إنَّ القرائن التي قدمها سماحة الأمين العام فهي تدين إسرائيل ولول كمقدمة للإدانة الحقيقية بعد التحقيق، وإذا حلَّلنا سنجد أن إسرائيل هي صاحبة المصلحة الأولى في الاغتيال الرئيس الحريري، وبعد الاغتيال حتى الآن من الذي استفاد؟ في لبنان لم يستفد أحد فكلها توترات وتعقيدات ومشاكل وخلافات، إذا لا لمصلحة لأحد في لبنان أن يقوم بمثل هذه العملية، سوريا من مصلحتها أن تكون متعاونة مع لبنان وأن يكون لبنان معها لأن عندها قضايا كبرى موجودة في المنطقة لها الأولوية، إذاً من صاحب المصلحة؟ ومن هو المستفيد من الفتنة والفوضى في لبنان، ومن عدم الاستقرار في لبنان؟ سيأتي الجواب بالإجماع أن المستفيد الأول هو إسرائيل، على القضاء أن يتجه إلى إسرائيل لأنها مستفيدة، وبعدها يأتي بالأدلة التي تقول أن إسرائيل مذنبة أو غير مذنبة، لنفترض أن الاحتمالات واردة، ولكن بالحد الأدنى ألا تضع لإسرائيل في دائرة الاتهام، حتى الاتهام السياسي ممنوع فضلاً عن الاتهام القضائي، فإذاً إسرائيل هي صاحبة المصلحة الأولى، استُبعدت من الاتهام السياسي ومن الاتهام القضائي، وأقولها بكل صراحة إذا جاءت الأدلة دامغة مئة بالمئة أن إسرائيل هي القاتلة فستعمل أمريكا ومن معها لتجد تفسيرات كثيرة لتخرج إسرائيل من مجرد الاتهام، وأعتقد من شبه المستحيل أن يُستدعى شاهد إسرائيلي واحد أو مدان إسرائيل واحد إلى المحكمة كي لا يفتحوا هذا الباب، وكي لا يتطلعوا على خفايا وأسرار قد توصل إلى الجريمة، وعلى كل حال تجربة قتل المبحوح واضحة والمجرمون معروفون بالصوت والصورة والهوية ومع ذلك لم يعتقل منهم أحد وهم يحاولون طمس هذه القضية، وعلى هذا الأساس هذا الاتهام لإسرائيل لن يعملوا به لأنهم يريدون من خلال الاتهام أهداف أخرى لا علاقة لها لا بالحقيقة ولا بكشف الاغتيال.
إذا كانوا يعتقدون أن الإفتراء سيقلب المعادلة ضد المقاومة فنعلمهم أنها لن تؤثر علينا هذه الألاعيب وهذه المحاولات اليائسة، ونحن اليوم إنما نصرخ رافضين تحذيراً من الخطأ الذي سيقعون فيه، ومن الأضرار التي سيبتلى بها لبنان، ولكن بالنسبة إلينا نحن واثقون من أنفسنا ولن يتمكن أحد من أحد يغبر علينا حتى ولو كثر صراخه وزعيقه وأساليبه الملتوية.
الآن نحن نتابع مسألة شهود الزور، ونريد أن نكشف المفبركين والمصنعين لأنهم هم الأساس لكل هذه المصائب، فإذا كان ما رشح عن شهود الزور حتى الآن أحدث هذه الفوضى في لبنان، ما يدريكم ما هي الأمور المستورة والتي فيها كل الزور ولم ترشح إلينا بعد حتى الآن. إنَّ صناع الفتن ينتظرون الذرائع ويتربصون بلبنان، وأقول بكل صراحة: ما لم يتم التحقيق مع شهود الزور، ومن خلالهم يُكشف المفبركون ثم يجري التحقيق مع المفبركين لكشف التفاصيل وتجريمهم وإدانتهم، لا يمكن الوصول إلى إتهام نزيه ولا يمكن الوصول إلى الحقيقة بأي شكلٍ من الأشكال، هذا الإدعاء بأننا نريد انتظار الاتهام ومفاعيله وبعد ذلك ننظر بمسألة شهود الزور هي محاولة لتمييع مسألة شهود الزور، وهي محاولة للابتعاد عن الحقيقة، شهود الزور ومن فبركهم أولاً وبعد ذلك كل التفاصيل وإلاَّ لا طريقة إلى الحقيقة. سنعمل لتكون جلسة الثلاثاء حاسمة وجدية لإنطلاقة التحقيق بمسألة شهود الزور ولمعرفة هذا الطريق إلى أين سيوصل، ولا أعلم ماذا ستكون النتائج، ولكن سنبدأ بفعالية إن شاء الله تعالى.
