الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في حفل الافطار الذي أقامته هيئة دعم المقاومة الاسلامية في دمشق في مطعم السيران في 17/8/2010

لا يمكن أن يكون هناك نصر من دون اختبار، ولا بدَّ أن يكون هناك تضحيات، وهذا ما بنينا عليه، ويأتي نصر الله تعالى في اللحظات الصعبة والمعقدة كنتيجة ومكافأة لهذا الصبر الكبير الذي صبره المجاهدون، يقولون لنا دُمرت البيوت، نقول لهم: أفضل من أن يحطم القلب ويسحق

لا يمكن أن يكون هناك نصر من دون اختبار، ولا بدَّ أن يكون هناك تضحيات، وهذا ما بنينا عليه، ويأتي نصر الله تعالى في اللحظات الصعبة والمعقدة كنتيجة ومكافأة لهذا الصبر الكبير الذي صبره المجاهدون، يقولون لنا دُمرت البيوت، نقول لهم: أفضل من أن يحطم القلب ويسحق. يقولون لنا: دفعت شهداء، نقول لهم: الشهداء عند ربهم يرزقون. وفي آنٍ معاً رؤوسنا مرفوعة ونحن أعزة.

العدو يتألم ونحن نتألم، لا أحد يعتبر أن العدو لا يتألم، فالصواريخ كانت تنهمر علينا وكذلك تنزل عليهم، كان عندنا شهداء وعندهم قتلى،كان عندنا مهجرين وعندهم مهجرين، فكيف يعمل العدو مع ألمه ونحن لا نعمل مع ألمنا، مع العلم أننا نتميز عن العدو "وَلاَ تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً"، فالفرق أن عندنا أمل بهذا الصدق الذي ارتبطنا به، وبالتالي ليس الألم هو الذي يقعدنا، الألم يصيبنا ويصيبهم ولكن فرصنا للنجاح أكبر بكثير، علينا أن نصبر وأن نتحمل فمؤامرات الأعداء كثيرة، لكن مع صبرنا نستطيع أن نفوز على هؤلاء الأعداء، وقد فزنا بحمد الله تعالى، ويقول أمير المؤمنين علي(ع):"استعينوا بالصبر والصدق، وإنما يمثل النصر بعد الصبر، فجاهدوا في الله حق جهاده ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم"، هذا ما ينفعنا إلى أن نكون متأملين دائماً بأننا سننتصر رغم كل الصعوبات والعقبات.

نحن نعتقد أن النصر حتميٌّ للمؤمنين، فلو رأيتم أن الدنيا بأسرها من أولها إلى آخرها تمتلئ كفراً وأن جماعة صغيرة تعيش في هذه البقعة الجغرافية تمتلئ إيماناً ومعها الحق نحن نؤمن أن المعادلة لمصلحة هذه الفئة القليلة التي ستغلب الفئة الكثيرة بإذن الله تعالى.

نحن مقتنعون بأننا سننتصر، لأن البندقية عندنا تساوي دبابة بالروحية التي نحملها، والرصاصة عندنا تساوي صاروخاً بالإيمان الذي نملكه، والتوكل على الله يدفعنا إلى الإمام، وبالتالي سننتصر بإذن الله تعالى على إسرائيل مهما فعلت وعملت في أرضنا.

نحن نؤمن بالنصر، ولذلك أقول لكم: نتوقع في يوم من الأيام أن تفكر إسرائيل في عدوان جديد، ولكن نحن نستعد لهذا اليوم ولا نخاف ولا ننهزم، والآن لو فكرت إسرائيل أن تهاجمنا لكنا على أتم استعداد وجهوزية لنرد عليها ونطردها مرة ثانية أكثر مما فعلنا في حرب تموز. لأننا واثقون بدعم ربنا وحقنا وإيماننا وشعبنا، واثقون أننا أصحاب القضية.

