ومما جاء فيها:
(...)، أي عذر للناس بعد تحرير سنة 2000، وأي عذر للناس بعد تحرير الأسرى والمعتقلين بعد تحرير سنة 2004، أن لا يكونوا في خط الجهاد والدفاع لتحرير الأرض وتحقيق الاستقلال هاتان تجربتان مباشرتان في منطقتنا أثبتتا نجاحهما، فمن كان لا يرغب ان يكون (كبش محرقة) كما يقولون، ومن كان لا يرغب ان يكون هو المعلم والمربي والتجربة عند الآخرين نقول له الآن أنت تتابع تجارب ناجحة فاحسم خيارك.
أمَّا اليوم فالمنهج الذي ستتبعه أمريكا والدول المستكبرة قد اختلف عما كان عليه سابقاً، اعتمدوا بعد الحرب الأولى بشكل خاص على استعمار من نوع جديد يتركز على أخذ الحكام ليكونوا واجهة الحكم ثم يحكم الاستكبار من خلالهم دون أن تتواجد جيوشهم بشكل عسكري في داخل مناطقنا، سموه بالاستعمار الجديد فهو استعمار لا حساسية منه لأنه لا يتواجد عسكرياً وإنما يتواجد من خلال الحكام، وهذا قد تبلور بعد الحرب العالمية الثانية بشكل خاص، لكنهم اكتشفوا أن إدارتهم للحكام لا تغير من واقع الشعوب كثيراً، وقد عملوا في الفترة السابقة على بث أفكار مادية غربية مكثفة علَّهم يجدون من يؤمن بها لضرب الإسلام وعقائد الناس من الداخل فتبين أن هذه الأفكار قد استقطب عدداً قليلاً ولم يستطع هذا العدد أن يؤثر في الناس فعاشوا مشكلة، الحكام عاجزون عن تغيير عقائد الناس، والترويج الثقافي ليس قادراً على ان يغير المعادلة، إذاً الحل هو اللجوء إلى الحكم العسكري المباشر الذي نفذوه من خلال احتلال أفغانستان وبعده من خلال احتلال العراق، لكنهم اكتشفوا ان الاحتلال العسكري يزيد الأمة استفزازاً ويعيدها إلى أصالتها ويجعلها في حالة ردة فعل للعودة إلى دينها لتتحصن به حتى تواجه مجدداً، فاختاروا الآن نهجاً جديداً يريد ان يدخل إلى التربية والتعليم والتثقيف المباشر من خلال المناهج التي تبدأ بتدريس وتربية الأطفال وهم يريدون التدخل بكل آية قرآنية وبكل حديث شريف، ليختاروا من الآيات والروايات ما لا يتحدث عن اليهود ولا يتحدث عن مواجهة الظلم ولا يتحدث عن الاستكبار، لا مانع عندهم من الآيات التي تتحدث عن الصدق والاستقامة والاخلاق فهي عناوين إذا تجردت عن عناوين الجهاد والعدالة ورفض الظلم فإنها لا تؤثر عليهم، لكن عدلاً يحمله مؤمن يؤمن بالجهاد لتحقيقه من أجل رد اعتداءات الظالمين لا يمكن ان يتحملوه ويقبلوه, لذا الغزو اليوم هم غزو للمناهج من أجل ان يغيروا عناصر التربية والتعليم من داخل مناهجنا ومع أطفالنا، لذا يجب أن نلتفت إلى أننا معنيون بأن لا ندعهم يزيدوا اعمالاً سيئة إلى أعمالهم في مناطقنا، وعلى كل حال ما دام فينا من يؤمن بشريعة الله المقدسة، وما دام فينا من يدافع بصدق وأخلاق وإخلاص عن الأرض والعرض والمقدسات فإنهم لن يتمكنوا بإذن الله تعالى، فعلينا ان نكون متماسكين، وعلينا ان نلتف حول بعضنا لنواجه هذا التحدي.