أنشطة ولقاءات

المقابلة التي أجراها معه الصحافي أمين مصطفى تُنشر في صحيفة الوطن القطرية .

قلنا لهم : تعالوا نناقش ، فمنعوا المناقشة ولم يقبلوا

• عناوين السنيورة تحتاج إلى نقاش أشهر وسنوات .

• طرح موضوع سلاح حزب الله يستهدف صرف النظر عن المشكلة الاساسية في البلد وهي المشاركة .

- يستغرب فريق السلطة بأنكم لا تقدمون ملاحظاتكم التي أعلنتم عنها وتحتفظون بها تارة أنكم لا تسلمونها إلاَّ لحكومة شرعية وأخرى تحاولون أن تتهربوا من الإجابة المباشرة على أسئلتهم، ورفض تسليم هذه الملاحظات لمساعد الأمين العام للشؤون القانونية؟

المضحك أن بعض وسائل الإعلام العربية المعروفة بارتباطها بالمخابرات الأمريكية أوردت بعض الملاحظات المحتملة بحسب وجهة نظرها ونسبتها إلى مصادر موثوقة عند المعارضة، وإذ بنا نرى نقاشاً عند فريق السلطة لهذه الملاحظات بطريقة متشنجة وانتقادية وساخطة وهي في الواقع مجهولة المصدر وليس معلوماً أنها ملاحظات موجودة عند المعارضة، من هنا فهمنا تماماً أن الملاحظات عبر وسائل الإعلام تبقى ردودها عبر وسائل الإعلام فتسقط الملاحظة ويسقط الرد بصدوره عبر وسائل الإعلام ولا يعود ضرورة أن يسير وفق القنوات المطروحة، ما أردنا قوله هو أن ملاحظاتنا جدية، وبما أن المحكمة لها آلية الإقرار فمن الطبيعي أن تناقش الملاحظات ضمن آلية الإقرار، وعندما أتى السيد ميشال لم يطلب ملاحظات وفق آلية الإقرار إنما طلب ملاحظات ليأخذها هو ويرى هل هي مناسبة أم لا، وهل يمكن الاستفادة منها أم لا، وقد تبقى حبراً على ورق ولا يناقش بها أحد، نحن لا نريد الملاحظات إعلامياً، ولا نريد الملاحظات لرفع العتب، نحن لدينا ملاحظات لنقاش جدي وبما أن الآليات الدستورية تسمح وتعطينا حقاً بأن نناقش، قلنا لهم: تعالوا نناقش ، فمنعوا المناقشة ولم يقبلوا. إذاً نحن كحزب الله نرفض أن نطرح الملاحظات في البازار السياسي الإعلامي، ولا نريد أن نفتعل ولا أن يفتعل الآخرون نقاشاً سياسياً خارج إطار الفائدة التي تنعكس على نظام المحكمة، وبما أن الحكومة اللبنانية هي التي ستوقع ومجلس النيابي هو الذي سيوافق فمن حق ممثلي الشعب أن يناقشوا ما سيوقعون عليه لأنه يطال لبنان كدولة ولا يعني فريقاً دون آخر، هذه المحكمة ليست ملكاً لقوى السلطة، وليست خاصة بجماعة دون أخرى، وليست لتيار دون آخر، وإلاَّ كانت فزاعة، هذه المحكمة من أجل معاقبة الفاعلين وكل لبناني معني بمعرفة الحقيقة من هنا كان لا بد من الأطر الدستورية.

- البعض يتحدث عن صيف حار، ويراهن على هذا الصيف لإحداث تغيرات ما في لبنان، وهل تتوقعون بصيف حار في لبنان وما هي احتمالات حصول ذلك؟

لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يأتي في الصيف، والحمد لله أننا لسنا من المتنبئين وإن كان في قوى السلطة من المتنبئين الكثر، ولذا إذا أردنا موضوعياً وبحسب المعطيات المتوفرة يمكننا القول أنه لا يوجد أمور تلمح أو تشير إلى احتمال حرب بين لبنان وإسرائيل، ولا هناك مؤشرات تشير إلى احتمال حرب بين سوريا وإسرائيل، ولكن توجد مؤشرات تضع بالاحتمال الطبيعي الذي يمكن أن يقوى عند فشل المباحثات حول الملف النووي الإيراني أن يحصل اعتداء أمريكي على إيران، وهذا أيضاً في دائرة الاحتمال وليس في دائرة القطع واليقين، فإذا افترضنا أن أحد السيناريوهات المحتملة تحقق من خلال هذا العدوان يُحتمل أن لا يبقى محدوداً إذ قد تدخل إسرائيل على الخط وتكبر المشكلة وبالتالي قد يطال هذا التطور كل المنطقة بطرق وبأساليب مختلفة، والله أعلم كيف ستكون الحالة وكيف ستكون النتائج، على هذا الأساس نحن أمام تطورات في المنطقة قد تنعكس على لبنان ، كما أننا أمام احتمال أن لا تحصل هذه التطورات في المنطقة وعندها لا شيء مباشر يتعلق بلبنان، وكما فهمنا من الأوساط الداخلية لجماعة 14 شباط وبعض التوجيهات لكوادرهم والناس المقربين منهم هم تقريباً يجزمون في جلساتهم أن الحرب قادمة في المنطقة بشكل عام بما يشمل إيران وغير إيران وهذا الأمر قد يتحقق خلال شهرين، وإذا تحقق فهذا يسبب إضعافاً لخصومهم بحسب وجهة نظرهم وعندها يعالجون القضايا التي عجزوا عن علاجها حتى الآن من خلال التفرد الذي لم يتمكنوا معه من تحقيق أي تقدم خلال الفترة السابقة، وكل هذا يبقى في دائرة الاحتمال ونحن أعلنا عدة مرات وقلنا لهم: لا تراهنوا على تطورات المنطقة فكما تحتملون أن تكون لمصلحتكم يجب أن تحتملوا أنها ستكون مأساة على الفريق المرتبط بأمريكا ، لأن الفشل الأمريكي يتكرر بشكل متلاحق ومأساوي، ولم أجد خطوة خلال السنوات الماضية لأمريكا إلاَّ وهي متعثرة وفاشلة ولها ارتدادات سلبية على أمريكا ومن معها من أدواتها، فإذاً الأفضل أن نعود إلى نقاش المسائل على قاعدة أن ننقذ لبنان قبل أي تطور محتمل سلبي أو إيجابي.

