استقبل نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم وفداً من علماء وطلبة جامعة التقريب بين المذاهب في قم، الذين هنأوا حزب الله والشعب اللبناني بالانتصار العظيم الذي تحقق منذ سنة في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان. ثم جرى حديث عن الأوضاع العامة التي تعيشها المنطقة.
وقال سماحته: ما تحقق من انتصار على إسرائيل هو انتصار على المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يريد الهيمنة على لبنان والمنطقة، حيث لم يكن العدوان مجرد ردة فعل، وإنما بناء لخطة متكاملة تستهدف إنهاء قوى المقاومة والممانعة للاحتلال والوصاية، وأهم قيمة لهذا الانتصار أنه أسَّس لزمن جديد ومستقبل جديد مبني على الاستقلال ورفض التبعية والثقة بعدم الاستسلام لما يخططه الاستكبار لنا، ونحن نشهد اليوم ومنذ سنة آلاماً يعبر عنها الأمريكي وأدواته من عدم قدرتهم على فرض مخططاتهم ووصايتهم على لبنان، ولن يكون لهم ذلك إن شاء الله تعالى.
وأضاف سماحته: عملنا بكل ما أوتينا من قوة مع المخلصين في بلدنا لمنع الفتنة السنية-الشيعية من أن تطل برأسها أو أن تنتشر بين الناس، ونعلم أن الأمريكي يعمل لها ليل نهار، ولن نغض النظر عن هذه المحاولات التي تتجاوز لبنان إلى المنطقة العربية والإسلامية بأسرها، حيث يدخل إليها الأمريكي بعناوين الاعتدال والتطرف، والأقلية والأكثرية وغيرها. فنحن نؤكد أن خيرنا جميعاً ومصلحتنا كذلك أن ننبذ الفتنة ونحاربها مهما كانت خلافاتنا السياسية التي لا علاقة لها بإثارة العصبيات المانعة من الحل، بينما يمكن لنا أن نجد كل الحلول السياسية المناسبة بعيداً عن المذهبية والطائفية.
وقال: عندما عجزت أمريكا وإسرائيل عن تحقيق أهدافهما بالحرب على لبنان استخدما نفوذهما الدولي وسيطرتهما العسكرية والسياسية العالمية لتحقيقها بالحرب السياسية التي تمنع المشاركة والتسوية والتعاون بين أفرقاء الداخل في لبنان.
ونحن مصرُّون على التعاون في مقابل الإلغاء والقطيعة، وعلى المواعيد الصادقة مقابل المناورة، وعلى تحمل التضحيات مقابل الوصاية الأمريكية، وعلى إعطاء الفرصة مقابل التعنت والعصبية، ولا بدَّ أن نصل إلى نتيجة. فاليوم حكومة لبنان غير شرعية وهي لا تستطيع أن تحكم، ومع انتهاء ولاية رئيس الجمهورية لا بدَّ من انتخاب رئيس جديد وفق القواعد الدستورية، ونحن على استعداد تام لانجاز هذا الاستحقاق في موعده المقرر بحسب الأصول، ولذا نؤكد على الشراكة من خلال حكومة الوحدة الوطنية للوصول الآمن سياسياً نحو الاستحقاق ومنعاً للفراغ الذي يفتح الأبواب على خيارات أحلاها مرٌ للجميع. الزمن يمر بسرعة ولم يفت الأوان للاستدراك لمصلحة اقامة المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب الرئيس في موعده بعد انجازات المشاركة الوطنية التي تنهي حقبة الانقسام وتفتح آفاق الوحدة والحلول بعيداً عن الوصاية الأمريكية والعدوان السياسي على لبنان.