عندما تمت المواجهة مع إسرائيل لم تتم بين سلاح وسلاح، لأنها لو تمت بين سلاح وسلاح لانتصرت إسرائيل لأن سلاحها أقوى بطبيعة الحال، ووراءها أمريكا بجسر جوي، ولكن المقابلة كانت بين إنسانٍ مدججٍ بسلاح الإيمان مع بعض السلاح، وإنسانٍ آخر مدججٍ بسلاح الحديد بلا إيمان فانتصر سلاح الإيمان مع قليل من الحديد على سلاح الحديد بلا إيمان. وهذا ما نتابعه، ونحن نعبئ شبابنا وأخواتنا بهذا الإيمان وهذه الروحية، وقد لمسنا النصر بأيدينا ورأى العالم بأسره كيف انتصرت المقاومة الإسلامية وهي قلة قليلة على أقوى جيش مدعوم من العالم في منطقتنا وهو الجيش الصهيوني الغاشم، وبالتالي علينا أن نكون واثقين بالنصر قبل أن نبدأ.

نحن نعد العدة بشكل مناسب ونختار بأفضل طريقة، نختار أصغر وأفضل سلاح، وندرب أفضل تدريب، ونختار أفضل المهندسين وخبراء مجاهدين عندهم اختصاصات عالية جداً، فشبابنا في الميدان هم من خيرة شباب الأمة في العلم والفهم والوعي والإيمان حيث يتحول هذا السلاح البسيط إلى معجزة في مواجهة إسرائيل.

نحن نعد العدة ولكن لا نعتمد عليها فقط ولا نعتبر أنها هي السبب، لذلك عندما حصل النصر في تموز قلنا هذا النصر إلهي، فاعترض علينا بعض المثقفين الغربيين وبعض الانهزاميين الذين لا يفهمون معنى النصر الإلهي، فيقولون: هذه التعبئة خطأ، فنقول : إذا تعبئتنا خطأ طردت إسرائيل فأروني التعبئة الصحيحة الخاصة بكم حررت أرض أم أنها سلبت الأرض؟ لذلك هو نصرٌ إلهي لأنه معتمد على رؤية تقول: أن الإيمان دافع قوي وعزيمة قوية يملئ الإنسان قدرة لا تتواجد لديه لولا هذا الإيمان.

نصر تموز فتح باباً كبيراً في منطقتنا أن بإمكاننا أن نسترد أرض فلسطين المغصوبة، وأرض لبنان والجولان المحتلة، وكذلك بإمكاننا أن نسترد قيمتنا في المنطقة العربية بأسرها، لأن إسرائيل تحاول أن تجعلنا من العالم الثالث المتخلف وتضيِّق علينا ويتآمر الغرب وأمريكا علينا من أجل أن نبقى ضعفاء لا قدرة لنا ولا حركة عندنا، هذه المقاومة أذهلتهم لأنها لم تخضع ولم تقبل معهم بكل شيء، جاءنا عدد من السفراء الأوروبيين في السنوات الماضية، قالوا: جنوبكم يحتاج إلى تنمية وإلى إعمار وإمكانات، ونحن حاضرون أن نوفر لكم أربع مليارات دولار لإعمار الجنوب تحت إشرافكم أنتم، قلنا: وما هو المطلوب. قالوا المطلوب شيٌ واحد: تخلوا عن السلاح وأوقفوا المقاومة ونحن حاضرون لدعمكم. قلنا لهم: احتفظوا بملياراتكم الأربعة لأن كرامتنا لا يمكن أن تشترى، وسنحرر الأرض غصباً عهن إسرائيل وكل الدول الكبرى.

لا يمكن أن نقبل بهذه الإغراءات المهينة، نصر تموز أثبت أن القلة تنتصر على الكثرة، وأننا بقدرتنا وتوكلنا على الله تعالى، وإعداد العدة اللازمة، وجعل المواجهة مع إسرائيل أولوية تمكننا من أن ننتصر عليها، وانتصرنا بكل جدارة. والمعركة الثانية لو حصلت في يوم من الأيام لن تكون هزيمة لإسرائيل كهزيمة تموز ستكون أقوى بكثير، بل ستؤثر على تركيبة الكيان من أوله إلى آخره، لأن إسرائيل لا تتحمل هزيمة ثانية من نوعية هزيمة تموز التي أثبتت أنها أوهن من بيت العنكبوت، وأنها تدَّعي أنها لديها إمكانات.