زيارة الرئيس نجاد تعبير عن الصداقة والدعم للبنان مقاومة وجيشاً وشعباً ومؤسسات، وهذه الدعوة تمت بناءً لطلب من رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، وهذا الطلب يعني أ، لبنان يرغب بزيارة الرئيس الصديق إليه لتمتين العلاقات والصلات بين لبنان والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والكل يعلم خدمات إيران في لبنان، والأعمال الصالحة التي قامت بها إيران في لبنان ولم تطلب شيئاً مقابلها، فهي عملت في البناء والإعمار والطرقات، والآن قدَّمت عرضاً للمساعدة في معالجة مشكلة الكهرباء والماء بمقدار 450 مليون دولار، سننتظر لنرى كيف سيتعامل لبنان مع هذا العرض السخي الذي قدمته إيران، وقبل ذلك قال إيران بأنها مستعدة لتسليح الجيش اللبناني إذا طلب ذلك، وبالتالي هناك عروض إيرانية ليس من وراءها أي شرط أو أي طلب، كل الأمور نابعة من الصداقة والعلاقة بين البلدين، والذب لفتني أن الصراخ الكثير الذي علا ضد الزيارة من أمريكا وأوروبا وإسرائيل والبعض الآخر من هنا وهناك دليل على أن هذه الزيارة أهم بكثير مما كنا نعتقد، فعادة الصراخ يكون ضد المهمين وليس ضد من ليس له وزن، وهذا دليل أن لهذه الزيارة منافع كثيرة تعود على لبنان ويمكن أن تضع حداً للشروط التي تضعها أمريكا وغير أمريكا عندما يساعدون لبنان وهذا محرج لهم، يريدون لبنان تحت إدارتهم وشروطهم وتعليماتهم، ولكن هذه الزيارة للرئيس أحمدي نجاد تعبر عن سيادة لبنان، لأن لبنان الرسمي وقف بكل شجاعة ليقول نعم نريد صديقنا أحمدي نجاد في لبنان ونريد إيران أن تتعاون مع لبنان هذا موقف جريء من رئيس الجمهورية ومن السلطات المختصة.
على كل حال الرئيس أحمدي نجاد رئيس استثنائي، لدولة استثنائية هي الجمهورية الإسلامية في إيران، ولذا من الطبيعي أن نكون على المستوى الشعبي في استقابل هذا الرئيس الاستثنائي لنقول للعالم بأسره: نحن نفخر بصداقاتنا وعلاقاتنا مع دول الممانعة فكيف إذا كانت دولة كالجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته ومؤسساته، وعلى كل حال أستطيع أن أعلن اليوم أن زيارة الرئيس أحمدي نجاد نجحت بالكامل قبل أن تبدأ فكيف إذا بدأت.
هل تلاحظون تدخل العالم في شؤوننا في لبنان، أصبحوا يريدون أن يناقشوا في الزيارات، وإذا أردنا أن نتسلح من مكان يعارضون، لا تريدون أن تسلحوا ولا تريدون لغيركم أن يُسلح، لماذا؟ لا تدعمون ولا تريدون لأحد غيركم أن يدعم؟ لماذا، هم يريدون أن يُبقوا لبنان تحت القبضة، يعني يبقى يتنفس حتى لا يموت، لتبقى بوابة الإنعاش بيدهم، مع المقاومة نريد بوابة الإنعاش من الشعب والجيش والمقاومة وليس بيدهم وسيكون كذلك إن شاء الله تعالى.