ليكن معلوماً لديكم أن عدوان تموز على لبنان كان يريد توجيه رسالة قوية تقضي على وجود المقاومة وروح المقاومة، وروح المقاومة هي الأهم، لأنه إذا تمَّ القضاء على هذه القوة في داخل القلب لن تقوم لأحدٍ قيامة في هذه المنطقة، ولكن الحمد لله لم يستطيعوا القضاء لا على الوجود المادي للمقاومة ولا على المعنوي لها، بل رُبح الوجود المادي بتأييد وتسديدٍ من الله فكان نصراً إلهياً وتقوَّى الوجود المعنوي فأصبحت إرادة المواجهة أقوى بكثير عندنا وعند غيرنا ممن يتعلمون من هذه التجربة الإسلامية الرائدة العظيمة.
كانوا يريدون لبنان معبراً لسياسات أمريكا وإسرائيل، ويريدون لإسرائيل أن ترتاح من المقاومة في المنطقة لتمد يدها على كل البلدان العربية، ولولا النصر الذي حصل في تموز لدخلت المنطقة في النفق المظلم، وعاشت مرارات كثيرة جداً، ولكن الحمد لله بهذا النصر استطعنا أن نشق طريقاً، وأعتقد أن التاريخ سيسجل ما قبل حرب تموز وما بعد حرب تموز، فسيكتشفون أن ما بعد حرب تموز هناك خيرات كثيرة للخط الإسلامي المقاوم الأصيل، الذي أسَّس لأول نصرٍ على إسرائيل منذ ستين سنة، إضافة إلى أنه أسَّس بنية نعتقد أنها ستكون صالحة إن شاء الله لتشكل مساراً إلى الإمام المهدي(عج).
نحن رأينا بالعين كيف استطاعت هذه الثلة المؤمنة أن تحقِّق الإنجازات، وهذا لا يحتاج إلى شرح، وهل يمكن أن يتحقق هذا من دون الإيمان! ومن دون هذه التعبئة! دلوني على نموذج للشباب في كل العالم اليوم يشابه الشباب الموجود عند أبناء المقاومة، دلوني على نماذج نسائية تشابه النماذج الموجودة عندنا اليوم من أخواتنا وبناتنا وأمهاتنا، ولا أبالغ إذا قلت أنه غير موجود، ويمكن أن تجد نماذج أقل قليلاً ، ونماذج يمكن أن تصل في المستقبل ، وإن شاء الله الأمة كلها تستطيع أن ترتقي لتصبح كلها بهذا المستوى، هذه آمال نريدها أن تتحقق، وسنعمل لها بحسب إمكاناتنا وطاقاتنا في إعطاء هذا النموذج المعنوي والأخلاق والمادي والجهادي من خلال التجربة، وعلى العالم أن يستفيد من هذه التجربة لأنها ليست خفيه على أحد.
المعارضة تريد لبنان دون وصاية أجنبية " أميركية أو غير أميركية" ودون استقواء بالخارج من أجل تغيير موازين القوى، كما تريد ان تتمثل القوى الفاعلة في الحكومة وفق تمثيلها النيابي أو الشعبي ولا تريد أن يتم إقصاء أفرقاء وقوى عن إدارة البلد، مجددا المطالبة بالشراكة لا بالإشتراك "لمجرد الديكور الذي يريده البعض".
نحن نتحدث اليوم عن هدف واضح، لكن مشكلة الآخرين أنهم يتحدثون عن أهداف غير التي يعلنونها. نحن لم نعد نثق بشركائنا في الوطن ونريد أن نثبت الاتفاقات بطريقة دستورية أي بضمانات تؤدي إلى تطبيقات عملية تساعد على أن نكون شركاء في الوطن لا ملحقين ببعض من يريد أخذ البلد إلى الوصاية الأجنبية، وبالتالي، نحن نريد أربعة أمور:
أولاً : نريد لبنان بلا وصاية أجنبية، أميركية أو غير أميركية.
ثانياً : أن تتمثل القوى الفاعلة في لبنان في الحكومة بحسب فعاليتها النيابية أو الشعبية.
ثالثاً: أن لا يحصل إستقواء بالأجنبي، وخاصة الأميركي، لتغيير معادلات القوة الداخلية، ولنترك معادلات القوة الداخلية للخيار الشعبي.
رابعاً : أن لا يتم إقصاء أفرقاء أو قوى عن الإدارة السياسية بطريقة تخدم مصالح إسرائيل التي تضع عينها على لبنان.
باختصار نحن نريد المشاركة في الحكومة لا الاشتراك في الحكومة، والمشاركة تعني الحضور الفعّال الذي يضمن سلامة القرار الكبير في لبنان، بينما الاشتراك قد يتحول إلى شهادة الزور وهذا ما لا نطمح إليه وإنما نريد أن نكون شركاء، أما التفاصيل فهم يعرفونها لأنهم عندما يتوقفون على واحد أو اثنين وعندما يناقشون بهذا التفصيل يعني كما أنهم لا يريدون المشاركة لنا. نحن نفهم كيف تكون المشاركة فلا داعي للكلمات المعسولة، المشاركة لها طريقها، نحن نريد هذه الطريق ولا نقف عند التفاصيل وإنما عندما يحقق هذا الهدف. ونحن نتمنى أن تتحقق النتائج بأسرع وقت ممكن ، لكن النتائج على قاعدة المشاركة لا الاشتراك في الحكومة لمجرد الديكور الذي يريده البعض.