الموقف السياسي

الكلمة التي ألقاها في الليلة الثانية من ليالي عاشوراء 1434هـ في مجمع سيد الشهداء (ع) في 16/11/2012

لن تنصفنا إلاَّ بندقيتنا التي يجب أن تبقى مرتفعة في غزة ولبنان

ومما جاء فيها:

 علينا أن نرفض الظلم، ظلم النفس وظلم الآخرين من أي موقعٍ أتى، ولطالما رفعنا شعار رفض ظلم إسرائيل، وأنشأنا مقاومة لمواجهة إسرائيل، وسلكنا درب الجهاد للتعبير عن رفضنا لهذه المعصية الكبرى التي اسمها إسرائيل، ولهذا الطاغوت الكبير الذي يتربع على منطقتنا، وقدمنا الشهداء ونحن فخورون بهم، ونصرنا الله تعالى ونحن شاكرون لفضله وواثقون أننا سننتصر في كل آنٍ في مواجهة إسرائيل لأننا مع الحق.
 إسرائيل هذه هي ظالمة وطاغية وجرثومة يجب اقتلاعها، إسرائيل هذه تستفيد من الكفر الدولي والتواطؤ الدولي لتعتدي على أهلنا وأحبتنا في غزة في فلسطين، وهي تصور اعتداءاتها مظلومية، وقتلها للأبرياء دفاعاً، وإجرامها حقاً، ولكن أعمالها مفضوحة أمامنا. أما أمريكا والدول الكبرى فإنها مساهمة في الاعتداء على الفلسطينيين كإسرائيل تماماً، فتصوروا أن أمريكا تطالب مصر وتركيا بالضغط على حكومة غزة من أجل أن يوقفوا الصواريخ التي تتساقط على إسرائيل، ولم نسمع منهم كلمة واحدة يقولون فيها: يا إسرائيل توقفي، أو أن يساووا بينهم وبين الفلسطينيين، إسرائيل بادرت من دون سبب ومبرر وهذا برسم اللبنانيين خاصة، قبل يوم كان الإسرائيليون يقولون بأنهم سيركزون التهدئة، وطبعاً كان هذا عرض شبيه بخدع الحرب،وإذ بها تقتل القائد الشهيد الجعبري، وتبدأت القصف المركز لأماكن عديدة في غزة، وتفتح هذه الحرب، هل كان هناك مبرر؟ لم يكن هناك أي مبرر، ليعرف العالم بأن إسرائيل عندما ترى أن مصلحتها في الحرب ستشن حرباً من دون سابق إنذار، وإنما تمتنع عن الحرب عندما تخشى قدرة الردع المقابلة، وبالتأكيد إسرائيل متفاجأة من وصول الصواريخ إلى تل أبيب والقدس، ومتفاجأة من أنها ادعت في اليوم الأول أنها دمرت "فجر5" وإذ به يصل إليها ويضربها وسيضربها إن شاء الله تعالى. إسرائيل هذه لا ينفع معها إلاَّ توازن الردع، وتوازن الردع يعني أن تكون القوة حاضرة وجاهزة، ولا حل إلاَّ بالمقاومة.
 نحن نحيي الشعب الفلسطيني البطل المجاهد، ونحيي الشهيد الجعبري وكل الشهداء، ونقول: بوركت تلك السواعد التي تطلق الصواريخ بوجه إسرائيل من أجل أن تحمي شعب غزة، ومن أجل أن توجد الردع المناسب، هذا الجهاد هو المسار للانتصار واستعادة الأرض ورفع المظلومية والاحتلال، لقد ولى الزمن الذي نتباكى فيه، أو نشكو على الأطلال، أو نطالب الدول الكبرى المتواطئة بأن تنصفنا، لن تنصفنا إلاَّ بندقيتنا التي يجب أن تبقى مرتفعة في غزة ولبنان وفي كل موقع من مواقع المواجهة مع العدو الإسرائيلي.