عيد المقاومة والتحرير له مكانة كبيرة عندنا لأنه أول انتصار في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، حيث خرج الاسرائيلي ذليلاً هارباً من ضربات المقاومين، وتقف الأمة بشعبها الطيب مع المقاومين لتحتفل بإخراج المحتل رغم العدد والعدة التي نملكها ببركة الجهاد والعطاء والشهادة.
التحرير في عام 2000 رسم معادلة إقفال الطريق على المشروع الاسرائيلي التوسعي، الذي يريد أن يسطير على المزيد من البلدان، فجاءت المقاومة في سنة 2000 لتثبِّت معادلة جديدة وهي أنه ممنوع على إسرائيل أن تمتدَّ شبراً واحداً إضافياً، وبالتالي هذا المشروع الاسرائيلي اصطدم بجهاد المقاومين والمقاومات. أما في عام 2006 فقد حصل انتصار كبير، وهو بداية العد العكسي لسقوط إسرائيل بضربة موجعة لقدرة الردع الاسرائيلية، بحيث تتنازل هذه القدرة وفي المقابل تزداد منعة وقوة وحضور المقاومة، وبالتالي المعادلة الجديدة بعد انتصار 2006 هو الاضرار بقوة الردع الاسرائيلية تمهيداً لإسقاطها إن شاء الله في أي لحظة ترتكب فيها إسرائيل حماقة.
اليوم خط المقاومة خط تصاعدي، فكل يوم يمر نزداد منعة في كل المجالات بحمد الله تعالى، وهذا يُثبت أن هذا الطريق هو طريق صحيح، أما ما تقوم به إسرائيل من تهديدات، فهي بالنسبة إلينا لا تزيد ولا تُنقص شيئاً، لأننا نتعامل مع إسرائيل على أنها في كل لحظة تُمثِّل تهديداً، وبالتالي جهوزيَّتنا حاضرة، لا تحتاج إلى تهديد ولا إلى أي أمر آخر. وهنا أقول لكم أن كل ما تفعله إسرائيل في هذه الأيام يصبُّ في مصلحة المقاومة، كيف؟ إسرائيل تُجري اليوم مناورة تحول 4 من أجل التدريب على إخلاء الناس وإدخالهم إلى الملاجئ في إطار الحرب المفترضة التي يمكن أن تقوم بها إسرائيل في يوم من الأيام، أنا أقول لكم أن نقطة تحول 4 في مصلحتنا، لأن إسرائيل تعرِّفنا كيف ستتصرف عند وقوع الحرب، وبالتالي نأخذ معلومات إضافية حول سلوكها في الحرب، فنعدُّ العدة للتصرف معها عند وقوع الحرب.
لقد أثبتت التجربة أن قوة لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، وأن هذه القوة ضرورة بل واجبة لثلاثة أسباب: أولاً لأن إسرائيل عدوانية وتفكر دائماً بالحرب وبالعدوان، وبالتالي علينا أن نُبرز جهوزية حاضرة، ولا يتحقق ذلك إلا بقوة الجيش والشعب والمقاومة، وهذا ما يجب أن نحافظ عليه. ثانياً، هناك تلازم كبير بين الاستقرار في لبنان مع وجود القوة التي تحميه، لأن إسرائيل تحسب ألف حساب عندما تواجه قوة في لبنان، إذاً الاستقرار السياسي في لبنان مدين للمقاومة وجهادها. ثالثاً، لبنان الضعيف مسرح للدول، تعمل فيه كيف تشاء، أما لبنان القوي فهو لا يكون ساحة لأحد، بل سيداً حراً مستقلاً لأبنائه.
يتحدثون اليوم عن مفاوضات وتسوية في المنطقة، التسوية في المنقطة فاشلة ولن يُكتب لها النجاح، والذي يساعد على عدم نجاحها هو أن إسرائيل تريد أخذ كل شيء وفي المقابل يوجد مقاومون شرفاء لن يعطوا إسرائيل ما تريد، لأنهم يريدون أرضهم ومقدساتهم وحريتهم واستقلالهم، وعندما يكون أمثال هؤلاء المقاومين موجودين فليس بإمكان إسرائيل أن تأخذ ما تريد، بل نريد حقنا بالكامل.
لقد أشرفنا في لبنان على نهاية الانتخابات البلدية، وأقول لكم أن هذه الانتخابات لن تُقدم ولن تؤخر، فالمسار السياسي في البلد أصبح محسوماً، والخيارات السياسية أصبحت محسومة، نعم يفرح البعض بالفوز ببلدية هنا وبلدية هناك، ويحزن البعض بخسارة بلدية هنا وأخرى هناك، ثم تُطوى المرحلة من دون أي تأثير على المسار السياسي، فالمسار السياسي أكبر بكثير من نتائج الانتخابات البلدية.
إيران قدمت عرضاً لمجلس الأمن والأمم المتحدة في مشروع تبادل اليورانيوم المخصب، ولكن سمعنا ردوداً متسرعة بل مسرعة خشية أن تقول إحدى الدول بأن هذا العرض جيد، لماذا؟ لأن المشكلة مع إيران ليست تخصيب اليورانيوم، المشكلة مع إيران أنها بلد حرٌّ قوي يريد أن يُثبت نفسه، وأمريكا والدول الكبرى لا يريدون لإيران أن تكون كذلك، ولكن نحن نعتقد أن إيران التي ضحَّت وتحمَّلت لثلاثين سنة من عمر الثورة في وجه كل المؤامرات هي قادرة على اجتياز هذه المؤامرة إن شاء الله تعالى.