استقبل نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم حرم المفكِّر والمناضل الدكتور الراحل عبد الوهاب المسيري، حيث تحدث سماحته فقال:
يستحق الدكتور عبد الوهاب المسيري كل التكريم لمواقفه وعطاءاته وأبرزها موسوعته عن الصهيونية، وهي التي تكشف الحقائق ويخاطب العقل الحر والضمير الحي، وقد أحسن الدكتور اختيار هذا الموضوع الحساس لأنَّ كل مشاكلنا في المنطقة من وجود إسرائيل، وأول خطوة ضرورية لمواجهة هذا الخطر معرفته ومعرفة أهدافه التوسعية والعدوانية.
ثم قال: تتحرك رايس لتنجز سلاماً مع إسرائيل قبل نهاية العام، وهذا وهمٌ وخداع، إذ لا قابلية للسلام المزعوم مع الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الشعب الفلسطيني.
وأضاف سماحته: هل سمع أحدٌ في العالم حديثاً إسرائيلياً منطقياً يشرح وجود حق إسرائيل؟ كل تصريحات القادة الإسرائيليين عدوانية وتهويلية، وتستدرج المستكبرين وعلى رأسهم أمريكا للاحتلال والقصف. منذ أيام سمعنا أولمرت يهدد لبنان وبنيته التحتية، لماذا لم يتحرك مجلس الأمن لردع إسرائيل عن هذا العدوان، بصرف النظر عن قيمة هذا التهديد؟ نسمعهم يحرضون على النووي السلمي الإيراني ويتحدثون عن اعتداءات على إيران، ولكننا لا نرى موقفاً من مجلس الأمن ضد هذا السلاح النووي الإسرائيلي ولا من وكالة الطاقة الذرية، مع خطر هذا السلاح بيد إسرائيل على المنطقة والعالم.
ثم قال: تبيَّن لنا وبالدليل والتجربة أن لا حلَّ إلاَّ بالمقاومة، فهي التي حرَّرت وتحرر، وهي التي تعطِّل وتعيق المشروع الصهيوني، وهي التي ترفع رؤوسنا عالية، وتحمينا من الاعتداءات.لم تخرج إسرائيل من لبنان عام 2000 بالقرار 425 وإنما بالمقاومة، ولم ينهزم عدوان إسرائيل عام 2006 بالموقف الدولي وإنما بالمقاومة، ولم تنجح عملية الرضوان في الإفراج عن الأسرى والمعتقلين وجثامين الشهداء بسبب الحركة الدبلوماسية وإنما بثبات وقوة المقاومة.
لن تنفع كل الضغوطات والتهديدات في سلبنا شبراً واحداً من أرضنا، ومهما علا الصراخ الإسرائيلي لدواعي انتخابية أو لأي سببٍ آخر فإنَّ الميدان يحسم أن معركة عند حصولها، وللمقاومة الإسلامية خبرة موصوفة في إلحاق الهزيمة بإسرائيل، وهي الآن أكثر تقدماً وقدرة، ولا داعي للتأكد بأن الدفاع واجب وليس مجرد حق، ومع المقاومة له آثار ربانية مطمئنة بالنصر إن شاء الله تعالى.
وختم قائلاً: إن جميع الشعوب العربية والإسلامية مسؤولة في مواجهة الاحتلال والعدوان، وكل القوى مهما كانت اتجاهاتها الفكرية أو السياسية مسؤولة في وضع مواجهة إسرائيل على رأس الأولويات، وعندها تتالى الانتصارات ونحل كل مشاكلنا وليس مشكلة الاحتلال فقط.