مقالات

الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في الليلة الثانية من محرم الحرام لسنة 1425هـ في المجلس المركزي - قاعة سيد الشهداء

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد(ص) وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين، وعلى أهل بيت الحسين، وعلى أنصار الحسين، وعلى الشهداء الذين قدموا دماءهم زكية في كربلاء، وعلى تلك السلسلة الطاهرة التي بدأت بمحمد(ص) وتركزت وتجسدت بعلي وفاطمة(ع)، وامتدت إلى الأئمة الأطهار وصولاً إلى إمامنا المهدي(عج)، والسلام على شهداء الإسلام الذين قدموا في سبيل هذه المسيرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

21/02/2004.
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد(ص) وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين، وعلى أهل بيت الحسين، وعلى أنصار الحسين، وعلى الشهداء الذين قدموا دماءهم زكية في كربلاء، وعلى تلك السلسلة الطاهرة التي بدأت بمحمد(ص) وتركزت وتجسدت بعلي وفاطمة(ع)، وامتدت إلى الأئمة الأطهار وصولاً إلى إمامنا المهدي(عج)، والسلام على شهداء الإسلام الذين قدموا في سبيل هذه المسيرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإرتباط بالله تعالى‏

علَّمنا الإمام الحسين كيف تكون العلاقة مع الله تعالى علاقة حب، وكيف يكون السمو في ذات الله تعالى مؤدياً إلى فناء الجسد في سبيل الله تعالى. مع الحسين نرتفع، ومع الحسين نكبر، ومع الحسين نعيش حالة من الطهر والعفاف والعفة، ومع الحسين نؤمن إيماناً ربانياً حقيقياً يربطنا بخالقنا فتهون الدنيا وتسقط، وتقترب الآخرة وتحنو، ونعيش حالة من الصفاء لا يمكن ان نحصل عليها إلا بارتباطنا بالله تعالى عبر شخصيات فذة كالإمام الحسين(ع) وأهل بيته الأطهار على خط النبي(ص).‏

العلاقة مع الله تعالى هي الأساس والمحور والمنطلق، كل واحد منا يقف في الوسط بعد أن خلقه الله تعالى ويتجه إلى اليمين في طاعة الله وإلى الشمال إذا عصاه، فيقترب من الله تعالى كلَّما سلك درب اليمين، ويبتعد عن الله تعالى كلَّما سلك درب الشمال"وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ * وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ"، الأوائل إلى الجنة والآخرون إلى النار، الأوائل في موقع الفضيلة والآخرون في موقع الرذيلة، لا نصنِّفهم لأننا أردنا تصنِّيفهم بل لأنهم صنَّفوا أنفسهم بخياراتهم، حسين وقف في كربلاء فانتقل إلى أقصى اليمين ولامس الملكوت، ويزيد اعتدى في كربلاء فوصل إلى أقصى الشمال وسقط في الهاوية، سلاح الحسين علاقة مع الله وسلاح يزيد علاقة مع الشيطان، وشتان بين علاقة مع الله وعلاقة مع الشيطان، من هنا نحن معنيون أن ننظر إلى هذا الارتباط بالله تعالى، فهو الأساس في حياتنا، وهو الذي ينعكس على كل واقعنا.‏

جسَّد إمامنا الحسين(ع) هذا المعنى فقال لعمر بن سعد في كربلاء:"ذر هؤلاء القوم وكن معي إنه أقرب إلى الله تعالى"، هذه نصيحة الراغب بأن يأخذ البشر إلى طاعة الله، هذه نصيحة المحب الذي لا يرغب للناس أن يسيروا في طريق الهلاك، وهو عندما خرج من المدينة المنورة كتب وصية لأخيه محمد بن الحنفية قبل أن يغادرها جاء فيها"إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي رسول الله(ص) وأبي علي(ع)" ، هذا هو الخط الذي رسمه الإمام الحسين(ع)،"أريد أن آمر بالمعروف" لأن الله أمرني، و"أريد أن أنهى عن المنكر" لأصل إلى الطاعة، أريد أن أصلح في أمة جدي رسول الله(ص) لأن إصلاحها يسمو بها إلى درب اليمين. هكذا تعلمنا من الإسلام أن نعود إلى الطاعة وأن نرتبط بربنا في كل أحوالنا وفي كل وقائعنا وفي كل سكناتنا.‏

