عندما حملنا القرآن الكريم، وسرنا في مسيرتنا المقاومة لم نكن نعمل بعنوان طائفي، ولم نكن نجمع على قاعدة العصبية، وإنما أعلنا بوضوح من اللحظة الأولى: أننا جماعة متدينون مؤمنون نؤمن بالإسلام كعقيدة وشريعة ونؤمن أن ما في العقيدة والشريعة هو الذي يسعدنا وهو الذي يوقظنا، وهو الذي يجيبنا عن الأسئلة المختلفة، نحن لا نقوم بتنظيم مقابل التنظيمات الأخرى، ولا نعمل من ضمن طائفة مقابل من يعمل في الطوائف الأخرى، وإنما نعمل على أساس فكري واضح ينتمي إلينا من آمن بفكرنا وسلوكنا في آنٍ معاً، ولا نقبل أن يكون الإنسان مؤيداً من الموقع السياسي فقط، ولا من المواقع الأخرى وإنما عليه إذا أراد أن يكون في داخل هذا التنظيم أن يكون حاملاً للإسلام عقيدة وشريعة.
نحن آمنا بالقرآن وآمن بالإسلام فأنتج إيماناً بدرب الجهاد فخرج المقاومون وهزموا إسرائيل شر هزيمة، ولولا هذا الإيمان الموجود في القلب، وهذه العلاقة مع الله تعالى، وهذا السجود الذي يأبى الطاعة إلاَّ لله عزَّ وجل لما انتصر المجاهدون من أبناء المقاومة الإسلامية ولما حققنا هذا الإنجاز الكبير، آمنا بالإسلام فآمنا بحقنا في الأرض، وآمنا بعزتنا وكرامتنا، ولذا سلكنا هذا السبيل، آمنا بالإسلام فآمنا بضرورة البحث عن المشتركات مع الآخرين لتكون الوحدة هي الأساس، والتفرقة منكرة نرفضها ولا نقبل بها، كل ذلك في إطار إيماننا بالقرآن، آمنا بالإسلام فكنا النموذج الذي يجد فيه الكثير من المحبين في لبنان وفي العالم دليلاً على نجاح هذا الخط الذي اخترناه، لسنا مقاومة الطائفة، نحن مقاومة الإنسان الذي يؤمن بالله تعالى، ويرفض أن يكون ذليلاً أو أن تكون أرضه محتلة.