يستخدمون المحكمة الدولية الأمريكية الإسرائيلية في هواها وفي نشأتها وفي قراراتها وفي خطتها، رغبة منهم في أن يحققوا تفوقا علينا من بوابة المحكمة، لكن هذه المحكمة أصبحت مكشوفة وساقطة على المستوى العملي. خلال السنة ونصف الماضية عرضوا مضمون قرار المحكمة بتسريبات ديرشبيغل وأخواتها ليرصدوا النتائج كي يبنوا عليها، فإذا وجدوا نقاط ضعف معينة ركزوا عليها حتى إذا ما صدر القرار يصدر في نهاية الضعف عندنا كما يتصورون، لكن ما الذي تبيَّن؟ خلال سنة ونصف من التسريبات تبيَّن أن هذا القرار الظني ترنَّح ومات وأصبح بلا لون ولا طعم ولا فائدة، يعني لو افترضنا صدور القرار الظني غداً، لن يتغيَّر شيء في الواقع القائم، لأننا دفنَّاه قبل أن يصدر، وبالتالي أصبح القرار الظني بلا قيمة بالنسبة إلينا كحزب الله، وذلك لاعتبارات أربع: أولاً لن يغيِّر هذا القرار شيئاً في واقعنا وفي فعالية الحزب ومكانته ودوره ومعنوياته، ومن كان يراهن على ضعفنا تبيَّن له أننا تماسكنا أكثر نحن والمعارضة والناس المحبون، وبالتالي أصبحنا بعد التسريبات أقوى وأصلب في تفاعلنا مع بعضنا قبل التسريبات، مما يعني أن هذا القرار الظني لن يكون له تأثير. ثانياً، نواجه خلال هذه الفترة وسنواجه لاحقاً بعض الهرتقات السياسية والإعلامية التي تبدو هزيلة حائرة لا تعرف كيف تسوِّق لفكرتها، ويسمعها الناس ويلاحظون ضعفها، وبالتالي سنكون أمام بعض الخربشات الإعلامية التي لا تُسمن ولا تغني من جوع. ثالثاً، ثبت عجز أمريكا عن أن تسوق الساحة المحلية والإقليمية لخدمة مشروعها، وهي حائرة من أين تدخل إلينا وكيف تؤثر علينا، وبالتالي كل محاولاتها باءت بالفشل وستبوء بالفشل. رابعاً فشل المراهنون المحليون في أن يستخدموا المحكمة لتعديل موقعهم السياسي ولتعزيز نفوذهم في مقابل فعالية وحضور حزب الله والمعارضة. ماذا بقيَ إذاً من القرار الظني؟ لم يبقَ شيء. نحن لسنا قلقين وعندما نرفع الصوت نرفعه لمصلحة لبنان، لا لأننا متضررون، فالأكبر من المحكمة كثيراً قطَّعناه، ومنه عدوان تموز، فهل ستقف المحكمة في طريقنا، يجب أن تعتبروا مما حصل خلال هذه الفترة. نحن ننصح بتشجيع التسوية التي يُعمل عليها سورياً وسعودياً لأننا نريد الخلاص لهذا البلد، ولأن المصلحة أن نكون بعيدين عن الرزنامة الأمريكية الإسرائيلية، بما يؤدي إلى تفاهمنا معاً على كل الخطوات فهذا ما يُنقذ لبنان ويريح لبنان.
حزب الله نجح في الدفاع عن الأرض، ولم يخنق نفسه داخل طائفته فكان له مروحة واسعة من المقاومين والمجاهدين من كل الطوائف والقوى والأحزاب، ونجحنا في تغليب منطق الوحدة فلم ننجر إلى الفتن المذهبية التي يريدها البعض، ونجحنا في التأكيد على المواطنة، فوضعنا حجر عثرة كبير أمام الفدراليين والتقسيميين الذين يريدون لبنان قطعاً ممزقة. قرارنا أن لا نتلاسن مع أحد، وأنا أدعوكم إلى الصبر على بعض الشتائم التي تسمعونها من هنا وهناك، لأنها شتائم العاجز الضعيف الذي يحتاج إلى معالجة بغير الرد، من خلال النصيحة، من خلال أن يكتشف نفسه أمام جماعته وأمام الناس، لذا لن ننجر إلى مشروع دعاة الفتنة أو صناعها، وإنما سنعمل دائماً بمنطق وحدة لبنان وقوة لبنان ومقاومة لبنان وتلاحم الجيش الشعب والمقاومة، وسنكون سيفاً مشهوراً في وجه المشاريع التي تريد أن تعتدي علينا وعلى بلدنا.