يجب ان نستحضر إيماننا بالله تعالى في كل لحظة، لا لأننا ننفذ أمراً بل لأننا نعيش حياة سعيدة بعلاقتنا مع الله تعالى، أيهما أفضل أن يكون أنيسك الله وأن يكون حبيبك وموجهك ورقيبك الله جل وعلا، أو أن تكون معزولاً عنه تعمل مع شياطين الأنس والجن وتغرق في الملذات وتنسى رقابة الله جل وعلا لك؟ المؤمنون بالله هم الذين يستحضرون وجود الله تعالى في كل حركاتهم، قال تعالى:" إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لاَيَاتٍ لأُولِي الألْبَابِ" من هم أولي الألباب" الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ" أي في كل أحوالهم" رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"، هؤلاء المؤمنون يرتبطون بالله في حلهم وترحالهم، في أمورهم الخاصة والعامة، من اجل أن يرتقوا وأن يرتفعوا وأن يصلوا إلى أعلى المستويات، نحن لا ندعو إلى إيمان شكلي يجعل الإنسان ينطق بالشهادتين ثم بعد ذلك يذهب بعيداً عنهما، نحن ندعو إلى علاقة تُشعر الإنسان في كل لحظة بعلاقته مع الله تعالى، وتجعل الإنسان يعيش في كل لحظة بعلاقة متينة مع الله تعالى، اسمعوا رسول الله(ص) قال:"ما رأيت شيئاً إلاًَّ ورأيت الله قبله ومعه وبعده"، فالله تعالى حاضر في حياة الرسول(ص) لحظة بلحظة، وهو يمكن أن يحضر في حياتنا لحظة بلحظة، لا تقولوا أن الرسول معصوم ولا يمكننا ان نصل إلى مستواه، بل اعملوا من أجل أن يكون القدوة، وأن تسعوا للسير على طريقه لتصلوا إلى المستوى الذي تستطيعونه وبإمكانكم ذلك. كلما سلكتم طريق اليمين من الوسط، كلما ارتقيتم درجات ودرجات، فالطريق مفتوحة والآمال كبيرة وبإمكاننا ان نصل إلى هذه المستويات، تذكر القصة أن عالماً من العلماء كان يعطي درساً في أحد المساجد، وكان الناس يجتمعون حوله من رجال كبار ومداومين على الدرس وشباب ونساء، وإذ بالعالم في أحد الأيام يقرب شاباً ليجلسه بجانبه، فينزعج بعض كبار القوم، كيف يُقرِّب هذا الشاب، كل واحد منّا يحضر دروس الشيخ منذ عشر سنوات والآن وقد أحضر شاباً وقربه إلى جنبه فهذا تمييز! وهذا امر يجب ان يُناقش به. علم الشيخ بمقالتهم وبما دار بينهم فأجرى الاختبار، وكان في ليلة من ليالي شهر رمضان المبارك، واعتادوا في ذاك المسجد أن يهيئوا طعاماً لإطعام الفقراء، فقال لهم الشيخ: أريد من كل واحد منكم أن يحضر طعاماً ولكن لا تسرفوا في الطعام، أريد دجاجة واحدة من كل واحد منكم مطبوخة أو مشوية أو مسلوقة أو معها الأرز بالطريقة التي يريدها، لكن لا تدعو أحداً يعرف بعملكم حتى أقرب المقربين إليكم من الأهل والأحبة، من أجل أن يكون الأجر عظيماً ومن أجل ان يكون الثواب جزيلاً، فذهب القوم وأتوا في الليلة الموعودة كل منهم مسرور بما قدَّم من دجاج مشوي أو مطبوخ أو مسلوق، إلاَّ هذا الشاب الذي جاء بدجاجته وهي على قيد الحياة، فبدأ القوم يضحكون: هذا الشاب الذي قربته منك لا يستطيع طبخ دجاجة قربة إلى الله تعالى وتجعله مميزاً علينا؟!‏

فقال: مهلاً أيها القوم من حقه علينا أن نسأله، فسأله: يا بني لماذا أتيت بالدجاجة حية؟‏

قال: أيها العالم، قلت لنا في الدرس أريد دجاجة مشوية او مسلوقة أو مطبوخة من دون ان يراكم أحد، فذهبت لأذبحها فرأيت رقابة الله تعالى عليَّ، فذهبت خلف البيت فرأيت رقابة الله تعالى عليَّ، فعجزت أن أرى مكاناً لا أرى الله تعالى فيه فأتيتك بها ولم أذبحها لأن الله يراني.‏

