الموقف السياسي

التسوية سراب بسراب / الكلمة التي ألقاها في حفل الافطار الذي أقامته هيئة دعم المقاومة الاسلامية في دمشق 28/8/2009

التسوية سراب بسراب

• المقاومة ردعت إسرائيل.

• سنكون دائماً إلى جانب الوحدة الوطنية وقوة لبنان واستقراره.

من الذي يمكن أن يساعدنا سياسياً لتحرير فلسطين أو مزارع شبعا أو الجولان أو أي منطقة محتلة؟ سنرجع إلى مجلس الأمن، والراعي الدولي الكبير أمريكا للّص أي لمن أوجد إسرائيل في منطقتنا، معنى ذلك أننا نبحث عن سراب، تصوروا أن أمريكا هي الوسيط النزيه لإعادة الأرض العربية والفلسطينية السليبة إلى أهلها، ومجلس الأمن الذي يرى إسرائيل تقتل وتدمر وتأخذ من أراضي القدس، وتتوسع في كل يوم ولا يحرك ساكناً، هل هؤلاء سيدعمون؟ أبداً، من الذي أوجد إسرائيل في المنطقة؟ بريطانيا بالاتفاق مع الدول الكبرى، ثم رعتها أمريكا لأن المطلوب أن تكون إسرائيل شوكة في خاصرة العرب لتتحكم بمقدراتهم وإمكاناتهم وسياساتهم، وتكون العصا الغليظة التي يستخدمها المستكبرون ضدنا من أجل تطويعنا لسياساتهم، هل هؤلاء يمكن أن يعيدوا الأرض أو أن يحرروا فلسطين أو أن يقبلوا بإعادة المقدسات؟ لا يمكن لهؤلاء أن يعيدوا شيئاً ، لذلك تصوري للتسوية أنها سراب بسراب، ولا إمكانية لها.

الآن تتحرك أمريكا حركة مكوكية تصرع العالم بها، وتملأ صفحات الجرائد أن ميتشيل يضغط على إسرائيل من أجل توقيف المستوطنات! والإسرائيليون يناقشون: نجمد المستوطنات ستة أشهر أو ثلاثة أشهر؟ في المقابل على العرب من الفرات إلى النيل أن يطبَّعوا علاقاتهم مع إسرائيل، وأن يسمحوا للطائرات الإسرائيلية الدخول في الأجواء العربية، وأن تعود العلاقات العربية الإسرائيلية طبيعية مقابل تجميد المستوطنات ثلاثة أشهر أو ستة أشهر.

هل تعلمون ما معنى أن يطبِّع العرب مع إسرائيل؟ يعني أن لا يبقى هناك أي غطاء أو مساندة عربية للحق الفلسطيني، وهذا يعني أن يبقى الفلسطينيون المقاومون وحدهم في الميدان مع تآمر دولي وعربي أيضاً، بدل أن يكون العرب حماة للفلسطينيين على الأقل، قلنا مراراً وتكراراً: لا نريد من العرب أن يدعموا القضية الفلسطينية، ولكننا نريدهم أن يكفوا شرهم عنها، وأن لا يعطوا بدلاً عن الفلسطينيين، فلو سكتوا وتوقفوا عن حالهم الموجود حالياً لكفى القضية الفلسطينية... ولكن لا نريد منهم أن يبيعوا ويشتروا.

ثم قال: هذه المقاومة هي الحل، هذه المقاومة هي التي حرَّرت، ما حصل في تموز 2006 كان انتصاراً عظيماً، ونحن نقول: كان انتصاراً إلهياً، لماذا؟ لأننا آمنّا بالله تعالى، وشعرنا أنه معنا في الميدان، يدعمنا ويؤيدنا، كيف؟ هذه علاقة المؤمن مع ربه.

