من علامات الظهور التي وردت عنها روايات كثيرة: خروج السفياني، الذي يعود بنسبه إلى آل سفيان من بني أمية، وهو صاحب راية ضلال، ينطلق من منطقة الشام، حيث يخرج من الوادي اليابس الذي فسَّرته بعض الروايات بأنَّه قرب دمشق، والبعض الآخر بأنه في منطقة درعا قرب الأردن(1).
باسمه تعالى
مقالة افتتاحية مجلة بقية الله-العدد 168 أيلول.
السفياني راية ضلال
من علامات الظهور التي وردت عنها روايات كثيرة: خروج السفياني، الذي يعود بنسبه إلى آل سفيان من بني أمية، وهو صاحب راية ضلال، ينطلق من منطقة الشام، حيث يخرج من الوادي اليابس الذي فسَّرته بعض الروايات بأنَّه قرب دمشق، والبعض الآخر بأنه في منطقة درعا قرب الأردن(1). يدَّعي أنه يعمل للإسلام، لكنَّه يسيء إليه كثيراً، فيقتل ويحتل ويعتدي جيشه على الأطفال والنساء ، ويغزو البلدان المجاورة لدمشق، لكنَّه لا يستمر طويلاً ، إذ تستمر غزواته واعتداءاته ستة أشهر ، ثم يحكم تسعة أشهر ، فيكون المجموع خمسة عشر شهراً . عن أبي عبد الله ( ع ) أنه قال : " السفياني من المحتوم ، وخروجه في رجب ، ومن أول خروجه إلى آخره خمسة عشر شهرا ، ستة أشهر يقاتل فيها ، فإذا ملك الكور الخمس ملك تسعة أشهر ، ولم يزد عليها يوما "(2)، ينتصر بعدها الإمام المهدي(عج) عليه وعلى جيشه، "ويُذبح السفياني تحت شجرة أغصانها مدلاة في بحيرة طبرية مما يلي الشام"(3).
وقد يحاول البعض إدِّعاء ظهور الإمام (عج) قبل خروج السفياني، وهذا ما نفته الروايات ، فعن السفير الرابع والأخير للإمام في غيبته الصغرى، أنَّه أخرج للناس كتاباً عن الإمام جاء فيه:" بسم الله الرحمن الرحيم ، يا علي بن محمد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة الثانية(التامة). فلا ظهور إلا بعد إذن الله عزوجل ، وذلك بعد طول الامد وقسوة القلوب ، وامتلاء الارض جورا ، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " (4).
يبدأ السفياني حركته في الشام ، بنزاع يجري بينه وبين رايتي الأصهب والأبقع، وكأنَّه تنافس بين جيوش ثلاثة على أرض الشام، إلى أن تستقر الأمور لمصلحة السفياني بانتصاره عليهما. ثم تكون حركته العسكرية خارج الشام، بإرسال جيش إلى العراق ليعمل في بلدانها تقتيلاً وتدميراً، فتتحرك رايات الحق الآتية من خراسان وتواجهه فتنتصر عليه. عن الباقر (ع) :" يا جابر.... فأول أرض تخرب أرض الشام ، ثم يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات : راية الاصهب ، وراية الابقع, وراية السفياني ، فيلتقي السفياني بالابقع فيقتتلون ، فيقتله السفياني ومن تبعه ، ثم يقتل الاصهب ، ثم لا يكون له همة إلا الاقبال نحو العراق ، ويمر جيشه بقرقيسياء ( بلد على الخابور وهي على الفرات)، فيقتتلون بها ، فيقتل بها من الجبارين مائة ألف . ويبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة ، وعدتهم سبعون ألفا ، فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً ، فبينا هم كذلك, إذ أقبلت رايات من قبل خراسان وتطوي المنازل طيا حثيثا ، ومعهم نفر من أصحاب القائم"(5).
وعن امير المؤمنين (ع): " إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة ، بعث في طلب أهل خراسان ، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي ، فيلتقي هو والهاشمي برايات سود ، على مقدمته شعيب بن صالح ، فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر ، فتكون بينهم ملحمة عظيمة ، فتظهر الرايات السود ، وتهرب خيل السفياني ، فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه "(6) .
كما يرسل السفياني جيشاً آخر إلى المدينة المنورة بهدف حرب الإمام المهدي(عج)، فينهبها وينكِّل بأهلها، ثم يتوجه الجيش إلى مكة، وفي الطريق يحصل له الخسف في البيداء بين المدينة ومكة فينهزم. عن النبي(ص):"ويحل الجيش الثاني بالمدينة, فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليها ، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة، حتى إذا كانوا بالبيداء ، بعث الله جبرئيل ,فيقول: يا جبرائيل, اذهب فأبدهم . فيضربها برجله ضربة, يخسف الله بهم عندها "(7).
والملاحظ مما مرَّ ، أنَّ رايات الخراساني واليماني التي تناصر الحق، تظهر في وقت واحد مع خروج راية السفياني الضَّالة، فعن الامام الباقر (ع) :" خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا .." (8).
ويكتمل المشهد بهزيمة السفياني في العراق بعد مواجهة رايتي الخراساني واليماني له، وهزيمته بالخسف في البيداء بين المدينة المنورة ومكة المكرمة، ومطاردة الإمام المهدي(عج) له بجيشه في عقر داره في الشام فيهزمه شر هزيمة، ثم يسود عدل الإسلام في تلك المنطقة.
الهوامش:
1- الكوراني، الشيخ علي، معجم الإمام المهدي(عج)، ج1، ص:419.
2- النعماني, محمد بن ابراهيم, كتاب الغيبة, ص: 300
3- الكوراني، الشيخ علي، معجم الإمام المهدي(عج)، ج3، ص: 314.
4- الشيخ الطوسي, الغيبة,ص :395.
5- النعماني, الغيبة, ص: 280.
6- الكوراني, الشيخ علي, عصر الظهور, ص : 294.
7- الشيخ الطبرسي , مجمع البيان , ج 8 , ص: 228.
8- النعماني, الغيبة, ص: 255.