في هذه الأيام، انتصرت إيران الإسلام بقيادة الإمام الخميني (قدس الله روحه الشريفة) بإقامة دولة الحق، إيران لم تربح فقط في داخل الجمهورية الاسلاميَّة الإيرانية، إيران كانت خيراً لكلِّ العالم لأنَّ أفكارها ومقاومتها وخياراتها باتجاه الحق انتشرت في كلِّ المنطقة، وأثَّرت لتولّد مقاومةً قوية في مواجهة اسرائيل والاستكبار في منطقتنا. لقد أعادت إيران للمنطقة ولشعوبها حياتهم العزيزة الكريمة، وفتحت لهم المجال أمام آمال المستقبل، لقد ضخَّت الحياة في المقاومة التي استطاعت أن تحقق أعظم إنجاز خلال المائة سنة الماضية من خلال هزيمة إسرائيل وطردها من أرضنا في لبنان خاسئةً ذليلةً مع الانتصار عليها في حروبٍ عدَّة، إيران حمت المنطقة من الاتجاه التكفيري والتكفيريين بدعم شعوب المنطقة ومقاومة المنطقة لكسر هذا الاتجاه المنحرف الذي يدّعي الاسلام والذي كان يشكِّل خطراً حقيقياً على إيماننا وعلى ديننا، هذه هي إيران التي نفتخر بالعلاقة معها، وهذه هي إيران التي نعتبرها قمَّة الصمود والمقاومة ورأس محور المقاومة التي تعمل للحق ولتحرير فلسطين ولخيرات الشعوب.
أمّا أمريكا فهي راعية الفتن والاحتلال وليست راعية سلام، أمريكا اليوم هي رأس الظلم في العالم، حيث تتواجد أمريكا تتواجد المشاكل وتتواجد التعقيدات، فتِّشوا عن الحروب والفتن والمشاكل والاحتلالات ستجدون أنَّ أمريكا موجودة، المحلُّ الوحيد الذي يكون مستقراً بشكل نسبي هو حيث طُردت أمريكا، من هنا نجد أنَّه من الضروري أن يعي الناس خطر أمريكا الظالمة. لقد أعلن ترامب صفقة القرن، وأوجدوا أجواء إعلامية كبيرة إلى درجة أشعروا فيها بعض الخائفين أنَّ المنطقة تغيرت باتجاه قرارات أمريكا، ونقول بأنَّ صفقة القرن وُلدت ميِّتة لا قابلية لها للحياة، وإذا كنَّا نصرخ لمواجهتها لنخفف ونمنع نتائج آثارها السلبية على المستوى الثقافي والفكري، والا على المستوى العملي لا يوجد طرف آخر موافق على هذه الصفقة حتى تكون قابلة للحياة، وفي رأينا أنَّ المقاومة هي الحل، وإن شاء الله ستكون كذلك دائماً وبعض الاشارات ااتي صدرت من داخل فلسطين في الدَّهس والقتل ضد الصهاينة مؤشر على الاتجاه الصحيح للمواجهة.
أما في لبنان ، فقد أنجزت الحكومة بيانها الوزاري بعملٍ مكثف ولقاءات طويلة، وفي رأينا البيان الوزاري هو خارطة طريق ملائمة تماماً لمشروع الإنقاذ الذي يجب أن تعمل عليه الحكومة، حزب الله سيعطي الثقة لهذه الحكومة لأنها تستحق الفرصة، ففيها الكفاءات ولديها تطلعات، ونعلم تماماً أنَّ ثلاثين سنةً من الانحدار والأزمات التي انفجرت اليوم لا يمكن أن تعالج خلال أيام أو أسابيع، لذا علينا أن ننتظر ونعطي الفرصة للحكومة، ونطلب منها أن تكتب وتُشرِّع الخطط والمشاريع والانجازات التي تهتم بشكل أساس بالوضع المالي والاقتصادي والاجتماعي ليرى الناس بعض الانجازات كمقدمة في اتجاه رؤية استراتيجية في هذا البلد.