هذا إنسان قد عاش رقابة الله تعالى في كل لحظاته، ووصلت شفافيته إلى درجة يشعر معها بهذه الرقابة في كل لحظة، هذا الإنسان ارتقى وارتفع بسبب إيمانه وارتباطه بالله تعالى، نحن بحاجة لأن نعزِّز رقابة الله تعالى في حياتنا، وهذه الرقابة لا تُقعدنا ولا تُبعدنا عن الحياة والعمل. البعض قد يقول: هل تريدنا أن نعيش رقابة الله في كل لحظة ونترك أعمالنا وتجارتنا، ونترك مصالحنا؟ لا، من قال هذا، اسمعوا كلام الله تعالى عن أولئك المؤمنين المجاهدين الطيبين المتقين" رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ"، هؤلاء الرجال يعملون في التجارة، وهؤلاء الرجال يعملون في البيع، وهؤلاء الرجال يعملون في الحياة، ولكن الحياة لا تصرفهم عن طاعة الله تعالى، إنما يبقون متعلقين بالله لأن التعلق به يرقى بالإنسان، ويسمو بالإنسان، قال تعالى:" إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"، هؤلاء المؤمنون يزدادون إيماناً بآيات الله تعالى، يخشون من الله تعالى فيُقبلون على طاعته، يتوكلون على الله تعالى لتثبيت دعامة الارتباط بالله جل وعلا، إذاً هم في ثلاث حالات معنوية روحية: يخشون الله، ويزدادون إيماناً بآيات الله، وعلى الله يتوكلون، ليكونوا في حياتهم أقوياء يتفاعلون مع الدنيا من موقع إيمانهم لا من موقع الانحراف او الابتعاد عن طاعة الله تعالى. من قال أن هذا الارتباط يجعل الإنسان خاسراً أو يجعله بعيداً عن هذه الحياة، هذا الارتباط يقوي الإنسان ويعطي معنىً خاصاً لحركته، إمامنا الحسين(ع) والسيدة زينب(ع) ومن معهما ارتبطوا بالله تعالى فعلَوْ في الأرض وعلَوْ في السماء، هؤلاء عملوا من أجل تعزيز العلاقة مع الله تعالى فكانوا قادة وعظماء استمروا في التاريخ، وهم يعبؤننا ويربوننا وبقوا في حياتهم بشكل عادي وطبيعي كما يكون أي إنسان في حياته.‏

نحن بحاجة إلى هذه العلاقة مع الله، وأقول بكل وضوح: الناس ينسون أن الله خلقهم، فيقول البعض أيعقل هذا! نعم، يعرف ولكن يقول خلقنا وتركنا! لو كان بالفعل يعيش إيماناً بالله تعالى ورقابة دائمة لله لكان شعر بوجود الله في كل لحظة، وهذا يعصمه عن الذنوب ويعينه على الطاعة ويدفعه إلى الأمام، يقول الإمام الحسين(ع) في دعاء عرفة، اسمعوا هذه الكلمات الرائعة التي تعبر عن السمو:‏

"متى غبتَ حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك، ومتى بعُدتَ حتى تكون الآثار هي التي تدل عليك، عميت عينٌ لا تراك عليها رقيبا، وخسرتْ صفقةُ عبدٍ لم تجعل له من حبك نصيبا"، كان يعيش الحالة الروحية العالية ويريد أن يربينا لنعيشها في ارتباطنا مع الله، لنكون أقوياء لنتمكن من الوصول إلى أرقى المراتب، لكن أن يقول الإنسان أنه اكتفى ببعض إيمان وبعض عمل، فهذا لا يمكن أن يُبرئ ذمته أو أن يوصله إلى المطلوب.‏

