وضمَّ الوفد الاستاذ عدنان عرقجي والحاج عمر غندور والمهندس خالد الروَّاس والدكتور زياد نجا والسيد هشام طبارة والسيد محمود قليلات والمحامي ابراهيم خياطة بحضور عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي.
وقال الوفد أن الزيارة هي لتوضيح ثوابت ومبادئ الاتحاد البيروتي وللتعزية بشهادة الحاج عماد مغنية الذي تخطى المذاهب والطوائف فكان بنضاله العالمي شهيداً عالمياً، وأكد أن المخططات الأمريكية أصبحت واضحة كعين الشمس في هذه المنطقة خصوصاً في ظلِّ التدخل العسكري فأظهرت أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تكيل بمكيالين بل بمكيال واحد وهو لصالح إسرائيل ولصالح النفط.
وشدد الوفد على ضرورة وأد الفتنة المذهبية وإيجاد كافة السبل لذلك، وأن ذلك مخطط إسرائيلي داخلي يصب في خانة المصالح الامريكية والاسرائيلية.
كما قال سماحة نائب الأمين العام:
لم تكن المشكلة في لبنان في كل هذه المرحلة مذهبية أو طائفية بل هي مشكلة سياسية بامتياز، ويتكشَّف يوماً بعد يوم بُعدها الإقليمي والدولي، حيث تستخدم أمريكا ومن معها لبنان كساحة للشرق الأوسط الجديد ولتثبيت كيان إسرائيل، ولو لم تكن هذه الأهداف الأمريكية موجودة لانتهينا منذ زمن بعيد من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وانتخاب رئيس للجمهورية لأن موازين القوى السياسية الداخلية لا تعطي القدرة لأحد في أن يتفرد بالقرار السياسي وبمستقبل البلد، أمَّا وقد خرجت الأمور من يد جماعة السلطة وأصبحوا جزءاً من الإدارة الأمريكية المباشرة للأزمة، فالأمور معقدة جداً، لأن الحسابات الدولية لا تنسجم مع لبنان السيد الحر المستقل القادر.
وأضاف:
وها هي المدمرة الأمريكية "كول" تأتي إلى جوار الشواطئ اللبنانية كتعبير عن إدارة الملف اللبناني بشكل مباشر والعمل على حماية خيارات واشنطن، وبصرف النظر عن قدرتها على الترهيب او عجزها عنه، فحضورها في هذا التوقيت وفي هذه الظروف اعتداء على لبنان لا نتوقع له أي نجاح مع وجود هذا الالشعب اللبناني الرافض للتدخلات الأجنبية. وقد وقع جماعة السلطة في الإرباك، كيف يتعاطون مع هذا الإرهاب الأمريكي؟ في البداية اتهموا المعارضة بأنها السبب فأضحكوا الناس بتبرير الظلم والاعتداء الأمريكي على لبنان بدل إدانته، ولكنهم لا يستطيعون الإدانة، فغيَّروا طريقتهم إلى الدفاع عن الوجود الأمريكي حتى أن أحدهم صرَّح بوضوح بأن ثورة الأرز مدينة للتدخل والمتابعة والإدارة الأمريكية في إنجازاتها!! وهذا اعتراف واضح بأن السلطة تنفِّذ الأجندة الأمريكية، ولم تعد قادرة على اتخاذ أي قرار، وما تفشيلهم للمبادرة العربية إلاَّ صدىً للأوامر الأمريكية، وهم غير قادرين على أي تسوية داخلية ما دامت أمريكا توجِّههم، وهي ليست منزعجة من بقاء حكومة السنيورة بل تريدها أن تبقى ولا تريد رئيساً توافقياً يتشارك في اختياره اللبنانيون من ضمن الاتفاق على حكومة الوحدة الوطنية المتناسبة مع التمثيل النيابي.
وقال:
إنَّ ما جرى في تموز 2006 من عدوان إسرائيل مغطَّى ومقرَّر أمريكياً هو نموذج عن فرض الحلول على لبنان، وقد فشل هذا العدوان وارتدَّ سلباً على أمريكا وجماعتها، وما جرى بالأمس من عدوان بشع على غزة صورة أخرى من صور العدوان الأمريكي لفرض الحلول وقد فشل أيضاً، وها هي تجربتهم في العراق تُثبت فشلهم أيضاً.
وأكمل:
أنىَّ لهم أن يدركوا أن شعوب المنطقة وصلت إلى رشدها في محافظتها على استقلالها ورفضها للتبعية الأجنبية، وأن أي اعتداء سيزيدها تصميماً وعزيمة وسيُراكم الفشل لأمريكا وإسرائيل.
ألا يخجل جماعة السلطة من أطفالهم وشبابهم ونسائهم مما تفعله أمريكا وإسرائيل في غزة، وما فعلوه في تموز لبنان، وفي الاستعراض البحري للمدمرة "كول"، أليس الأفضل لهم أن يتكاتفوا مع المعارضة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية قبل أن تتداخل التطورات وتتعقَّد الأمور أكثر فأكثر.
وأضاف:
إننا نحمِّل جماعة السلطة مسؤولية استخدام لبنان كساحة إقليمية دولية، وندعوهم إلى الكفِّ عن تأدية خدمات خارجية حرصاً على لبنان التعايش والحرية.