اليوم يوجد توفيقات إلهيَّة كثيرة في الانتصارات التي تحقَّقت لمحور المقاومة، امتداداً من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا إلى العراق إلى اليمن إلى إيران الى كل منطقة فيها روح المقاومة والاستقلال والرغبة بأن لا نكون أتباعاً لأمريكا وإسرائيل، والله عزَّ وجل يسبب انتصاراتٍ متنوعة، إيران صمدت ٨ سنوات في حربٍ عراقية مدمرة، ووقفت على رجليها والآن الجمهورية الإسلامية بعد ٤١ سنة لا زالت شامخة ومؤثرة، وتصنع المستقبل لأجيالها. حزب الله في لبنان إستطاع أن يحقِّق إنجازا عظيما لم يتحقق منذ احتلال إسرائيل للمنطقة من أوائل القرن الماضي، القرن العشرين، فخرجت إسرائيل ذليلة سنة ٢٠٠٠، وتحقق نصرٌ كبير، ثم بعد ذلك هُزمت إسرائيل في عدوان ٢٠٠٦ وهي الآن مردوعة بسبب القوَّ التي يمتلكها حزب الله، ليس فقط قوة السلاح بل قوَّ الإرادة والقرار الحر الذي يرفض أن يخضع لإسرائيل. والفلسطينيون استطاعوا أن ينجحوا بأن المقاومة اشتعلت مجدداً، وأعطى هذا الشعب التضحيات الكبيرة، وعدَّة حروب على غزَّة فشلت، ولا زال هذا الشعب يقاوم ويقف، ومؤخؤاً عندما طرح ترامب صفقة القرن كان يعتقد أنَّ بإمكانه أن يُخضع الفلسطينيين بها، وإذ يجمع الفلسطينيون على رفضها مما أسقط عنفوان أمريكا على المستوى العالمي وفي آنٍ معاً أثبتَ الفلسطينيون أنَّهم شعبٌ جديرٌ بالحياة وبتحرير الأرض وهذا انتصارٌ كبير. في سوريا من سنة ٢٠١١ الحرب في سوريا وكانوا يتوقعون أن يسقطوا سوريا في ٣ أشهر ثمَّ مدَّدوها ٦ أشهر، اليوم أصبحوا ٩ سنوات وسورؤا صامدة وحرَّرت الكثير من أراضيها، وإن شاء الله المستقبل سيكون للشعب السوري والقيادة السورية، وستبقى سوريا صامدة وفي محور المقاومة ومؤثرة رغم اجتماع كلِّ العالم عليها. العراق كاد أن يذهب بسبب داعش والتيَّار التكفيري، فاستطاع العراقيُّون حشداً ومرجعيةً وجيشاً وقوات قاموا فأسقطوا هذا المشروع. اليمن الفقير لكن العزيز صمد بوجه السعودية ومن ورائها أمريكا وكلُّ العالم المستكبر الآثم، ولو استمرت الحرب سنوات إضافية سينتصر في نهاية المطاف الشعب اليمني، لا يمكن لهذا الشعب أن يهزم ولديه هذه التضحيات ولديه هذه الإرادة وهذه العزَّة. أكبر إنجاز حقَّقناه في المنطقة هو هزبمة داعش، داعش لم تكن حضوراً عسكرياً فقط، كانت حضورا ثقافياً يمكن أن يغير منظومة الثقافة والفكر في المنطقة بأسرها باتجاه الإنحراف باسم الإسلام، الحمدلله أسقطنا مشروع تربية خطرة للأطفال وللأجيال القادمة، ومنعنا تشويه الإسلام على طريقة يزيد ومن معه، وتمكنا من أن نعيد لقدرة الإسلام المحمدي الأصيل بريقه ونصاعته وقدرته على أن يكون حاضراً ومؤثراً، الحمدلله اليوم المقاومة ومحور المقاومة بألف خير رغم الصُّعوبات والعقوبات والتَّحديات، وهذا طبيعي أن يحصل مع وجود قوى كافرة ومعتدية وظالمة على مستوى العالم، لكن كما وعدنا الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }، ونحن مع هذا الوعد الإلهي.
النقطة الثانية، غزا مرض كورونا العالم من الصِّين، وعادةً عند المرض يفترض بالناس أن تتكاتف مع بعضها، وأن يساعد النَّاس المرضى، وأن تعمل وزارات الصّحة المعنية من أجل الوقاية والعلاج، ومن أجل أن تكون هناك إجراءات من أجل منع تفشِّي المرض، الحمدلله وزير الصحة اللبناني ومعه طاقم الوزارة وكذلك الحكومة اللبنانية التي أقامت خلية أزمة قاموا بمجموعة إجراءات وقائية وعلاجية تساعد على تخفيف إنتشار المرض أو منع انتشار المرض بحسب الحالات التي يمكن أن تأتي إلى لبنان أو ما شابه ذلك، وهذا يُعتبر إنجاز. بعضهم حاول تسييس الكورونا، يا أخي تسييس الكورونا للتشفي عمل لا أخلاقي ويفتقر إلى أدنى ضمير وأدنى إنسانية، نحن نعرف أنَّ المتخاصمين عادةً في الحي في الشارع في أيِّ مكان، عندما يحصل عند أحدهم بلاء أو مشكلة يأتي الخصم فيواسيه ويساعده تاركاً الخلافات جانباً، لكن أن يأتي البعض ليركب موجة مرض يتطلب تكاتفاً ومعالجة وهو لازال في بداياته من أجل أن يمرِّر مواقف سياسيَّة ولؤماً سياسياً فهذا عمل غير أخلاقي على الاطلاق، على كلِّ حال كل إناءٍ بما فيه ينضح.
اليوم في لبنان توجد أزمة اقتصادية مالية إجتماعية ضاغطة جداً وصعبة جداً، وهي نتيجة تراكم ثلاثين سنة وتحتاج إلى وقتٍ للعلاج، نحن لا نقبل أن نخضع لأدواتٍ استكبارية في العلاج، يعني لا نقبل الخضوع لصندوق النقد الدولي ليُدير الأزمة، نعم لا مانع من تقديم الاستشارات، وهذا ما تفعله الحكومة اللبنانية، وبإمكان الحكومة اللبنانية أن تضع خطَّة وتتخذ إجراءات بنَّاءة لبدء المعالجة النقدية والمالية ووضعها على طريق الحل. نحن بحاجة الى خطة إصلاحية متكاملة مالية إقتصادية إجتماعية مؤقتة واستراتيجية، وإن شاء الله ستقوم الحكومة بهذا العمل وتظهر بعض النتائج ولو بعد حين.