(...) هذه المقاومة حق لأنها تعمل لتحرير الأرض والأرض لنا، هذه المقاومة حق لأنها تريد الاستقلال والحرية، والله تعالى خلقنا أحراراً لا لنكون عبيداً لا لإسرائيل ولا لأمريكا، والمقاومة حق لأنها كانت دائماً في الموقع الدفاعي، هي لم تعتد على أحد - إسرائيل هي التي اعتدت- ولأنها على حق ولأننا تربينا على نهج الحسين(ع) سنتابع المشوار مهما طال، ورؤوسنا عالية بالمقاومة، وسيبقى اهتمامنا منصباً على مواجهة الخطر الإسرائيلي من دون أن نهتم للمفرقعات التي نرى مثلها في الأعياد عادة. نحن قوم لا نعتدي على أحد وإنما نمارس حقنا وقناعتنا. بعض الصحافيين الأجانب الذين أجروا بعض المقابلات معنا كنت أسألهم: كيف تقبلون بوجود إسرائيل واحتلال إسرائيل وأنتم تدعون أنكم مع حقوق الانسان ومع الحريات ومع الكرامة؟ فلم يجب أحد منهم لأن ذلك الحق وإنما كان جوابهم "هذه هي الإرادة الدولية"! إذا كانت الإرادة الدولية مع الباطل، وإذا كانت الإرادة الدولية مع الانحراف والفساد، وإذا كانت الإرادة الدولية غير عادلة، وإذا كانت القرارات الدولية متجنية ظالمة تحاول أن تأخذ حقوقنا وأرضنا وكرامتنا ومستقبل أجيالنا فهذه القرارات وهذه الإرادة لا قيمة لها عندنا. سنقولها بالفم الملآن وإن كان البعض يحذر من الحديث عن القرارات الدولية، ماذا تعني القرارات الدولية؟! فلتكن عادلة نكون معها، أما عندما لا تكون عادلة لن نكون معها لن نسمع لها، سنسمع لعقولنا وضمائرنا وحقنا، وبالتالي هذه الإرادة الدولية لا تعمل للحق وإنما تعمل لمصالحها. الإدارة الأميركية عندما تغزو أفغانستان أو العراق ماذا تقول؟ تقول أنها تغزو لمصلحة المواطن الأميركي، يعني حتى ولو أبادت العالم المهم أن يكون المواطن الأميركي مرفهاً. ماذا عن الفلسطيني، وماذا عن اللبناني، وماذا عن العراقي، وماذا عن كل هؤلاء؟! والله إذا لم نكن مع حقنا لن يعطينا أحد هذا الحق، هذا الاستبداد الأميركي بالعالم لا يعالج بالركوع وإنما يعالج بالموقف الشجاع. ماذا فعلت الإرادة الدولية لإعادة فلسطين؟ هي تآمرت على فلسطين والفلسطينيين، قضمت فلسطين تدريجياً حتى شملها الاحتلال من البحر إلى النهر. لو قام بهذا الموقف أي جماعة في العالم ليس لأخذ أرض كفلسطين وإنما لأخذ متر بمتر مربع فقط، لقامت الدنيا وتحركت جيوش العالم لإعادة المتر المربع لأصحابه، أما إسرائيل هم شجعوها على القتل والتدمير والأعمال الشنيعة والغطرسة، وهذه الغطرسة هي التي ولّدت قناعة عند الفلسطينيين أنهم لا يمكن أن يحصلوا على حقوقهم إلا إذا اعتمدوا على أنفسهم وعززوا مقاومتهم واتكلوا على الله تعالى، فالمقاومة هي الحل وهي البديل.
لم تعد المقاومة اليوم حدثاً عابراً، تحولت إلى ثقافة ورؤية وجهاد، تجذرت لتصبح وجداناً، المقاومة اليوم عمل نهضوي في مواجهة الانهزام والانحراف، وإلا ماذا فعلوا لنا؟ هذا لبنان يعاني من الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، هل تسمعون اعتراضات؟ كل الاعتراضات الدولية على وجود المقاومة في لبنان وسلاح المقاومة في لبنان، لماذا؟ يجيبون لأن سلاح المقاومة في لبنان يزعج إسرائيل ويخفيها ويجعلها متوترة؟ هل نحن دخلنا إلى فلسطين أم أن الإسرائيليين هم الذين احتلوا بلدنا ووصلوا إلى العاصمة بيروت ؟ نحن الذين ندخل بالطيران إلى الأراضي المحتلة أم هم الذين يدخلون بالطيران إلى أراضينا؟! هم يعتدون علينا، كيف نفعل؟ ألا ندافع عن أنفسنا؟ هذه المقاومة حق، كيف يمنعوننا منها؟! الدول الكبرى منزعجة ومعترضة على وجود سلاح في لبنان؟ ألا يحق للبنان أن يكون قوياً! لو لم يكن لبنان قوياً بالمقاومة والشعب والجيش لما استطاع أن يكون رقماً قوياً ومحترماً، ولداسته إسرائيل في كل يوم، ولحوّلته إلى مستعمرة إسرائيلية ولأخذته بالسياسة إلى حيث تريد، ولذلك من حقنا أن نكون أقوياء، من حقنا أن يكون لدينا سلاح، من حقنا أن نأخذ ما يسبب قوتنا لنواجه إسرائيل.
اليوم، لا يوجد بلد في العالم إلا ويعاني من أمريكا وغطرسة أمريكا ومعها الدول الأوروبية أيضاً، لماذا يهجمون على النووي الإيراني وهم يعلمون أنه لا توجد قنبلة نووية في إيران، لأنهم لا يريدون لإيران أن تكون قوية، ويقولون أن المطلوب من إيران أن تثبت أنها بريئة، بينما القاعدة القانونية تقول المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وكالة الطاقة تدخل إلى إيران وإلى كل المنشئات.. أثبتوا بأنه يوجد سلاح نووي، هم يقولون لم يثبت لدينا لكننا غير مطمئنين! بصراحة، المشكلة مع إيران لا نووي ولا أسلحة ولا أي شيء آخر، إيران قالت لا شرقية ولا غربية، إيران أرادت أن تصنع وجودها بقوة شعبها وثباتها، هم لا يريدون لأحد في العالم أن يقول لهم لا، وإلا النووي بدأ على زمن حكم الشاه فلماذا لم يستيقظوا حتى الآن! ولو أوقفت إيران حتى تخصيب النووي السلمي لفتشوا لها عن شيء آخر، لأنهم لا يريدون إيران قوية.
من تعلم من الإمام الحسين (ع) يكون قوياً شجاعاً ويتحمل المعاناة وينتظر الأجر من الله تعالى، وثقوا أننا فائزونا إنشاء الله مهما كانت الصعوبات وهم خاسرون.