سمعت تصريحاً لشيمون بيريز في الأيام الأخيرة للحرب، حيث اقترح على القيادة العسكرية أن تبدأ جدياً باختراع رجل آلي يستطيع أن يصل إلى المواقع الأمامية ليستغنوا بالرجال الآليين في القتال في المواقع الأمامية عن الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يخافون لمجرد ذكر اسم حزب الله في المواقع الأمامية. فاسم حزب الله ينزل المستوطنين إلى الملاجئ، لأنهم يعلمون أن هذا الاسم فيه قوة وجبروت وعزة وكرامة وهم لم يعتادوا أن يروا كهؤلاء الرجال في مواجهتهم.

نحن كمقاومة آمنا بالدليل أن لا حل في المنطقة إلاَّ بالمقاومة، وبالتالي كل الحلول السياسية لن تنفع، في السابق كان يوجد قرار 425 للانسحاب إسرائيل من لبنان، تقرر سنة 1978، إلى سنة 2000 يعني 22 سنة لم تعترف به إسرائيل، متى خرجت في سنة 2000؟ بضربات المقاومة، وهذا يعني أن المقاومة أخرجت إسرائيل أما القرارات الدولية لم تخرج إسرائيل بل ستكون في أغلب الأحيان لمصلحة إسرائيل، لذلك نحن آمنا بخيار المقاومة، ولن نفاوض إسرائيل ولسنا مؤمنين بأن من حق إسرائيل أن تحل فلسطين بل أن تحتل جزءً من فلسطين، ولذلك سنستمر بالمقاومة، وهي الخيار الوحيد المتاح للتحرير والسيادة والدفاع. وأنتم ترون أن رصيد المقاومة بعد تموز في كل يوم يزداد في كل المنقطة العربية وفي العالم الإسلامي وفي لبنان، لماذا؟ لأن أناسنا طيبون، ولأنهم يريدون وطنهم وعزتهم، وجدوا أن المقاومة توصلهم، ولذا التفوا حولها رجالاً ونساءً، شيباً وشباباً، أطفالاً ومن كل الأعمار.

اليوم في لبنان المقاومة ليست مجموعة عسكرية، المقاومة هي هذا الشعب الذي يلتف حول المقاومة، حتى الطفل الصغير يرفع قبضته باسم المقاومة وكأنه مقاتل على الجبهة، والمرأة هي التي تتحرك لتدعم ولتغذي وتدفع باتجاه المقاومة، وتتصدى لتعبر عن الأسرة التي تجتمع بأسره حول المقاومة، فلا تميز بين مقاتل وامرأة وشابٍ وشابة وطفل وعجوز كلهم مقاومة من هذا الشعب الطيب الأبي الذي التف حول المقاومة الإسلامية.

وأنتم اليوم في سوريا الأسد رصيد كبير من أرصدة المقاومة، اعلموا أننا نعتبر نصرنا نصركم، ونجاحنا نجاحكم، وكل من نحققه في هذه المقاومة هو لكل الأمة على امتدادها من النيل إلى الفرات، ومن أقصى دولة إلى أقصى دولة، لأن كل المحبين للمقاومة هم شركاء للمقاومة بدعائهم وأموالهم وتربيتهم وتعاطفهم وبكلماتهم، كل هذا الشعب مقاوم ولذا انتصرنا لأنكم معنا قلوباً وعطاءات وتضحيات وموقف وإن شاء الله تعالى يستمر هذا لنصرة المقاومة في مواجهة إسرائيل.

