تحت عنوان:
"وحدة الأمة الإسلامية والدفاع عن المسجد الأقصى"
سأطرح أربع نقاط:
أولًا: تكون الوحدة للأهداف والقضايا وليس بالشكل، فلسطين فيها كل عناصر الوحدة العربية والإسلامية والإنسانية، وقد نجحنا كمحور لأننا جزءٌ من محور موحَّد، وهو محور المقاومة، ونعتبر استمرار المقاومة بحالتها الشعبية عنوانًا من عناوين وحدة الأمة، كل من حمل لواء فلسطين نجى وانتصر، وكل من تخلى عن فلسطين هوى وانهزم، فلسطين هي الجوهرة المنصورة مهما طال الزمن في الجهاد والصبر.
عندما أعلن الإمام الخميني(قده) يوم القدس العالمي أراد مركزة الأمة حول عنوان الوحدة الرئيس الذي لا خلاف حوله, ولأن القدس رأس القضايا ونموذجها في تحقيق الاستقلال والعزة.
لاحظوا من كلماته قال:"يومُ القدس يومٌ عالمي لا يختص بالقدس فقط، إنّما هو يومُ مواجهة المستضعفين للمستكبرين، يومُ مواجهة الشعوب الرازحة تحت نير الظلم الأمريكي، وغير الأمريكي للقوى العظمى". "يومُ القدس هو يومُ إحياء الإسلام".
المقاومة هي المحور بصرف النظر عن الخلفيات العقائدية والثقافية.., وبعنوان المقاومة نجمع الكثير من الطاقات والإمكانات. تحرير فلسطين طريقه المقاومة, وإحقاق الحق طريقه الوحدة, وتحرير الإنسان لفوز بالجنة طريقه الإيمان. كلُّ إنسان مسؤول عن تحرير نفسه ويتحمل العاقبة, ولكنَّنا مسؤولون أن نكون مجتمعين لتحرير فلسطين, وأن نعمل موحَّدين لتحقيق الهدف.
لقد حرَّرتنا المقاومة من الحواجز المذهبية والطائفية التي يعمل وعاظ السلاطين على ترسيخها أي ترسيخ المذهبية والطائفية، لمصادرة قرارنا وحريتنا وخياراتنا. لكننا استطعنا أن نكون موحدين رغمًا عنهم بالمقاومة والموجهة.
هنا يجب أن نعلم، بأن التطبيع حربٌ ناعمة لتذويب الحواجز النفسية وتعديل المواقف الثقافية والسياسية. لكن ما دام الإحتلال موجودًا, وبالمقابل إرادة الشباب المقاوم فاعلة في الميدان, فسيكشف التطبيع المتآمرين, لست قلقًا من وجود الذين يطبعون من العرب لأنهم انكشفوا قبل فوات الآوان وأصبحوا خارج المعادلة، وهكذا سييئس المتأملين بالمنافقين بسبب انفضاح موقفهم, ولن يكون التطبيع يومًا حلًا ولا مقدمة لحل، وهذا ما ستثبته الأيام.
ثانيًا: نحن أقوى: هم أقوياء بظلمهم, وإمكاناتهم المادية, واجتماعهم. لكنَّنا أقوى بحقنا, وإيماننا مع إعدادنا لما نستطيع, ووحدتنا. نحن أقوى بحقنا مقابل ظلمهم, و أقوى بإيماننا مع إعدادنا لما نستطيع مقابل إمكاناتهم المادية, و أقوى بوحدتنا الراسخة مقابل اجتماعهم بقلوب متفرقة. النتيجة محسومة كما وعدنا الله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ".
لقد تطورت قدرات ومكانة حزب الله منذ 1982 في كل المجالات الثقافية والجهادية والسياسية.. واستطاع أن ينتصر في حروب عدة ضد إسرائيل وأدواتها التكفيريين, ولم تتوقف المؤامرات عليه من أمريكا وإسرائيل. اليوم في لبنان يوجد حِراك شعبي واسع ضد الفساد والوضع المتدهور إقتصاديًا وماليَّا واجتماعيَّا.. وتوجد محاولات أمريكية فاشلة لتوجيه المسؤولية إلينا, لكنَّها مكشوفة. فحزب الله جزءٌ من هذا الشعب الذي يعاني, وهو معه في مطالبه, وهو مقوِّم أساس لأي حلٍّ مطروح, وستكون انتهازية أعدائنا خاسرة، نحن مطمئنون بأن أمريكا ستخيب في محاولتها الأخيرة في لبنان، وسيهتدي شعبنا إلى الحل، وسنكون جزءًا من هذا الحل إن شاء الله تعالى.
