برعاية وحضور نائب الامين العام لحزب الله سماحة العلامة الشيخ نعيم قاسم,افتتحت جمعية كشافة المهدي(عج) المؤتمر السنوي الثاني للانشطة العاشورائية,وذلك بحضور المفوض العام ومسؤلي المناطق وقادة القطاعات.
وابرز ما جاء في كلمة سماحته:
(...)بعض الأشخاص يناقشوننا؟ لماذا كنتم تقاتلون العدو الإسرائيلي في فترة الاجتياح وما بعده بشكل حيوي ويومي وتوقعون فيه الخسائر، ثم بعد ذلك عندما اندحر من لبنان وبقي في مزارع شبعا أصبحت عملياتكم محدودة كل شهرين او أربعة أو في بعض المحطات لا تبرز العمليات الدائمة المستمرة اليومية كما كانت في حالة الاحتلال الإسرائيلي الكامل للبنان؟ نقول أن هذا الأمر يرتبط بما نراه مصلحة في حدود المعركة وحجم ودائرة المعركة وما تخدمه من أهداف نريدها، ليس الهدف عندنا ان نقاتل في كل يوم، إنما الهدف عندنا أن يكون القتال طريقاً للحرية والتحرير والكرامة والاستقلال، فإذا تطلب الأمر منّا قتالاً يومياً لتحقيق هذه الأهداف قاتلنا، وإذا تطلب الأمر أن يتقطع القتال بما يكون مناسباً مع التطورات في خدمة أهدافنا قطَّعناه بما يتناسب معنا، نحن لا ندار بالبندقية التي تجذبنا إلى رصيد قتالي لكل لحظة، بل نحن الذين نوجه البندقية في الوقت الذي نراه مناسباً وفي المكان الذي نراه مناسباً لتحقيق الأهداف التي رسمناها.
فلا داعي لأن يعيش البعض وهم قوة المقاومة أو ضعف المقاومة ربطاً لهذين الأمرين بحجم المعارك التي تحصل، يجب ان يرتبط هذا الأمر بحجم النتائج لا بحجم المعارك، فإذا كانت النتائج حتى الآن منذ التحرير الأول للأرض إلى التحرير الثاني للأسرى، نتائج تُنبئ أن إسرائيل لم تتجرأ خلال ثلاث سنوات أن تقوم بعمل عدواني واسع على لبنان خوفاً من ردات فعل المقاومة وهي تعلم تماماً أن الجهوزية الموجودة حاضرة للتصدى للعدوان مهما كان واسعاً، ومهما كان مؤلماً ليسدد للإسرائيلي ضربة موجعة يدفع ثمناً كبيراً من خلالها لحماقته، فإذاً لا يرتدع العدو الإسرائيلي من دون هذا الاستعداد وهذه القوة والقدرة ما يعني ان أحد الأهداف أن يصبح لبنان في أمن نسبي أمام التحديات الإسرائيلية قد تحقق، والإشعاع الذي أعطته المقاومة في لبنان لفلسطين والآمال الكبرى التي زرعتها بحكم النتائج الإيجابية التي حصلت في التحرير أيضاً يُعتبر من الأهداف التي تحققت، إذاً نحن لا نبحث عن أية وسيلة من أجل ان نضحي بالأنفس ومن أجل ان نُقتل في الميدان تحت عنوان أننا نُقتل في سبيل الله، فالقتل في سبيل الله هو قتل اختيار للحظة المناسبة والمكان المناسب لخدمة الأهداف التي رسمناها.
كان الأمريكيون يعتقدون ان نموذجهم بماديته وجاذبيته يمكن ان يدخل إلى العالم العربي والإسلامي فيسيطر بشكل طبيعي عندها يقولون بأن الناس هم أخذوا النموذج الأمريكي وطبقوه في حياتهم لأنه نموذج أفضل من نماذج الآخرين، لكن تبين لبوش وجماعته أن نموذجهم يبتعد عن منطقتنا بشكل كبير ويصبح مرفوضاً من الناس ويتحول إلى حالة من العداء لا يمكن الإنسجام معها، فاقترح بوش تغيير الأيديولوجيات والمفاهيم الموجودة في منطقتنا لأنه عجز عن أن يدخل إليها عن طريق النموذج، وهو يريد أن يدخل بقوة السلاح ويغلف هذه القوة بأفكار منتقاة من أجل ان يفرضها فرضاً ليغير البنية التحتية الثقافية والإيمانية كي يتمكن من ان يدخل إلى منطقتنا، لكن هذا الأمر صعبٌ عليه، فكلما أوغل الأمريكيون في منطقتنا كلما ازدادت الكراهة والممانعه لهم، لأن هذه المنطقة التي تربت على دين الله وعلى الإلتزام بمنهج الإسلام لا يمكن أن تقبل الخضوع لأمريكا او لإسرائيل، ولا يمكن ان تجر بالقوة إلى قراراتهم ومبادئهم، فقراراتنا ومبادؤنا أصيلة وتنبع من قناعاتنا وجذورنا وهي أقدر على صنع المستقبل من أي حركة يمكن ان يلجأ لها الأمريكيون، وعلى كل حال هم يجربون وسيكتشفون ان هذه التجربة فاشلة وأن إسرائيل مهما فعلت ومهما صنعت لن تستطيع ان تحقق أهدافها في منطقتنا.
من اعتبر ان المقاومة أنتهى دورها مخطئ، ومن اعتبر ان الانتفاضة وصلت إلى حالة من المعاناة يجب ان تتوقف معها فهو مخطئ، إذ يجب ان ننير شعلة المقاومة والانتفاضة، وأن نرفدها بأسباب القوة والمنعة والاستمرار لأنهما يشكلان الرصيد الوحيد لمواجهة مؤامرة إسرائيل سواء في احتلال فلسطين او في التقسيم أو في تغيير خارطة المنطقة ، فلا خيار لنا إلاَّ أن نقاوم ونتصدى لأن الوضع الدولي غير منسجم مع مطالبنا وحاجاتنا ومع حقوقنا.
نحن لم نفكر يوماً عندما حررنا الأسرى أو عندما تحرر لبنان بأعلبه من العدو الإسرائيلي أن نبحث عن ثمن لهذا التحرير في الداخل، لكن لا مانع من الاستفادة من استقامة هذا الحزب ومن شعبيته ومن اهليته ومن معنوياته لعكسها على الداخل في إطار نظافة واستقامة الأداء، فنحن لا نريد حصة في مقابل هذه الانجازات، إنما نريد أن تتعمم الاستقامة في الحياة السياسية اللبنانية، نحن ندعو المسؤولين في لبنان أن يقفوا لمرة واحدة ويوقفوا كل هذا الانحراف بالمال العام وفي الأداء السياسي وفي السمسرات وفي الحسابات الخاصة وفي إعطاء الزبانية والمحسوبيات وأن تتعزز المحاسبة، لأنه إذا لم تكن هناك محاسبة لا إمكانية للنتيجة المطلوبة.