ونحن سنعمل من أجل أن تكون المقاومة هي الرصيد الأساس لنهضة هذه المنطقة بأسرها لأنها هي العنوان أما المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين فهي فارغة من المحتوى، وهي شكل بلا مضمون، هذه المفاوضات التي يسعى الأمريكي إليها، هي إملاءات إسرائيلية على الفلسطينيين على طاولة اسمها طاولة المفاوضات ولكن لا يوجد تفاوض عليها، هذه المفاوضات هي إعادة لتلميع صورة إسرائيل بعد أن تشوهت وبرزت على حقيقتها بما فعلته إسرائيل في الاعتداء على غزة والاعتداء على سفن الحرية، والقيام باغتيالات وتجسس في لبنان وفي المنطقة، وفي الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين في الداخل، وفي انتهاك حرمة القدس، كل هذه العناوين جعلت إسرائيل مدانة من شعوب أوروبا وليس من عندنا، فالأمر مفروغ منه عندنا فإسرائيل مدانة من عندنا منذ زمن، ولكن بدأ الرأي العام الأوروبي يتغير، تأتي هذه المفاوضات لتلمع صورة إسرائيل ، وأيضاً لتلهي الناس عن تهويد القدس، وعن المستوطنات في الضفة الغربية، حتى إذا طالب أحد بتهويد القدس ورفض تهويد القدس يقال له : الفلسطينيون والإسرائيليون يجلسون معاً فإذا كان لديهم أي مشكلة فليناقشوها على الطاولة، في الوقت الذي يقضم فيه الأرض، بكل صراحة هذه المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية هي مفاوضات بلا جدوى وهي مفاوضات لمصلحة إسرائيل بالكامل وليس للشعب الفلسطيني أي نفع بهذه المفاوضات.

أمريكا لديها مخطط للمنطقة اسمه الشرق الأوسط الجديد، بمعنى آخر هي تريد أن تهيمن على كل منطقتنا، على المسؤولين السياسيين، وعلى النفط، وعلى الإمكانات الجغرافية والبشرية، من أجل أن تكون مهيمنة ومن أجل أن تدعم إسرائيل لتكون العصا التي تستخدمها لتطويع المنطقة بأسرها، هذا هو المشروع، علينا أن نواجه، من الذي واجه؟ واجه الشرفاء، الشرفاء هم سوريا الأسد، وإيران الإسلام، والمقاومة في لبنان، والمقاومة في فلسطين، وكل الذين يقاومون أمريكا وإسرائيل، هؤلاء هم الشرفاء الذين يواجهون، لذلك اليوم الهجمة على هؤلاء، فيجتمع مجلس الأمن من أجل إيران وسوريا والمقاومة في لبنان وفلسطين، الدول الكبرى تتآمر ضد دول الصمود والممانعة وحركات المقاومة في منطقتنا، لأن هذه المجموعة قالت: لا، ما المشكلة بيننا وبين أمريكا سوى أن أمريكا تريد أن تأخذ أرضنا وحقوقنا، ونحن لا نرضى، فمن يرضى ليتحمل مسؤوليته، أما نحن فلا نرضى، وخلال هذه الفترة دول الصمود والممانعة وحركات المقاومة أفشلت مخططات أمريكا وإسرائيل، لاحظوا: أمريكا تترنح في العراق، وتترنح في أفغانستان، وإسرائيل انهزمت في لبنان، وانهزمن في غزة، وبالتالي لا يعرفون كيف يتصرفون للضغط علينا، كنا في لبنان في حالة ضغط شديد منذ اغتيال الرئيس الحريري، والقرار 1559، تحملنا وقفنا وصمدنا وكانت النتيجة أن جماعة أمريكا في لبنان أنهزموا وأن نهج المقاومة ارتفع وعلا وأخذ دوره ومحله.

الحمد لله اليوم عندنا زمن الحصاد لهذه التضحيات الكبيرة التي تقدمت، حوصرت سوريا لمدة أربع سنوات لماذا؟ لأن سوريا قالت: نعم لتحرير الجولان، ونعم للمقاومة في لبنان وفلسطين، ونعم للعلاقات الإيرانية السورية لمصلحة البلدين، سوريا رفضت أن تكون خانعة ومستسلمة، سوريا رفضت أن تبيع المقاومة لحسابات رخيصة، سوريا وقفت لتقدم كل ما تستطيع من أجل أن ترتفع المقاومة، نعم هذه نقطة شرف ووسام شرف لسوريا الأسد وللشعب السوري ولكل الذين قدموا وضحوا لارتفاع كلمة المقاومة وكلمة الحق في منطقتنا.