واعلموا أن الطريق ليس بالعلم فقط، كم من متعلم لم يهتدي إلى طريق الله تعالى، وكم من قارئ لم يتمكن من معرفة الحق من الباطل، يجب أن يعرف الإنسان كيف يتعلم ولِمَ يتعلم وكيف يدرس؟ فجماعة يزيد كانوا متعلمين ولكن كانوا يتفزلكون في كيفية الترويج للمعصية، وفي كيفية تبرئة النفس أمام الانحراف حتى لا يعيشوا وخز ضمير، في المقابل جماعة الإمام الحسين(ع) كانوا متعلمين أيضاً، لكن هؤلاء تعلموا العلم الصحيح وسلكوا الدرب القويم، يقول رسول الله(ص):"من ازداد علماً ولم يزدد هدى لم يزدد من الله إلا بعدا"، فالموضوع ليس موضوعاً ثقافياً أو إنساناً يُحسن كيفية تنميق الكلام، الموضوع يرتبط بالقلب وبهذه الروحية التي نحتاجها من اجل ان نقدِّم ومن أجل أن نعطي. هؤلاء الشباب الذين قاوموا في جنوب لبنان وانتصروا، هل تعتبرون أنهم حصلوا على دكتوراه في الجهاد، بمعنى أن أحدهم حصل على دكتوراه ثقافية؟ لا أبداً هؤلاء عرفوا آيات الجهاد بقلوبهم وأرواحهم فجسدوها علاقة مع الله تعالى، فتفوقوا على كل أولئك المدَّعين، واستطاعوا أن يصلوا إلى أعلى المراتب، وقدموا نموذجاً في قتال ودحر إسرائيل بارتباطهم وعلاقتهم بالله جل وعلا.‏

فالعلاقة مع الله هي التي أوصلتهم إلى هذا المستوى، وهي التي جعلتهم يتركون الدنيا وما فيها من دون أن يتخلوا عن مسؤولياتهم، كانوا لا يرون أي قيمة لأعدائهم أمامهم، حيث كان الأعداء يعدون العدة ويأتون بجحافلهم، وكان المجاهد يتقدَّم ليقاتل العدو وهو مستخف به، لا يشعر بقوتِّه، ولا يرى قوَّته، لأنه كان يرى في أرض المعركة قوة الله تعالى التي شحنته بقدرة التكبير، فشعر أن الله أكبر واستطاع أن ينتصر على أعداء الله تعالى.‏

هذا الإيمان يحرك قلوبنا ويجعلنا ننتقل من حالة إلى أخرى، عندما ينظر الغرب إلى محجباتنا، فيقول مسكينات تلك المحجبات،فلقد خلقُهنَّ الله خلقاً جميلاً وهم يسترونه، إنَّ الله جميل يحب الجمال، هم أبرزوا هذا الجمال فماذا تبين؟ تبين أنهم انحرفوا وفسدوا وعاشوا حالة من الضلالة، وتفككت الأسرة، ولم يعد لهم أي قدرة على أن يعبِّروا عن إنسانية حقيقية، بينما أخواتنا وأمهاتنا المؤمنات لبسن الحجاب ليعبرن عن الجمال الحقيقي وهو جمال العلاقة مع الله الذي لا يعادله جمال على الأرض، وهنَّ يشعرن بذلك، ويعشنَّ حالة من الارتياح والإطمئنان أنهن في صفِّ فاطمة وخديجة وزينب(عم)، هذه الحالة تنطلق من الارتباط بالله تعالى، فكلما تعزَّز الارتباط بالله تعالى، وكلما تعزَّزت العلاقة مع الله، كلما أعطى الإنسان بشكل أكبر وأفضل، لكن عندما يتأمل الإنسان كثيراً ويتردد كثيراً لا يصل إلى هذا المستوى. ألا تريد أن تصل إلى مستوى من المصاحبة والأنس والعيش مع الله تعالى، كل واحد منّا يفتش عن صديق أو حماية او مسؤول أو قائد، ما رأيك أن الله تعالى يقول لك أنا مستعد أن أكون معك في حِلِّك وترحالك " وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" أنا حاضر أن أكون معك، في الحديث القدسي" أوحى الله تعالى لداوود النبي(ع) قال: أبلغ أهل أرضي أني حبيب من أحبني، وجليس من جالسني، ومؤنس من آنس بذكري، وصاحب لمن صاحبني، ومختار لمن اختارني، ومطيع لمن أطاعني"، الله تعالى يعطينا كل هذه المكتسبات إذا عززنا العلاقة معه، وإذا ارتبطنا به بشكل مباشر.‏

