أنشطة ولقاءات

الشيخ نعيم قاسم : لا مكان لإسرائيل على كلّ تراب فلسطين، وسنسأل الحكومة حسب إمكاناتها.

الشيخ نعيم قاسم : لا مكان لإسرائيل على كلّ تراب فلسطين، وسنسأل الحكومة حسب إمكاناتها.
الكلمة التب ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في ذكرى أسبوع شقيق الوزير محمود قماطي في قاعة الزهراء - حارة حريك في 2020/2/2، وممّا جاء فيها:

اليوم سمعنا أن امريكا أعلنت صفقة القرن، ما هي صفقة القرن؟ فلسطين المحتلة احتلتها اسرائيل رسمياً سنة ٤٨، أتى مجلس الأمن وقال أن ما احتلته اسرائيل سنة ٤٨ لإسرائيل، فكانت المساحة الباقية للفلسطينيين بعد الـ ٤٨ تساوي تقريباً خُمس مساحة فلسطين، ٢٧ ألف كيلومتر مساحة فلسطين ، بقي ٦ آلاف كيلومتر وهي الضفة الغربية وقطاع غزة، هذه أول ضربة في الـ ٤٨. قاموا بالاحتلال سنة ٦٧ لكل الباقي الفلسطيني أي للقدس والضفة والغربية وقطاع غزة، كل الحلول التي طرحت على أساس الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة ٦٧، يعتبرون أنهم يريدون أن يعيدوا فلسطين يعني إعادة الـ ٦ آلاف كيلومتر يعني القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وهذه هي فلسطين التي يتكلمون عنها. جاء ترامب ليقول هذه القطعة الصغيرة مطلوب أن نأخذ منها أكتر من ٤٠% لمصلحة اسرائيل من خلال المستوطنات التي زُرعت في الضفة الغربية، تصوروا بلداً غير ملتصقٍ ببعضه، يوجد مستوطنات في الضفة الغربية يربطونها بشوارع، والأراضي الفلسطينية تصبح هنا قرية وهناك قرية تُربط بأراضٍ ببعضها، على ان تكون هذه الدولة الفلسطينية بمساحة ٣ آلاف كيلومتر منزوعة السلاح، والبحر بجانبها بإدارة إسرائيلية، ممنوعة من أن يكون لها خصوصية، هم يصنعون مخيمات وليس إعادة لدولة فلسطين.
صفقة القرن صفقة باطلة فاشلة لا قابلية لها للحياة، أرادها ترامب لأجل الانتخابات في أمريكا ومن أجل أن يرفع أسهم نتنياهو في داخل فلسطين المحتلَّة، ولكن ليعلم أنَّ الشعب الفلسطيني المقاوم وشعوب المنطقة المقاومة المجاهدة لن تمرر هذه الصفقة ولن تسمح لاسرائيل أن تحتل وتشرعن احتلالها في آنٍ معاً، هذا أمرٌ مفروغٌ منه، لا مكان لإسرائيل بحدودٍ معترفٍ بها، المكان الوحيد لفلسطين على كلِّ تراب فلسطين من البحر إلى النهر  والعاصمة هي القدس بشرقها وغربها لا القدس الشرقية فقط وهذا ما نؤمن به، ونعتقد أنَّ تحقيقه ممكن، يحتاج الى بعض التضحيات وبعض الوقت.
إنها فرصة، في الوقت الذي يقولون أن صفقة القرن مصيبة كبرى لكنها أيضاً فرصة كبرى، صفقة القرن ستقنع المتهالكين على التسوية أنَّه لا يوجد تسوية، والذين يقبلون بجزء من الارض أنَّ هذا الجزء ليس متاحاً، وأنَّ الحل الوحيد هو المقاومة، هذه فرصة ليعلم الجميع بأنَّ هذه الصفقة من شدّة ظلمها وخطرها لم يوافق عليها فلسطيني واحد، بل لم يوافق عليها حاكم عربي  ولا حاكم دولي، كل العالم يقول أنها غير قابلة للحياة، وهذا يؤكد أنها صفقة خطرة وليست مناسبة للحل الفلسطيني. على كلِّ حال آن الأوان لأن نعرف أنَّ أمريكا اليوم هي رأس الظلم والفساد في العالم، من يتأمل بأمريكا لن يحصل الا على السراب، نحنُ لم نتأمل لا اليوم ولا بالأمس ولن نتأمل غداً، بالنسبة إلينا أمريكا رأس الفساد وعلينا أن نبحث كيف نخرجها من حياتنا ومن السيطرة علينا عسكرياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً. على كل حال يوماً بعد يوم ينكشف أنَّ أمريكا هي شيطانٌ بلباس إنسان في تصرفاتها الظالمة والمنكرة والخطرة على البشرية جمعاء.

الحمدلله تشكلت الحكومة في لبنان بعد جهد ، وقد بدأ ركب الحكومة ينطلق، وأنتم تسمعون اليوم انتقادات واعتراضات فقط من أجل الانتقاد والاعتراض، على كل حال انكشف أيضاً من لا يريد قيام الدولة ولا الحكومة، علينا أن نستمر في السير وعلى الحكومة ان تلتفت تماماً إلى الاولويات، يجب عليها أن تعمل على الموضوع النقدي والمالي والاقتصادي والاجتماعي، وأن تضع الخطط وأن تعرف أنها مسؤولة أمام الشعب وأننا معنيون بأن نسألها وأن نحاسبها أيضاً، ولكن من الآن أقول لكم، حاسبوا الحكومة على ما تملكه وما تعرفه، وأيضاً حاسبوا المدَّعين الذين يقولون بأنهم سيدعمون الحكومة من دول الخارج إذا لم يقدموا لها الدعم المطلوب.
نحن نسأل الحكومة ان تنجز بحسب إمكانتها وقدراتها وما هو متاحٌ في لبنان، وأن توسّع اتصالاتها الاقليمية والدولية من أجل أن تحمي خيارات لبنان المستقلة والاقتصادية، وهذا سيكون محلُّ مراقبة، وستنكشف ان شاء الله الوعود الصادقة من الوعود الكاذبة، نحن نتأمل أن تكون هذه الحكومة خطوة مهمة على طريق الاستقرار السياسي والاستقرار الاقتصادي، يجب ان نعمل معها وأن نعطيها الفرصة المناسبة.