نسمع كثيراً من خلال بعض التسريبات الإعلامية وبعض السفراء أن هناك سعي حثيث لإيجاد شرخ بين سوريا وحزب الله، يضغطون على سوريا حتى لا تعطي تسهيلات لحزب الله، من أجل محاصرة حزب الله من ناحية ومنع سوريا من أن تكون صاحبة امتداد قوي يتعاون مع المقاومة ويكون في خندق واحد لقوة الجماعة في وحدة وتعاون، ولكن من يراهن على خلاف بين سوريا وحزب الله واهم لأن العلاقة الإستراتيجية بين سوريا وحزب الله معمدة بالدم والعطاء وهي مستمر إن شاء الله تعالى أفضل مما كانت وسترقى دائماً إلى الأمام لمواجهة العدو الإسرائيلي وكل المخططات علينا. وهذا الأمر ينطبق أيضاً على العلاقات السورية الإيرانية، لأن مصلحة إيران وسوريا، وقناعات إيران وسوريا أن يكونا معاً، عندما يعملان معاً يصبحان قوة مهمة في مواجهة المخططات، فهؤلاء الذين يلعبون بفصل هذه العلاقات سيصابون بالإحباط لأنهم لن يتمكنوا من ذلك. واليوم مواجهة إيران ليس من أجل النووي السلمي وإنما من أجل أن إيران داعمة للمقاومة وداعمة لحقوقنا، ولأنهم يريدون إيران محاصرة في داخل الأرض الإيرانية، ولا يقبلون أن تمد يد العون إلى المقاومين وإلى الشرفاء، ومع ذلك الحمد لله إيران عزيزة وصامدة بقيادة الولي الفقيه الإمام الخامنئي (حفظه الله ورعاه) والسيد أحمدي نجاد وكل المخلصين هناك، هذا أمر في حالة تحدي وإن شاء الله تعالى ننجح في هذا التحدي وسنبقى متماسكين.

النقطة الأخيرة، سمعتم أن سماحة الأمين العام قد عرض شريطاً مصوراً من مقاطع ، وتكلمنا كلاماً في مؤتمره الصحفي الأخير، يبرز فيه بعض القرائن والمعطيات التي تتهم إسرائيل باغتيال الرئيس الحريري، والذي كان اغتياله سبباً لفتنة كبيرة في لبنان، استمرت تداعياتها لخمس سنوات ولا زال لها تداعيات مختلفة، وكان هناك رفض لاتهام إسرائيل ولو كأحد الاحتمالات وأحد المشبوهين، وعندما وجدنا أن لا أحد يرد ولا أحد يريد أن يتهم إسرائيل، لأنه على المستوى السياسي والدولي والإقليمي اتهام إسرائيل يعني زيادة العداء لإسرائيل، يعني تكتل الجميع ضد إسرائيل، وإلاَّ من لا يتكتل ضد إسرائيل يكون إسرائيلياً وعمياً حتى لو لم يرفع علم إسرائيل، اليوم لا يستطيع أحد مع هذه القرائن أن ينفي اتهام إسرائيل، وأقول أن آثار هذا الاتهام ستكون مدوية أخذ بالقرائن أو لم يأخذوا، قبلوا التحقيق أو لم يقبلوا، لأن كل مسار يكشف نتيجة وهذه النتيجة ستكون ضد إسرائيل، وبالتالي ستثبت الأيام والأشهر القادمة أن إسرائيل التي دخلت إلى كل مفاصل لبنان تجسساً واغتيالاً واعتداءاً لا يمكن أن تكون مستبعدة عن اغتيال الرئيس الحريري وهي التي لها باعٌ طويل في هذا المجال وتراقب كل الشخصيات الأساسية في لبنان تهيئة لاغتيالها عند الضرورة وعندما ترى الموقف يتطلب هذا الاغتيال.

إذاً نحن كحزب الله سنتابع هذا الاتهام، وسنعمل على أن يكون له الحظ الأوفر، يبقى هل سيحصل تجاوب أم لا، سيكون الشعب العربي والإسلامي في كل المنطقة هو الذي يرى وهو الذي يحسم الموقف، عندما يرى إسرائيل لا تتهم مع وجود كل هذه القرائن.