يجب أن نعيش الرقابة لله في كل حركاتنا وسكناتنا فإن رقابة الله هذه تنعكس على مسارنا وعلى حياتنا، وللإيمان شروط وتفاصيل، هذا الإيمان لا بدَّ أن ينعكس في الحياة، نحن ندعو العالم للإيمان بالله تعالى كمنهج، هذا الإيمان ليس ديكوراً، فالبعض يؤمن بالله تعالى ويضع إيمانه على الرف، أو البعض يؤمن بالله تعالى ولكن عندما يكون دينه زائداً عن اللزوم يحاصر هذا الدين فيخنقه وكأن الناس بأجمعهم كفرة وهو المؤمن، فلا المؤمن السطحي مقبول، ولا هذا الذي يحاصر الإيمان مقبول، اتركوا الدين للعلاقة مع الإنسان ومع الله تعالى من دون أن تحاصروه، فلا أحد يقدر أن يمنع هذا الارتباط مع الله تعالى، فنحن نصلي حتى نرتبط بالله تعالى، فالله وضع لنا الصلاة حتى لا نُتعب انفسنا ولا نعتبر أن هناك وسطاء بيننا وبين الله، صلي لتتصل بي فإذا اتصلت بي أصبحت معي، اطلب مني ما تشاء فأعطيك عبدي لأنك تستحق ذلك، فهذا تعزيز للعلاقة مع الله تعالى، إنَّ هؤلاء الذين يحاصرون هذه العلاقة لا يعبِّرون عن المضمون الإسلامي الحق، وأولئك الذين يكتفون بها بسطحيتها أو يتخذونها ديكوراً لا يمكن أن يعطوا الثمرة الحقيقية.‏

لكن هل هذا الارتباط بالله تعالى يقصينا عن الحياة؟ أبداً لا يقصينا عن الحياة، هذا الارتباط بالله تعالى يقوِّم مسارنا، من كان مرتبطاً بالله تعالى يمتنع عن الانحراف ويسلك طريق الفضيلة، يمتنع عن الفساد ويختار طريق الصلاح، يمتنع عن السرقة، ويأخذ أمواله بالحلال عن طريق العمل. هؤلاء الذين نقول عن بعضهم بأنهم سُرَّاق المال العام في لبنان، لماذا يسرقون؟ لأنهم لا يعيشون رقابة الله تعالى وإن صلوا وإن صاموا ، لأنهم يفكرون بجيوبهم فلا يرحمون الأمة ولا يرحمون البشر، إنما يفكرون بمصالحهم، أيها السارق للمال العام إن لم يكن المسؤولون في لبنان أو القضاء في لبنان قادرين على أن يحاسبوك، ألا تعلم أن الله يرى؟! فوسائل الله تعالى حديثة أكثر من الوسائل الحديثة، اليوم أي جهة في العالم تستطيبع أن تضع وسائل تنصت، وتستطيع أن تعرف مدى 24 ساعة كيف تتحرك وكيف تعمل، فالله تعالى قالها منذ أن أرسل أول نبي على الأرض، قال: هناك رقيبين على الكتفين هؤلاء يسجلون يومياً ما تفعلونه. إذاً إعلم أيها الإنسان عندما تمد يدك، الصورة التقطت يدك، وعندما تشهد يدك يوم القيامة تشهد لأنها حاضرة في شكلها وهي تسرق من المال العام، أمام الملأ إذا أراد الله تعالى، ولحسابك أنت لتعرف رصيدك فيما فعلت.‏

إذاً الارتباط بالله تعالى يغيِّر مسار الإنسان ويغيِّر طريقة عمل الإنسان، عندما تكون لك علاقة مع الله تعالى تختلف روحانيتك، تختلف العلاقة مع جسدك، يصبح هذا الجسد جسداً مسخراً لطاعة الله تعالى، لكن عندما لا تكون مرتبطاً بالله تعالى وتترك هذا الجسد على هواه فينحرف ويتصرَّف تصرفات خاطئة كثيرة في الحياة اليومية، حتى عندما نربي وحتى عندما نتعاطى مع بعضنا البعض، فإذا كنا نرى رقابة الله تعالى علينا نتصرف بأخلاقية وبحسابات، وبالتالي نخفف من انحرافنا، فإذا انحرفنا في بعض المجالات نعود إلى الله، نتوب مرة جديدة، نحتمل بأن يغفر لنا وهو التواب الرحيم، من أجل أخذ الفرص الكافية لنعزز العلاقة مجدداً مع الله تعالى.‏