- نلاحظ مؤخراً حملة كبيرة على حزب الله خصوصاً بموضوع السلاح؟ طرح موضوع سلاح حزب الله يستهدف صرف النظر عن المشكلة الأساسية في البلد وهي المشاركة، ومحاولة لإيجاد مادة جدل لا يمكن أن تُعالج بهذه الطريقة، وهم يعلمون أن السلاح جزء من الاستراتيجية الدفاعية، والاستراتيجية الدفاعية تقررها حكومة وحدة وطنية ، وقبل أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية لها سياستها الواضحة اتجاه أعدائها وأصدقائها والنظرة إلى إسرائيل لا يمكن نقاش مثل هذه المسألة ولا الوصول إلى نتيجة، وكذلك هناك نقاط عالقة يجب أن تعالج منها مزارع شبعا وقضية الأسرى والاعتداءات الجوية على لبنان، إذاً نحن أمام مجموعة من الملفات بدايتها حكومة الوحدة الوطنية، وعليه لا يكون البدء من ملف السلاح وإنما يكون البدء من المشاركة وعندها تُطرح الأمور تباعاً بحسب الأولويات وبحسب حاجات الاستقرار السياسي وطمأنة الأطراف المختلفة الموجودة في لبنان. وهناك أيضاً رغبة إسرائيلية بمعالجة موضوع السلاح بعد أن فشل الإسرائيليون في عدوانهم وفشل الأمريكيون من ورائهم ليحققوا بالسياسة ما عجزوا عنه بالعسكر وهذا أمر غير ممكن لأن معادلة الواقع اللبناني بعد الانتصار لا تسمح لإسرائيل وأمريكا بتحقيق مثل هذا الإنجاز لأنهم ليسوا في الموقع الذي يطلبون فينفذ لهم الآخرون ، وكذلك لسنا في موقع أن نقبل في إضعاف لبنان لمصلحة السياسات الأمريكية الإسرائيلية من دون أفق ومن دون معالجة وضع وقدرة لبنان على مواجهة الاعتداءات والتحديات الإسرائيلية.

- بالنسبة للمبادرة العربية يبدو أن العرب يركضون باتجاه إسرائيل لخلق تسوية ما، فما آفاق مثل هذا العمل؟

إسرائيل طرحت فكرة عبر وزيرة الخارجية ليفني قبل انعقاد القمة العربية، بأنها تريد التطبيع أولاً وبعد ذلك معالجة المسائل المرتبطة بالفلسطينيين، وللأسف ما حصل الآن هو أن خطوة من خطوات التطبيع قدمها العرب مجاناً لإسرائيل وخطوا خطوة غير سليمة ولا تنفع القضية الفلسطينية ولا تنفع القضايا العربية بشكل عام، وإنما هي دفع ثمن مسبق من دون مقابل وانسجاماً مع الضغوطات الأمريكية ولن يكون لها أي ثمرة إيجابية لمصلحة العرب ولا لمصلحة الفلسطينيين، على كل حال سأكون جريئاً في هذه المسألة وأقول لك : نحن نعتمد على إسرائيل في إفشال كل هذه المخططات التفصيلية لأن إسرائيل لن تقبل منهم شيئاً حتى يخضعوا خضوعاً تاماً كاملاً لا مطالب فيها أبداً، وهذا يصعُب أن يتحقق عربياً أو فلسطينياً حتى من أولئك المتحمسين للتسوية فكيف إذا ما كنا أمام شعب فلسطيني مجاهد مقاوم يقف بالمرصاد أمام أي محاولات للتفريط بقدسه وأرضه، لذا ستكون هذه الخطوة خطوة بالفراغ تسجل كمكسب معنوي لإسرائيل ولا تنفع العرب نهائياً وقد تكون الخطوة اليتيمة لأن لا خطوات بعدها فأفق التسوية مسدود وإسرائيل لها من المطالب ما لا يتحملها حتى العميل لإسرائيل.