الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في حفل الإفطار الذي أقامته جمعية التعليم الديني في قاعة الجنان في 19/8/2010

لا يوجد إمكانية أن تبني إسرائيل أمبراطوريتها للتمدد في كل المنطقة العربية، ولا يوجد إمكانية أن تستقر ككيان غاصب مع وجود المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
هناك متغيرات حصلت بعد انتصار تموز وهذه المتغيرات ستترك بصمات لعشرات السنين على كل منطقتنا

لا يوجد إمكانية أن تبني إسرائيل أمبراطوريتها للتمدد في كل المنطقة العربية، ولا يوجد إمكانية أن تستقر ككيان غاصب مع وجود المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

هناك متغيرات حصلت بعد انتصار تموز وهذه المتغيرات ستترك بصمات لعشرات السنين على كل منطقتنا، فبعد الانتصار نحن أمام حالة من القوة والعزيمة والقدرة لنواجه التحديات ولنحافظ على استقلاليتنا وحريتنا وسيادتنا وكرامتنا، وهذا كله حصل بفضل التناغم والتفاعل بين ثلاثي المقاومة والجيش والشعب، وهذا التناغم عنوان قوة لبنان للمواجهة، وليكن واضحاً لن نسقط عنوان القوة مهما علا الصراخ، لأننا لمسنا أن المحافظة على بلدنا وعلى كرامتنا ولمصلحة أجيالنا إنما يكون بهذه القوة الثلاثية التي أثبتت نفسها، ولا قوة للبنان في مواجهة الخطر الإسرائيلي إلاَّ بثلاثي المقاومة والشعب والجيش، ونحن نعتبر أنفسنا اليوم نمثل عملياً الإستراتيجية الدفاعية التي قام عليها لبنان الحديث، وإنما يناقشون في جلسات الحوار إمكانية التطوير أو التعديل أو إيجاد أفكار مبدعة مثلاً ، ولكن لا يوجد فراغ في ساحتنا، نحن نعمل من ضمن إستراتيجية دفاعية واضحة بالتناغم بين المقاومة والجيش وبالتعاون البناء مع الشعب، وفي آنٍ معاً بتضافر الجهود وقد صدر في البيان الوزاري عنوان واضح يتحدث عن الثلاثي المقاوم: الشعب والجيش والمقاومة، إذاً لسنا في حالة فراغ وإنما من أراد أن يطور الإستراتيجية الدفاعية أو يُوجد أفكار أخرى فنحن معه، ولكن إلى أن نصل إلى نتائج أخرى فهذه هي النتيجة المعتمدة والمدعومة على كل المستويات بإذن الله تعالى.

هذه المقاومة التي نتحدث عنها في لبنان تخطت مرحلة التجربة والاختبار، وأصبحت النموذج والضرورة، المقاومة نموذجاً لكل الأحرار الذين يريدون سيادة بلدانهم، وضرورة من أجل مواجهة الاستحقاقات التي تفرضها علينا إسرائيل وأمريكا، وبغير هذا الطريق لا خيار أمامنا.

اليوم إسرائيل تهاب المقاومة، وأسلوب عملها، وتضحيات مجاهديها، وتعلم جيداً أن الالتفاف الشعبي حولها قوي جداً، وبالتالي هذا الخيار هو الخيار الواقعي الذي لا بدَّ من تدعيمه.

عندما قدَّم سماحة الأمين العام لحزب الله القرائن التي تتهم إسرائيل صوَّب مسار المحكمة باتجاه اكتشاف الحقيقة، وصوَّب مسار التحقيق لمن أراد أن يصل إلى الحقيقة، وبالتالي اليوم بعد القرائن أصبح الوقت متاحاً للعمل الجدي والمتابعة من قبل القضاء اللبناني، الذي تسلم من حزب الله هذه القرائن، ونحن نعتبر أن القضاء اللبناني هو المعني بهذا الأمر، ونحن معنيون بالتعاون معه للوصول إلى هذه الإدانة لإسرائيل بعد أن قدَّمت القرائن التهمة والتهم اللازمة وعلى القضاء أن يقوم بواجبه في هذا الأمر.