نحن بحاجة إلى تعزيز هذه العلاقة وهي علاقة تؤدي إلى السعادة، لا تفكروا أن المتدينين أناس مساكين وخاسرين، لا، المتدينون المؤمنون المرتبطون بالله تعالى هم أسعد من على الأرض، عندهم سعادة في الأرض قبل السعادة في السماء، إذا كنا نحن بعض المتدينين لا نعيش حالة السعادة، فيجب أن نرى أين الخطأ، فالمؤمن كلَّما اتجه إلى اليمين أكثر كلما عاش السعادة أكثر وشعر أن الدنيا بين يديه، هذا عبد الله الصالح الإمام الخميني(قده) ماذا كان يملك؟ ماذا كان يحمل؟ ما هي الجيوش التي كانت بين يديه؟ أين أسلحة الدمار الشامل التي يتحدثون عنها؟ هذا العبد الصالح مدَّ علاقة مع الله تعالى حولته إلى نوراني يتحرك لا يخاف احداً إلاَّ الله جل وعلا، فحرك ثورة في إيران وأسقط الشاه وأثبت حضور جمهورية إسلامية ببركة ارتباطه وعلاقته مع الله تعالى.‏

إذاً العلاقة مع الله كلما زادت كلما أعطت أرباحاً أكثر، فاليوم إذا أردنا أن نعمل جردة حساب هل ربحنا في لبنان بسبب الشهادة والتضحية والصبر والإيمان أم أننا خسرنا؟ لا، الحمد لله هناك الكثير من الناس لن أقول أنهم يحسدوننا بل سأقول يغبطوننا على ما وصل إليه هؤلاء المقاومون بسبب طاعتهم لله تعالى. اليوم عندما ينظر العالم إلى هذا العدد الكبير من النساء المحجبات، هم لا يؤمنون بالحجاب ولا يعترفون به، يشعرون أنهن يملكن قوة، من أين حصلن عليها؟ حصلن عليها من طاعتهن وارتباطهن بالله تعالى. من قال أننا نخسر! نحن نربح بالعلاقة مع الله تعالى، نزداد قوة، على الأقل نعوض ضعفنا بقوة الله تعالى، بينما يحتاج الماديون لتعويض قوتهم بقوة مادية، وقد أثبتت التجربة أنَّ قوة مادية مع الله أقوى بكثير من كل قوى الأرض المادية ولو اجتمعت، ذلك يكون ببركة الإيمان وتوفيق ودعم الله جل وعلا للمؤمنين.‏

أمير المؤمنين علي(ع) يقول لمحمد بن أبي بكر عندما أرسله والياً على مصر محدثاً إياه عن نتيجة من نتائج العلاقة والارتباط مع الله تعالى:"واعلموا عباد الله أن المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة"، فالله تعالى يقول أن هؤلاء المؤمنين سأعزهم وأعزهم، وسأرفعهم ورفعهم، سأنصرهم ونصرهم، سأجعل صيتهم في العالم وسأجعلهم رموزاً يهيئوا للإمام المهدي(عج) وجعلهم كذلك. بصراحة هذه المعنويات وهذه الدروس في العلاقة مع الله تعالى لا تُدرس على اللوح أو تُقرأ في الكتب، هذه تُقرأ من خلال القلوب، فإذا بقيت على الألسنة خرجت في هذه الدنيا بلا فائدة، وإذا بقيت عند حدود الآذان والاستئناس بقيت في الأرض، لكن إذا دخلت إلى القلب فإن شعلة من النور تمتد من الأرض إلى السماء لتأخذ من مدد الله تعالى فتغير العالم بإذن الله جل وعلا. فالموضوع له علاقة بفهم هذا الموضوع،يقول الأمير: "واعلموا عباد الله أن المتقين ذهبوا بعاجل الدنيا وآجل الآخرة، فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم، ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم"أخذوا معهم في الدنيا وأخذوا الآخرة لوحدهم، ليس لأنهم أنانيون، لا، بل لأنهم يستحقون ذلك، لأن الله يقول لكل البشر تعالوا وأقبلوا عليَّ، ابنوا علاقة معي وأنا أعطيكم لكنهم لا يريدون."سكنوا الدنيا بأفضل ما سُكنت، وأكلوها بأفضل ما أُكلت، فحظيوا من الدنيا بما حظي به المترفون، وأخذوا منها ما أخذه الجبابرة المتكبرون، ثم انقلبوا عنها(بعد أن أخذوا كل شيء تركوا الدنيا لأن الفناء أصابهم) بالزاد المبلِّغ والمتجر الرابح، أصابوا لذة زهد الدنيا في دنياهم ، وتيقنوا أنهم جيران الله غداً في آخرتهم"، إذاً هؤلاء المرتبطون بالله تعالى رابحون على كل حال، ويستطيعون الوصول إلى أعلى المراتب.‏

