قال الإمام الخميني(قده) يوم إعلان القدس:" يوم القدس، يوم لا يختص بالقدس وحدها، إنما هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين.
نحن نرى من خلال هذه التوسعة التي أعطاها الإمام الخميني(قده)، كيف نظر إلى هذه القضية المقدسة العظيمة، حيث جعلها تعبيراً عن الإيمان بالإسلام، وجعلها عالمية المسؤولية، ورتب من مدخل القدس مواجهة المستكبرين ومسؤولية المستضعفين ليقوموا وينتفضوا ويتحركوا ويقاتلوا ليستعيدوا حريتهم، فحرية القدس هي حرية الإنسان في العالم، ومن لا يعمل لتحرير القدس ليس لديه حرية ولا هو بقادر على صنعها، ولو كان العالم بأسره محرراً والقدس سلبية فنحن في أسر الاستكبار ومن يجاري هذا الاستكبار.
ثم قال: اليوم تمر فلسطين بأخطر مرحلة في تاريخها، لأنها في الموقع الصعب، ولأن العالم المستكبر يتآمر بكل إمكانياته العسكرية والسياسية والثقافية والعملية، ولأن المحيط العربي والإسلامي يعيش الغفلة عن الدعم الحقيقي لهذه القضية، ولأن ما يُثار في الداخل الفلسطيني من فِرقة، ومحاولات تجزئة من العوامل التي تعمل لإضعاف قدرة الممانعة تمهيداً للانقضاض على فلسطين وعلى القضية الفلسطينية. ولذا هي اليوم في أخطر أوضاعها، ما يتطلب منّا أن نكون معها، وأن نبذل الأقصى من أجل الأقصى ولو كان قاسياً علينا لنضع حداً لهذا الانحراف الكبير في محاولة معالجة قضية فلسطين بتذويب القضية لمصلحة إسرائيل.
لا يوجد حلٌ لهذه القضية تحت شعار حل الدولتين، حل الدولتين هو في الواقع حلٌ للدولة الإسرائيلية العنصرية وعلى جانبها المخيم الفلسطيني الكبير تحت السلطة اليهودية الإسرائيلية، الدولة اليهودية في عرفهم معروفة، هي كل الامتداد الذي يبدأ من القدس ولا ينتهي لا بالعالم العربي ولا بالعالم الإسلامي، هذه هي الدولة الإسرائيلية قاعدتها في فلسطين لكن أياديها ممتدة في كل هذه المنطقة، أمَّا الدولة الفلسطينية التي يتحدثون عنها: من دون سلاح، ومن دون تغطية في الأجواء، ومن دون استقلال في الماء والكهرباء، ومن دون حدود، ومن دون علاقات خارجية، هي مخيم ليست دولةً بالمعنى الحقيقي، إذاً هذا الكلام عن حل الدولتين هو محاولة ملتبسة وماكرة من أجل إنهاء القضية الفلسطينية بشعار برَّاق وبمضمونٍ يصب في مصلحة إسرائيل.
وأضاف: من يقبل بمسار التسوية يقبل بالتوطين سلفاً، ومن لا يريد التوطين عليه أن يختار مسار المقاومة، المقاومة تمنع التوطين أمَّا التسوية فتثبت التوطين، وعندها كل الذين يصرخون ليسجل لهم أنهم ضد التوطين لا ينفع صراخهم وإنما هو صراخُ في الوقت الضائع لأن إيمانهم بالتسوية هو جزءٌ من موافقتهم على التوطين، فلنعمل لتكون المقاومة هي الحل عندها نمنع التوطين، ونحقق العودة، أمَّا مسرحية الضغط الأمريكي على إسرائيل، فهي مسرحية فاشلة بامتياز.
نحن لا نريد من الزعماء العرب ولا من القادة العرب أن يدعموا القضية الفلسطينية، نريدهم فقط أن لا يتآمروا عليها، ونريدهم أن لا يعطوا من كيس الفلسطينيين، دعوهم هم يتصرفوا وتفرجوا عليهم، ولكن لا تضيقوا عليهم، فالشعب الفلسطيني قادر بمجاهديه وبشيوخه وبنسائه وأطفاله أن يحرر القدس كاملة إن شاء الله تعالى.
ثم قال: ثقوا أن أمتنا بخير، وأن بإمكاننا أن نغير، لقد أطلق الإمام الخميني(قده) يوم القدس من أجل أن نشق الطريق لنصل إلى نهايته، وها نحن قد شقّينا الطريق مع المحبين والمؤيدين والداعمين والمقاومين في مواجهة العدو الإسرائيلي وتحققت بعض الانتصارات، وإن شاء الله تعالى تُستكمل إلى نهاية المطاف، كلنا أمل أن ننجح على الرغم من كل الصعوبات ومن كل التعقيدات.