مقالات

اليماني راية حق

رايةُ اليماني رايةُ حق، تهتدي بالإمام المهدي(عج)، وتظهر في الفترة المباشرة لظهور الحجة(أرواحنا لتراب مقدمه الفداء). وقد كثُرت الروايات التي تتحدث عن هذه الراية كواحدة أساسية من رايات تظهر، بعضها رايات هدى، والبعض الآخر رايات ضلال. فمن رايات الهدى اليماني والخراساني، ومن رايات الضلال السفياني، وهي واحدة من العلامات الخمسة التي ورد ذكرها مجتمعة، فعن أبي عبد الله(ع):"للقائم خمس علامات: السفياني ، واليماني، والصيحة من السماء، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء"(1).

رايةُ اليماني رايةُ حق، تهتدي بالإمام المهدي(عج)، وتظهر في الفترة المباشرة لظهور الحجة(أرواحنا لتراب مقدمه الفداء). وقد كثُرت الروايات التي تتحدث عن هذه الراية كواحدة أساسية من رايات تظهر، بعضها رايات هدى، والبعض الآخر رايات ضلال. فمن رايات الهدى اليماني والخراساني، ومن رايات الضلال السفياني، وهي واحدة من العلامات الخمسة التي ورد ذكرها مجتمعة، فعن أبي عبد الله(ع):"للقائم خمس علامات: السفياني ، واليماني، والصيحة من السماء، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء"(1).

باسمه تعالى‏

مقالة افتتاحية مجلة بقية الله-العدد 170 ت2.‏

اليماني راية حق‏

رايةُ اليماني رايةُ حق، تهتدي بالإمام المهدي(عج)، وتظهر في الفترة المباشرة لظهور الحجة(أرواحنا لتراب مقدمه الفداء). وقد كثُرت الروايات التي تتحدث عن هذه الراية كواحدة أساسية من رايات تظهر، بعضها رايات هدى، والبعض الآخر رايات ضلال. فمن رايات الهدى اليماني والخراساني، ومن رايات الضلال السفياني، وهي واحدة من العلامات الخمسة التي ورد ذكرها مجتمعة، فعن أبي عبد الله(ع):"للقائم خمس علامات: السفياني ، واليماني، والصيحة من السماء، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء"(1).‏

وصفت الروايات راية اليماني بأنها الأهدى، وبرَّرت ذلك بدعوتها إلى الحق، فعن أبي عبد الله(ع):"خروج الثلاثة السفياني والخراساني واليماني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، وليس فيها راية أهدى من راية اليماني، لأنَّه يدعو إلى الحق"(2). يُستفاد من الخروج انطلاقة القتال وليس الظهور، حيث لم تذكر العلامات المباشرة راية الخراساني، فهي ظاهرة باستعدادها وموقعيتها في المجتمع قبل الظهور بقليل، لكنَّ الخروج للقتال يحصل في زمن الظهور انطلاقاً من إيران إلى العراق لقتال جيش السفياني، الذي يخرج من الشام باتجاه العراق فيهزمه الخراساني، وفي الوقت نفسه يتحرك اليماني إلى هذه المنطقة لنصرة الإمام المهدي(عج) ومواجهة السفياني. لكن لا نعلم المعنى المقصود من أن راية اليماني هي الأهدى، فقد تكون الأهدى بمعنى الأكثر إرشاداً ودلالة على ظهور الحجة(عج) لأنها مباشرة له وتسير معه، وقد تكون الأهدى لأنها من لحظة بروزها تتحرك بأمر الإمام مباشرة، وقد يكون المعنى غير ما ذكرنا. ولا يطعن هذا التوصيف برايات الإمام الأخرى لأنها تدعو إلى الحق أيضاً، ولا ينفعنا التوسع في التحليل، فما يهمنا أنَّها راية حق وهدى تلتحق بركب الإمام (عج).‏

بما أن راية اليماني من العلامات المباشرة، فالأحداث تتداعى معها بسرعة فائقة، فعن الإمام الباقر(ع):"خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة، في شهر واحد، في يوم واحد، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، فيكون البأس من كل وجه، ويلٌ لمن ناواهم، وليس في الرايات أهدى من راية اليماني، هي راية هدى لأنَّه يدعو إلى صاحبكم. فإذا خرج اليماني، حرُم بيع السلاح على الناس وكل مسلم، وإذا خرج اليماني فانهض إليه، فإن رايته راية هدى، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار، لأنَّه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم"(3).‏

إنَّها راية هدى لأنَّها تدعو إلى الإمام المهدي(عج)، ومعها تتتالى الأحداث كنظام الخرز، ويحرم بيع السلاح إذ يجب الاحتفاظ به من أجل تجهيز جيش اليماني للقتال ضد السفياني، وتُعتبر مواكبة رايته تعبيراً عن الالتزام بنهج الإمام(عج)، وأي انحراف عنه هو انحراف عن الإسلام، يودي بصاحبه إلى النار. فاليماني يدعو إلى الحق، وإلى طريق مستقيم، وإلى الإمام المهدي(عج)، وهي عناوين متلازمة لمهمة نشر العدل الإسلامي في هذه المنطقة الحساسة من العالم، فضلاً عن نشره على امتداد الأرض، "ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً".‏

أما كيف تظهر هذه الراية؟ وما هي المقدمات التي تؤشر على ظهورها؟ ومن هو القائد اليماني الذي يحمل هذه الصفات؟ فالمعطيات غائمة بالنسبة إلينا، ولا نعرف إلاَّ العناوين العامة الإجمالية. وليس غريباً عمن عاصر أحداث الربع الأخير من القرن العشرين ومطلع هذا القرن، أن يفهم معنى سرعة الأحداث، والمفاجآت التي تحملها، والتطورات الجذرية والانقلابية التي حصلت في المنطقة وفي العالم. ولعلَّ الشدة والبأس عند أهل اليمن، وقربهم من مسرح الأحداث وخاصة تلك التي تحصل في مكة والمدينة وما بينهما، ووجود المخزون الإيماني عندهم...من الأسباب التي تجعل ظهور راية اليماني بينهم سريعة التأثير والتفاعل، وفي رواية عن عباد بن محمد المدايني، أنه دخل على أبي عبد الله بالمدينة وسأله: متى يكون خروجه جعلني فداك؟ فأجابه: إذا شاء من له الخلقُ والأمر. فقال: فله علامة قبل ذلك؟ قال(ع): علامات شتى. فقال: مثل ماذا؟ فذكر الإمام عدة علامات منها:"وخروج رجل من ولد عمي زيد باليمن"(4). نسأل الله تعالى تعجيل الفرج، والعلم عنده جلَّ وعلا أولاً وأخيراً فيما يمكن أن يحدث، ونحن نتعبد بإجمال العلامات والمعطيات، أما التفاصيل فتأتي تباعاً، وعلينا انتظار الفرج.‏

الهوامش:‏

1- النعماني، كتاب الغيبة، ص:252.‏

2- الشيخ المفيد، الارشاد،ج2، ص:375.‏

3- النعماني، كتاب الغيبة، ص: 255.‏

4- العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج83، ص:62.‏