من هنا نحن اخترنا مساراً نعتقد أنه يرفعنا ويعززنا، في مقابل مسار آخر موجود،هذا المسار الآخر يقول الله تعالى عن أهله:" وَإِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ" لأنهم غير مؤمنين وغير مرتبطين بالله عز وجل، هم من أصحاب النظريات من هنا وهناك، هؤلاء كما قال الله تعالى عنهم " اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ"، وهذا قرار قرره الله تعالى، فهؤلاء لم يحسنوا الاختيار.‏

إذاً عندما ندعو إلى الإيمان ندعو إلى خطٍ في مقابل خط آخر، عندما ندعو للعلاقة مع الله تعالى ندعو إلى مسار يختلف عن المسار الذي يدعو إليه الآخرون، وبالتالي عندما يناقشوننا يناقشوننا بمساراتهم وقناعاتهم فنقول لهم: الحمد الله لقد عرفنا درب الحق، كل شيء عندهم له علاقة بالمال، وكل شيء عندهم له علاقة بالجسد، وكل شيء عندهم مادي، أمَّا نحن فلا، فلقد تربينا ان تكون الأمور إيمانية وروحانية، نعطي لله تعالى ونتأمل بكسبٍ أخروي، وهذا ما يجعلنا نربح معنوياً في الدنيا ومادياً أيضاً ونربح كذلك في الآخرة. ويمكن أن يسأل البعض: كيف نصل إلى هذه النتيجة، وما هي الطريق التي نسلكها لتكون علاقتنا بالله تعالى أكبر؟ اتبعوا أوامر الله تعالى ونواهيه تصلوا إلى النتيجة الطبيعية، فالله تعالى يقول لكم: أيها البشر أنتم يمكن أن تمرضوا بسبب الانحراف فالحل صلاة وصوم وطاعة وفضيلة وأوامر إلهية، فيأتي الإنسان ويقول لن آخذ هذه الوصفة بل أختار ما يناسبني ولكن ستمرض، وكذلك الأمر إذا وصف لك الدكتور أربعة أدوية وأخذت ثلاثة وتركت واحداً فهناك مصيبة، ويمكن أن يحصل لك مضاعفات أكثر، بتوجيهات الله تعالى لا نقول بأن الصوم هيِّن، ولكن الصلاة كل يوم قصة صعبة، فالأمور ليست على ذوقك، فربما إذا أخذت الصوم وتركت الصلاة لن تكون النتيجة متوازنة في حياتك، فعليك أن تأخذ كل شيء لأن الأمور مترابطة مع بعضها البعض. أو البعض يقولون بأن العلاقة مع الله تعالى تكون بالقلب، لا، العلاقة مع الله يجب ان تترجم في الحياة الدنيا لتنعكس على عقليتنا وتصرفاتنا وبحياتنا وسلوكنا، وإذا لم تنعكس كيف تكون لنا علاقة مع الله تعالى؟ أو أن يقول أحدهم بأنه يحب الله كثيراً ، نقول له أعطنا دليلاً على حبك لله تعالى، يحب الله ولا يطيعه، فكيف تكون محباً لله ولا تطيعه، كيف تكون محباً لله ولا ترجو أن تكون عنده في الآخرة، من المفروض أن نبني لآخرتنا، وبآخرتنا نربح دنيانا، من المفروض أن نعزز هذا المسار الإيماني وهذا هو الذي يجعلنا أقوياء وهو الذي يجعلنا نغير المعادلات.‏

اليوم، الغرب يدرس فينا دراسات كثيرة نقول له :لا تعذب نفسك الإيمان الذي يحركنا للعلاقة مع الله غير خاضع للدراسة، لأنه لا يفهمه إلا من آمن، ولا يشعر بلذته إلا من عاشه، فإذا عاش المؤمن لذة العلاقة مع الله تعالى باع الدنيا وما فيها فأتته الدنيا وأتته الآخرة في آنٍ معاً، هذا هو الارتباط الذي نريد تعزيزه. نتفاجأ أنهم عندما يناقشون وضعهم معنا يناقشونه بسخف، مثلاً سمعنا كثيراً في الأيام الأخيرة وقبلها مرات ومرات، كانوا يقولون أيها الحزب خذ بالسياسة وأترك المقاومة فيحصل تعاطف معكم، ويكون هناك إمكانية لإعطائكم مقام عظيم بين الأمم وبين الناس، هل يظنون أننا لا نفهم ماذا يقصدون؟ وهل هم أغبياء لدرجة أنهم لا يفهمون ما نؤمن به؟ إذا كانت السياسة بديلاً عن المقاومة بعطاءاتهم ومنتهم ومنحتهم وخطتهم فهذه كارثة إضافية، هذا يعني أنهم يتحكمون بالمقدرات وهم يوزعون الأدوار، معنى ذلك أنهم يريدون أحجار شطرنج ليلعبوا بها وهذا أمر مرفوض، وإذا كانت السياسة تعني مصالح الناس وشؤونهم فنحن نعمل في مصالح الناس وشؤونهم إلى جانب المقاومة ولا نحتاج من أحد أن يمنن علينا بشيء.‏

