اليوم نحن مقتنعون أن المقاومة هي أولوية في حضورها وجهوزيتها وضرورتها، وهي بذلك تطغى على كل صراخ من أي مكان أتى، وسبب قناعتنا بهذا الحضور القوي والضروري للمقاومة عدة أسباب:
أولاً: إسرائيل لا زالت تهدد لبنان، وتشكل خطراً حقيقياً عليه، وتحتل أرضه وتتجسس في كل مكان، وتنتهك الأجواء، وبالتالي لا يمكن مواجهة إسرائيل بالخطب ولا بالشكاوى في مجلس الأمن، وإنما بالاستعداد والجهوزية والمواجهة المباشرة عند الضرورة من قبل المقاومة ومن قبل لبنان.
والمقاومة أثبتت أنها الدواء الشافي في مواجهة العدوان، وكل الأدوية الأخرى لا فائدة منها، دواء الدبلوماسية مسموم، ودواء الانتظار قاتل، ودواء الزعاق من دون عمل لا فائدة منه، أمَّا دواء المقاومة فقد أثبت جدواه ولبنان محتاج إليه، هذه المقاومة هي التي أرعبت إسرائيل باسمها ورسمها وكلامها وفعلها، واستطاعت أن تُدخل الرعب إلى كل بيتٍ إسرائيلي وإلى كل سياسي إسرائيلي، وإلى كل جندي إسرائيلي، نحن بحاجة للمقاومة كي نبعد الأفاعي عن بلدنا، ولكي نتمكن من تحقيق الأهداف للمحافظة على حريتنا واستقلالنا.
ثانياً: قوة لبنان نعمة أنعمها الله تعالى علينا بهذه المقاومة، قوة لبنان بمقاومته وجيشه وشعبه نعمة لن نتخلى عنها مهما كانت الضغوطات، ولن نفرط بها في المجهول، ولن نترك قوتنا لضعفٍ تستغله إسرائيل وتحاول أن تفعل بنا ما تشاء، هذه القوة هي التي أخرجت إسرائيل من لبنان، وهذه القوة هي التي صمدت في العام 2006، هذه القوة هي التي حقَّقت الانجازات العظيمة وأعزتنا ورفعت رؤوسنا، هذه القوة هي التي جعلت إسرائيل تحسب للبنان ألف حساب، وبالتالي لا يمكن أن نتخلى عن قوتنا إلى المجهول وإلى الاستسلام وسنحافظ عليها إن شاء الله تعالى مهما كانت الظروف ومهما كانت العقبات.
ثالثاً: إن تضمين البيان الوزاري البند المستقل عن المقاومة وهو البند السادس، يؤكد حاجة لبنان إلى شرعنة وجود المقاومة من خلال البيان الوزاري، ولا معنى لكل الكلام حول هذه المادة، سنرى في التصويت على الثقة في المجلس النيابي، في المجلس يوجد ثقة أو لا ثقة، فإما أن يقبل النائب البيان كله ويقبل الحكومة كلها، وإما أن يرفض فلا يعطي الثقة، وبالتالي عندما تحصل الحكومة ببيانها الوزاري على الثقة بأغلبية ساحقة جداً في المجلس النيابي وهذا ما نتوقعه، يعني ذلك أن المقاومة جزء لا يتجزأ من قناعة وإيمان هذه الحكومة وما تمثله على مستوى الشعب اللبناني وما عدا ذلك كلام بكلام لا ثمرة له ولا فائدة منه.
رابعاً: عندما يلجئ الداعم الأمريكي لإسرائيل لمحاولة مناقشة منع بث قناة المنار وإخفاء الصوت والصورة كي لا يسمع كلمة مقاومة، فهذا يعني أن قدرة مقاومتنا وصلت إلى حدٍ بدأت تقلق الساسة الأمريكيين من أنهم عاجزون عن فعل شيء، فهم عجزوا من خلال عسكر إسرائيل وعجزوا من خلال الدعاية الإعلامية الواسعة، والآن يريدون الضغوطات بأساليب مختلفة هذا يشجعنا على الاستمرار بالمقاومة لأننا استطعنا أن نثبت وجودنا وحضورنا.
خامساً: رصيدنا المقاوم هو كل شريف ووطني يرى أرضه محتلة ولا يرضى إلاَّ أن يحررها، وكفانا هذا الرصيد نعمة وتوفيقاً، وبالتالي نحن مستمرون بجهوزيتنا لنقول لإسرائيل بشكل واضح: كل التهديدات الإسرائيلية هي تهديدات عبثية لأن المقاومة حاضرة وجاهزة ومستعدة ولن تخضع للتأويلات المختلفة، ومن جرب في مرة سابقة يعلم تماماً كيف يمكن أن تكون النتائج، كيف والمقاومة اليوم هي في حلة أبهى وفي وجود أقوى وفي موقع منتصر، وفي تصميم وعزيمة نحو الاستمرار.
أعجب من أولئك الذين ينتظرون التسوية كيف يتأملون بها، وها هي إسرائيل تناقش في الكنيسة أن يكون التصويت بالثلثين على أي انسحاب من أرضٍ احتلها وكل الأرض محتلة، سواء في الجولان أو في القدس أو في الضفة الغربية، ليهرب المسؤولون الإسرائيليون من حالة ضعفهم على إعطاء أي شيء ولو كان قليلاً للفلسطينيين، هم بالحقيقة يوزعون الأدوار، وهم يريدون القول للعالم أن الشعب لا يريد، أو أن الكنيست لا يريد، وأن الحكومة الإسرائيلية يمكن أن تقدم تنازلات ولكن في الواقع هناك ضغوطات لا تستطيع أن تتحملها، لاحظوا عندما أعلن نتنياهو أنه سيجمد بناء المستوطنات وبشكل جزئي لمدة عشرة أشهر، قامت التظاهرات المدفوعة والمتفق عليها، من اليمين المتطرف المنَسِّق تماماً مع نتنياهو ليقول للعالم : أريد أن أعطي بعض الإيجابية ولكن الشعب عندي لا يقبل ولا يتحمل، هذه مناورة مكشوفة، على كل حال نحن لا نصدق لا نتنياهو ولا الإسرائيليين، ومن البداية كنا نقول: التسوية وهمٌ بوهم، والمراهنون على التسوية واهمون، أما المراهنون على المقاومة فسيفوزون إن شاء الله تعالى، هذا هو رهاننا سنستمر بهذا الرهان وسننتصر بإذن الله تعالى.
ليت الحكام العرب يتعلمون من الحكام الإسرائيليين، كيف يوزعون الأدوار، بعض الحكام العرب عندما يتم الاتصال بهم للضغط عليهم يقولون نحن نتحمل المسؤولية، نحن نسكت الشعب، نحن نضغط على الفلسطينيين، نحن نؤمن النتائج، قولوا لمرة واحدة الشعب لا يريد، والشعب لا يقبل، إرموها على الشعب فستكونون أقوى، لأنكم بذلك تجعلون مساحة للمناورة وللقدرة بدل أن تأخذوا كل شيء بصدوركم ثم بعد ذلك تكون الخسائر كبيرة عليكم وعلى شعوبكم.
سنعمل على إنجاح الحكومة، حكومة الوحدة الوطنية، لتهتم بقضايا الناس بعيداً عن المناكفات والمهاترات الإعلامية، وندعو إلى صرف الوقت والجهد من أجل قضايا الماء والكهرباء والطرقات والسير والاستشفاء بدل هدر الوقت بصراخ لا فائدة منه.