اتهام إسرائيل ليس أمراً استثنائياً، كان يجب أن تُتهم إسرائيل من اليوم الأول، كان يجب أن ترد كواحدة من المتهمين على الأقل على القاعدة السياسية من اليوم الأول، ولكن كانت محاولات لإبعاد إسرائيل عن التهمة، لماذا؟ ماذا حصل عندنا: اتهمت القرائن إسرائيل، بكل صراحة أرى اليوم أن الساحة مرتاحة أكثر من أي وقت مضى بسبب اتهام إسرائيل، لأنه فرقٌ كبير بين أن يكون العدو إسرائيل وبين أن نكون أعداء فيما بيننا بسبب دسائس شهود الزور، وبسبب تحريك أمريكا للاتهامات التي توصل إلى أن تخرب البلد وأن تحدث فيه الفتنة.

على هذا الأساس إسرائيل متهمة، واتهامها طبيعي جداً، فحجم اختراقها للساحة وإرتكاباتها الجرمية تجعلها الأكثر تلبساً للجريمة، وبالتالي أي إبعاد لاتهام إسرائيل يعني المساهمة في إثارة الفتنة وتضييع الحقيقة وتخريب الاستقرار وهذا ما تريده إسرائيل.

وهنا لا بدَّ من التأكيد على ضرورة محاكمة شهود الزور، ومحاكمتهم مسؤولية لبنانية بالدرجة الأولى، لا ننتظر أن يقول لنا أحد من الخارج إذا كان مؤهلاً لمحاكمتهم أم لا، وإذا كان يجب أن يحاكموا أم لا، شهود الزور خرَّبوا البلد، أوجدوا الفتنة، وتروا الساحة، وبالتالي يجب أن يحاكموا، هم ضللوا التحقيق من ناحية وأضروا بالبد من ناحية أخرى، ونحن من خلال اطلاعنا على هذا الملف وكما اطلعتم أيضاً عبر وسائل الإعلام المختلفة نرى أنه توجد إدارة منظمة لفبركة شهود الزور ووضعتهم في المواقع المختلفة، ولقنتهم الشهادات المختلفة، ليتناغم شهود الزور بناءً على هذه الإدارة لإبعاد التهمة عن إسرائيل وتصفية الحسابات الداخلية والإقليمية والدولية من بوابة اتهامات جائرة وخاطئة وبعيدة عن الحقيقة. السؤال المطروح: هل أن مفبركي شهود الزور كانوا يعملون بتوجيه إسرائيلي فيتبيَّن عند اتهام إسرائيل وملاحقة القرائن أنهم يتقاطعون معاً! أو أن شهود الزور كانوا يخدمون إسرائيل ومعهم من فبركهم، ولكن من دون أن يكون هناك يد مباشرة وإنما لخدمة غير مباشرة من خلال المحرك الأساس الذي يدير اللعبة والذي يريد أن يوقع الفتنة في لبنان.

نحن ندعو إلى أمرين متلازمين: الأول متابعة قرائن اتهام إسرائيل من قبل القضاء اللبناني، ثانياً محاكمة شهود الزور ومن وراء شهود الزور ، وهذه مسؤولية الحكومة اللبنانية وكل الأجهزة المرتبطة بهذه الدولة، من خلال هذين العنوانين نستطيع أن نصل إلى الحقيقة ونستطيع أن نريح هذا البلد وأن نطمئن فيه.

وبهذه المناسبة وبعد صدور الحكم الرابع للإعدام على أحد العملاء، نحن ندعو كل المعنيين بأن يسرِّعوا آلية تنفيذ أحكام الإعدام الأربعة التي صدرت حتى الآن، لتكون نصراً جديداً ودرساً كبيراً يتعلم منه العملاء ويخشى معه المشغلون من الذين يُدارون بالأموال أو بالمناطق أو بالوعود المختلفة التي لا تنفعهم في وطنهم ولا يمكن أن تسمن ولا تغني من جوع.