لقد رأوا أن المقاومة الإسلامية شكلت قوة بمنطلقاتها وأساليبها ونتائج أعمالها، وهم يريدون إبطال أسباب هذه القوة، لتسهل عليهم السيطرة على منطقتنا عندما يكون الناس عزلاً ومحبطين ومسلوبي الإرادة، ولما لم يستطيعوا القضاء على المقاومة فكروا بإغرائها بالمغانم والمكاسب، نقول لهم بوضوح: سنأخذ حقنا في الأرض وفي الاستقلال والحرية، بأيدينا، بسواعد المقاومة، بقوتنا متكلين على الله تعالى بإذنه جل وعلا، وسنأخذ في السياسة ما يصلح له شؤون الناس، فالعمل السياسي اختيار مواكب للعمل المقاوم وليس بديلاً عنه، والموقعية في العمل السياسي تنتزع بحسب الأداء، وهذا الإنتزاع لن يتوقف بالنسبة إلينا، ولم يتوقف يوماً في سعينا لأننا نمثل تجربة سياسية رائدة، لكن تعلمون أن صعوبات تركيبة النظام السياسي في لبنان والمحاصصة الطائفية البغيضة تجعلنا أمام مطبات واختبارات مُرَّة نضحي ببعضها كي لا تكون التضحية بالمنهج والمبادئ من دون أن نتوقف عن السعي الدؤوب من أجل الإصلاح والتغيير وإعطاء النموذج الأفضل ومد اليد للتعاون مع كل المخلصين في هذا البلد.‏

أمَّا الحوار السياسي الذي يدعوننا إليه فمع مّن في الغرب أو في المراكز العدوانية، ومن أجل ماذا؟ هل يوجد حوار لقضايا حتى نحاور فيها بشكل جدي. في كل مرة تتغير أشكال الجهات التي تجتمع لتقرر، وهم يجتمعون ليقرروا في مسألة فلسطين وفي مسألة العراق ويقرروا في مسألة أفغانستان! لا يسألون أصحاب العلاقة ولا يردون عليهم، معنى ذلك أنهم يريدون حواراً من دون فائدة ومن دون أسس ليمسكوا بالوقائع كما يريدون ثم يقولون تعالوا للحوار من أجل أن نسوق لقراراتهم، في فلسطين مثلاً يقولون لهم هذه خارطة الطريق وعليكم أن تسيروا عليها غصباً عنكم، وإذا ساروا في داخلها هم يوجهونهم نحو اليمين ونحو الشمال من دون إعطائهم أي صلاحية وأي إرادة، أي حوار هذا يمكن أن يصلوا إليه!‏

على كل حال نحن تأملنا من اللحظة الأولى بالعلاقة مع الله، وهذا ما ثبَّت منهج المقاومة والحسين في حياتنا، تعلمنا من الإمام الحسين(ع) أن نجاهد ونستشهد في إحقاق الحق، وتعلمنا من زينب(ع) أن تقف معبرة عن موقفها ثابتة صامدة بحجابها مهما كثُر الأعداء، وتعلمنا من الإمام الحسين(ع) أن نتائج الثورة تأتي في الوقت المناسب، وبالفعل قدم الشهداء في لبنان نماذج رائعة وعلى رأسهم سيد الشهداء السيد عباس الموسوي(رض) وشيخ الشهداء الشيخ راغب حرب(رض)، وقدم الأسرى وعلى رأسهم شيخ الأسرى الشيخ عبد الكريم والحاج أبو علي الديراني وغيرهم من الذين ضحوا وأُقيم لهم عرس التحرير الثاني كتعبير عن صمودهم ونجاحهم وعن نجاح العلاقة مع الله تعالى في خط الحسين(ع)، تقبل الله أعمالكم وعظم الله أجورنا وأجوركم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