هذه المقاومة الإسلامية عطَّلت معادلة الشرق الأوسط الجديد، الذي أرادته رايس من بوابة لبنان، هذه المقاومة عزَّزت إرادة الممانعة عند شعبنا الفلسطيني والعربي، وأصبح هناك أمل عند كل العرب والمسلمين، أن بإمكانهم أن يحرروا فلسطين من البحر إلى النهر وبقدسها وبكل حبة تراب منها، هذه المقاومة أوجدت ثقافة الحياة العزيزة، لم نعد نقبل بعد المقاومة أن نكون أذلة أو أن نستسلم أو أن نقبل بالشروط التي يفرضونها علينا، سنبقى في الميدان ليعيش أبناؤنا أعزة كرماء.

هذه المقاومة ردعت إسرائيل وأخافتها، وجعلتها تحسب ألف حساب لأي عدوان يمكن أن تُقدم عليه لأنها تعلم تماماً أن عدوانها لا يمكن أن يمر بسهولة، وبالتالي المقاومة حاضرة وجاهزة للتصدي لأي عدوان إسرائيلي، ولولا هذا الانتصار للمقاومة لدخلت إسرائيل يومياً إلى لبنان، وقتلت، واحتلت، وأخذت من أخذت من الأسرى، لكن لأنها تخشى من المقاومين الشجعان لا تتجرأ وإنما تكتفي بالتهديدات، وعلى كل حال سحبوا هذه التهديدات لأنها أثَّرت على جماعتهم بدل أن تؤثر علينا.

وأضاف: لطالما قلنا في لبنان أننا نؤكد على ضرورة العلاقات اللبنانية السورية، وكانت أصوات في لبنان تخرج معترضة، وتتعامل مع سوريا وكأنها بلد عدو، وهذا خطأ وخطر كبير جداً على الذهنية وعلى التفكير، والحمد لله صمدت سوريا، وصمدنا في لبنان، وأصبح الكل في لبنان اليوم يتحدثون عن ضرورة العلاقات اللبنانية السورية كما ورد في اتفاق الطائف في أنت تكون علاقات مميزة، لأن قوة لبنان من سوريا، وقوة سوريا من لبنان، وكلاهما يحتاج إلى الآخر، ولا يمكن أن يكون لبنان خاصرة رخوة لإضرار سوريا، ولا يمكن أن تكون سوريا معبراً لإيذاء لبنان، نحن بحاجة إلى هذه العلاقة اللبنانية السورية، والحمد لله تبين اليوم أن حكمة الرئيس الأسد في صبره كل هذه الفترة من الزمن، وحكمة المعارضة في لبنان في أن أثبتت للجميع أن العودة إلى العلاقات اللبنانية السورية الطبيعية هي الحل وهذا هو المطلوب.

ثم قال: نحن اليوم في لبنان بانتظار تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، كنا إيجابيين في التعاطي مع الحكومة اللبنانية، وسهَّلنا الصيغة التي تؤدي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، بل كنا دائماً إيجابيين في الساحة اللبنانية، لأننا لا نريد أن نستغل موقعنا لمكاسب خاصة، نريد أن يكون لبنان قوياً عزيزاً قادراً على إدارة شؤونه، لذا في اتفاق الدوحة اتفقنا على حكومة وحدة وطنية، بعد ذلك خضنا الانتخابات النيابية، وكان لدينا إشكالات على المال الذي دُفع وطريقة المتابعة، ومع ذلك قلنا أننا نقبل بنتيجة الانتخابات النيابية، وبعد ذلك عند تشكيل الحكومة وافقنا على أن تكون الصيغة صيغة توافق وطني، هذا كله لأننا حريصون على لبنان، وحريصون على تعاون الجميع، نعم دفعنا الكثير من أجل قوة لبنان وتحرير لبنان ولسنا نادمين، وهنا يجب أن يكون واضحاً أنه لا ينجح في لبنان إلاَّ التوافق، حيث أثبتت لعبة الأكثرية فشلها من تجارب الماضي، وتحولت إلى استئثار، وبالتالي أقلقت قوى وازنة في البلد، نحن نؤكد على أهمية الحوار والتواصل لتذليل العقبات، وسنكون دائماً إلى جانب الوحدة الوطنية وقوة لبنان وتدعيم الاستقرار السياسي، والعمل لمعالجة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للناس.