الموقف السياسي

تمَّ الإثبات بالدليل أن الرواية الإسرائيلية حول حادثة طيرفلسيه ملفَّقة/الكلمة التي ألقاها في الحفل التكريمي الذي أقامته جميعة التعليم الديني ومدارس المصطفى(ص) والبتول (ع) لطلابها الفائزين في الشهادة المتوسطة في قاعة رسالات - بئر حسن في 15/10/2009

تمَّ الإثبات بالدليل أن الرواية الإسرائيلية حول حادثة طيرفلسيه ملفَّقة

حيث حضره حشد من الشخصيات السياسية والتربوية وأهالي الطلاب، وقد كانت كلمة لمدير عام جمعية التعلين الديني الحاج محمد سماحة، ومن ثم تحدث سماحة الشيخ نعيم قاسم فقال:

حصلت حادثة في بلدة طيرفلسيه في جنوب لبنان، وهذه الحادثة عبارة عن أمر عارضٍ لا يعدل كونه حادث غير ذي باب، وفي آنٍ معاً هو مسألة عادية وطبيعية ويمكن أن تحصل كثيراً في جنوب لبنان أو في غير جنوب لبنان، هو حادث عرضي ناتج عن احتراق، يحقق المسؤولون في الجيش اللبناني ومن معهم ليرَوا النتيجة، لكن في النهاية هو أمر بسيط كان له تأثير على أحد الكراجات وجُرح أحد الأشخاص وانتهى عند هذا الحد. ما الذي جرى؟ أولاً، خرجت إسرائيل بشريط مصوَّر تصوِّر فيه شاحنة من السماء يوضع عليها جسم طويل، وتبيَّن بالدليل والبرهان الذي قدمه حزب الله، وبوجود القوات الدولية والجيش اللبناني أن هذه الشاحنة كانت تحمل الجرَّار الذي سقط إثر الحادث في بلدة طيرفلسيه، هنا تمَّ الإثبات بالدليل أن الرواية الإسرائيلية هي رواية ملفَّقة، وأن أي تصوير من الجو لأي شاحنة لا يعني شيئاً، هم يقولون أن في الشاحنة يوجد كذا وكذا، ما الدليل على ذلك؟ في كل الأحوال، هذا الشريط المصوَّر هو كذب وادعاء، ثانياً وهو الأهم، أن التصوير الإسرائيلي فوق طيرفلسيه هو اعتداء حقيقي على لبنان، وقد اعترف الاسرائيليون أنهم أرسلوا طائرة من دون طيار إلى طيرفلسيه للتصوير، وبالتالي يجب التعامل مع هذا العمل الإجرامي الاسرائيلي بأنه خرق للأراضي اللبنانية واعتداء عليها، وأنه خرق للقرار 1701، بل نحن نعتبر أن هذا الشريط الاسرائيلي إدانة لإسرائيل أمام مجلس الأمن، لأنهم أتوا بوثيقة من عندهم تُثبت أنهم اعتدوا على لبنان ودخلوا إليه، وأنا أدعو وزارة الخارجية اللبنانية والدولة اللبنانية لتستخدم هذا الدليل الاسرائيلي ضدهم، لأنه اعتراف رسمي بأنهم دخلوا إلى لبنان، واعتدوا وخرقوا الأجواء، وبالتالي يجب أن يُعاقبوا على هذا الفعل الشنيع الذي لا يمكن القبول به أو الرضا به بأي حال من الأحوال. وعلى كل حال، ألا ينظر العالم إلى ما تفعله إسرائيل في لبنان، هذا ليس أول خرق، وقد أتيت بإحصاء مجموع من تقارير وزارة الدفاع اللبنانية التي تُحصي الخروق الإسرائيلية وتُرسلها إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهناك إحاطة شهرية تقدِّمها قوات الطوارئ الدولية تتحدث فيها عن الخروقات الإسرائيلية، فمنذ ثلاث سنوات وحتى الآن بلغ المعدل الوسطي للخروقات الإسرائيلية أسبوعياً خمسة وأربعون خرقاً جوياً، وشهرياً مئة وثمانون خرقاً، وسنوياً ألفين ومئة وخمسين خرقاً، وفي المجموع بلغت الخروقات الإسرائيلية منذ 14 آب 2006 وحتى يومنا هذا، ستة آلاف وثمانمئة خرق جوي إسرائيلي للأراضي اللبنانية والأجواء اللبنانية، هذا يعني أن إسرائيل ارتكبت ست آلاف وثمانمئة جريمة، وإذ بها تطبِّل لقصة وهمية لا أساس لها، أنا أدعو مجلس الأمن ومن يعنيهم الأمر ليقولوا لنا ماذا فعلوا بهذه الخروقات الإسرائيلية المتكررة؟ هل المطلوب منا أن نعتاد بأن تعتدي إسرائيل؟ هل المطلوب منا أن نقبل بخرق إسرائيل للأجواء؟ يجب أن تُشنَّ حملة دبلوماسية واسعة جداً لفضح هذا المشروع الإسرائيلي. ثالثاً حصل في الداخل اللبناني ثلاثة أمور: أولاً تلفيق إخباري، بحيث أننا سمعنا عن انفجارات وعدد كبير من القتلى، وهذا كله لم يستند إلى أي دليل، ثانياً رأينا تضخيماً إعلامياً كأن المراد أن يُسلَّط الضوء على أن المشكلة هي في المقاومة، ثالثاً رأينا استغلالاً سياسياً من بعض الأفرقاء الذين قاموا بتحليلات لها بداية وليس لها نهاية. بالنسبة إلينا، التلفيق الإخباري والتضخيم الإعلامي والاستغلال السياسي اسرائيلي الهوى، وينسجم مع خدمة إسرائيل ولا ينسجم مع مصلحة وخدمة لبنان، وللذين قاموا بهذا وقالوا بأنهم لا يقصدون ذلك، فالعبرة ليست بالقصد وعدم القصد، العبرة بالاستخدام السياسي البشع الذي يحاول أن يُسلِّط الضوء، وكأن المشكلة في لبنان من المقاومة وليست من إسرائيل، فيصبح المدافع عن نفسه والمعتدى عليه مداناً، أما المعتدي فمعذور، هؤلاء لا يتحدثون عن اعتداءات إسرائيلي، هؤلاء لا يذكرون بأن إسرائيل عدو، هؤلاء لا يتصرفون على أننا في معركة شرسة مع غاصب محتل مجرم، وعلى كل حال الناس يعرفونهم جيداً، وغالباً نحن لا نردُّ عليهم على اعتبار أنهم مكشوفون أمام الناس، رابعاً ليكن معلوماً أننا عندما ننفي الحادثة في طيرفلسيه كما ذكرها الاعلام الاسرائيلي واللاف لفَّه، هذا لا يعني أننا نقول بأن حزب الله لا يملك سلاحاً، الحمد لله السلاح موجود والقوة موجودة والاستعداد على أتمِّ وجه، فلا يعتقدنَّ أحد أنه إذا أثار هذا الأمر سنخاف، وسنقول بأنه ليس لدينا سلاح ونحن لا نتحرك على الساحة، أبداً، بل على رأس السطح نقول بأن مقاومتنا الاسلامية مسلَّحة تسليحاً يساعدها على أن تقف بوجه إسرائيل إذا اعتدت أو إذا حاولت أن ترتكب أي حماقة، وبالتالي هذا لن يؤثر علينا لا من قريب ولا من بعيد، نحن مقاومة مسلحة ولسنا مقاومة مدنية شاملة وإن كنا نرحب بالمقاومة المدنية الشاملة، فهل تخرج إسرائيل من لبنان بتصريح سياسي؟ أو تخرج من لبنان بحمائم السلام، فوالله لولا القذائف والبنادق وسواعد الشباب والدماء لما خرجت إسرائيل ذليلة من لبنان، وسيبقى كل الجيل الإسرائيلي كيف وقف المقاوم في لبنان، ليقول لا وأخرج إسرائيل ذليلة، وسيبقى هذا المقاوم مع سلاحه إن شاء الله. الأمر الخامس، إسرائيل مجرمة حرب، وإن كان هناك أوسمة للإجرام فستأخذه إسرائيل، لأنها ارتكبت جرائم إبادة ضد الانسانية باعتراف تقرير غولدستون، وهذا الاعتراف بالتأكيد لم يخرج إلا بعد أن بلغ السيل الزبى، وبعد أن انفجر العالم من جرائم اسرائيل، لا تستهينوا بهذا التقرير. معنى ذلك أن إسرائيل يجب أن نسلط الضوء عليها وأن تبقى أمام أنظارنا، وأن يعرف العالم بأنها مجرمة تُبيد البشرية، فما فعلته في غزة هو أمر لا يمكن أن يتحمله بشر، ومع ذلك يجدون تغطية أمريكية وأوروبية، وهؤلاء يتحمَّلون مسؤولية وكذلك مجلس الأمن، فإسرائيل يجب أن تُعاقب، لا تنسوا أن إسرائيل تحتل مزارع شبعاً وتلال كفرشوبا، وتخترق الأجواء اللبنانية، وتهدد ليل نهار بأنها تريد أن تعتدي على لبنان وعلى الفلسطينيين، اسرائيل تحاصر غزة إلى الآن، إسرائيل تمنعهم من البناء، اسرائيل تقتل الشيوخ والأطفال، وتسجن عشرة آلاف فلسطيني وفلسطينية، شاب وشابة وأطفال في داخل سجونها، هذه هي إسرائيل، وعلى الذي يريد أن ينظر إلى حادثة أن يتلط هذه الكبرى التي ارتكبتها إسرائيل.

نحن اليوم مستمرون إن شاء الله بجهادنا وبتحمُّلنا، سنبقى في الساحة نعمل على قاعدة أننا حريصون على وطننا وعلى قضايانا، وسنستمر إن شاء الله مهما كان التشويش.