عنهم ، وبعضهم صرّح بعض التصريحات التي تُشير إلى هذا المعنى ، أنهم ينتظرون زيارة بوش ، وما ستؤدي إليه في المنطقة، ليبنوا على أساس زيارة بوش النتائج في لبنان ، أبشركم من الآن أن زيارة بوش فاشلة ، الرئيس بوش بجدارة هو أفشل رئيس للولايات المتحدة الامريكية ، ويتعامل مع بعض القادة الفاشلين في المنطقة ، فأولمرت أفشل رئيس جاء للكيان الاسرائيلي ، كلهم فشل بفشل ، ومن يعتمد على الفاشلين يكون فاشلاً . أنا أنصحكم أن لا تراهنوا على المتغيّرات الخارجية ، لأنها مهما كانت صغيرة أو كبيرة ، نحن لنا شعبيتنا ووجودنا ، ولنا حقوقنا التي لا نأخذها منحة من أحد ، ولو كنتم قادرين على أن تفعلوا شيئاً بإغفال تمثيلنا الشعبي أو النيابي لفعلتموه منذ زمن طويل ، وعدم قدرتكم على ذلك يدل على أنكم بحاجة إلى التعاون معنا ، ونحن نقول لكم تعالوا أهلاً وسهلاً ، لكن ليس تعاوناً أن تقولوا لنا سهِّلوا لنا ما نريد وبعد ذلك نبحث في الامور ، لا لن نسهِّل لكم بطريقة تعيد لنا التجربة التي مرّت لمدة ثلاث سنوات ، نريد أن نسهِّل لكم لمصلحة لبنان ، ولذا نحن نعتبر أننا انتهينا من مسألة الرئيس التوافقي ، فالرئيس التوافقي له تسمية واضحة ، هو العماد ميشال سليمان ولكن لا نريد الرئاسة معبراً لمشاريعكم ، نريد الرئاسة تحصيناً للشراكة اللبنانية التي تؤدي إلى النهضة ، وهذا لا يمكن أن يتمّ إلا إذا كنا جميعاً متحلِّقين حول الرئيس في حكومة تجمع الاطياف التي تعمل في هذا البلد ، مبرراتكم غير مقنعة وغير منطقية . المعارضة حددت العماد عون ممثلاً لها في الحوار ، فاختاروا أنتم أي شخص عندكم في الموالاة ليكون ممثلاً لكم في الحوار ، لأنه عندما يجلس ممثل عن المعارضة وممثل عن الموالاة ، ومعهم الوسيط العربية السيد عمرو موسى ، يمكن من خلال هذه الجلسة أن تتقرّب وجهات النظر ، وأن نصل إلى نتائج ، قالوا لا نحن نريد طاولة حوار تجمع كل الافراد والاشخاص ، التي ستتحول بطبيعة الحال إلى مبارة سياسية وإعلامية ، كل واحد يطرح وجهة نظره ، ونُصبح في سوق عكاظ ، من كانت قصيدته أفضل تُعلَّق على الحائط ، ونحن لا نريد تعليق القصائد على الحيطان ، وإنما نريد أن نرى حلاً لمصلحة البلد ، نحن ندعوكم إلى الحل ، وهذا طريق للحل ، ويجب ان تعترفوا بأنكم لا تستطيعون فرض ما تريدون ، والناس ستسألكم وتحاسبكم ، لأنكم أنتم من يُعطِّل الحل .

على كل حال ، نحن نتحمّل من أجل مصلحة لبنان ، سنتابع بإيجابية ، فإذا تجاوب الطرف الآخر ، سيجد منا التجاوب الكلي لأننا لم نكن عقدة في يوم من الايام ، مطالبنا واضحة ننحن صريحون مع الناس .