ثالثًا- إظهار الوحدة قوة: ويجب أن نقول لهم من نحن؟ ومع من نعمل؟ وكيف نتعاون مع بعضنا؟ يريدوننا أن لا نظهر وحدتنا، بل أن نتخلص منها أو أن نخفِّيها، وأن نعتبرها تهمة وذلك لإضعافنا, ليتمكَّنوا منَّا متفرقين, وهم يجتمعون صراحة على باطلهم بقيادة أمريكا المجرمة والظالمة, ولكن "لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ". نحن سنعلن للملأ أنَّ إيران محور المقاومة وقيادة المقاومة, وأنَّ الولي الفقيه الإمام الخامنئي(دام حفظه) هو قائدنا وقائد الأمة الإسلامية, حربه حربنا وسلمه سلمنا, إذا أمر فعلنا وإذا نهى انتهينا، فليعلم العالم بأننا نفخر بهذه القيادة، وسنكون معها ونجتمع حولها لنواجههم، وسننتصر بإذن الله تعالى.
لن نختبئ وراء شعارات خادعة, ولا قواعد دولية يقيدوننا بها لمصالحهم, يقولون لنا: لماذا يقاتل حزب الله في سوريا؟ لماذا يدافع لبنان عن قضية فلسطين؟ لماذا يكون الفلسطينيون مع قضية اليمن؟ لماذا يتحرك اليمن تحت شعار القضية الفلسطينية؟ ليحاصروننا في بلداننا وفي قضايانا ويتحكمون بنا، لا، كلنا معًا، وكلنا موحدون، وكلنا قضية واحدة، وسينصر بعضنا بعضا من أجل أن نواجه هذه التحديات، سنكون في موقع الحق والصدق, بل نؤمن بأن التصريح بوحدتنا وقيادتنا من عوامل قوتنا. وسنعلن أيضًا بأن فلسطين والقدس هي قبلة التحرير, وكل مواجهاتنا خطوات على طريق تحرير القدس, وسنكون منصورين إن شاء الله تعالى, ألم تستمعوا قوله تعالى: "لاَ يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ".
إمامنا الإمام الخامنئي(دام حفظه)قال: "إنَّ إنقاذ فلسطين لن يتحقق من خلال الاستجداء من الأمم المتحدة أو القوی ولا من الکيان الغاصب البتة. إنما السبيل إلی الإنقاذ هو الصمود والمقاومة وذلك من خلال توحيد کلمة الفلسطينيين وبالاستعانة بکلمة التوحيد التي تشکل رصيدًا لا ينضب للحرکة الجهادية".
نحن ندين بأشد الإدانة العدوان الإسرائيلي الذي حاول اغتيال القائد أكرم بعجوري، واغتال الشهيد القائد بهاء أبو العطا، الذي استطاع أن يكون نموذجًا هو وزوجته بالجهاد التضحية والعطاء، ونحن ندين أيضًا الدول الكبرى أمريكا وأوروبا ومن معهم، لأنهم شركاء في هذه الجريمة، ونعلم أن إدانتنا لن تحرك مشاعرهم، ولكن نقول لهم إدانتنا هي عنوانٌ يخفي تأييدًا حقيقيًا لاستمرار المقاومة وعطاءات المقاومة، تحية إلى الجهاد الإسلامي ولكل المنظمات الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذين ردوا قتالًا وعبروا جهادًا وواجهوا بالصواريخ، ليقولوا لهذا العدو: لن تستطيع أن تهزمنا أو أن تضعف من عزيمتنا.
إننا نحيي مسيرات العودة فهي عملٌ مُبدع وشجاع, فهي تعبئ الجيل الناشئ الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي, وتفضح الصهاينة أمام الرأي العام العالمي, وتحفِّز المسلمين لمناصرة إخوانهم الصامدين في الميدان, وتزلزل أطماع اليهود بسبب صلابة وصمود أهل الأرض والحق واستعدادهم للتضحية.
نؤكد دعمنا لغزة الصامدة الأبية, واليمن المجاهد المعطاء المضحي الثابت والصابر ضد عدوان السعودية ومن معها, ونؤكد دعمنا لوحدة سوريا أرضًا وشعبًا ونؤكد على ضرورة تحريرها, كما ندعم سلامة العراق من الفتن والوحدة الداخلية التي تؤدي إلى منع أمريكتا من أن تعبث مجددًا بخيرات هذا البلد، وند\عو الله تعالى أن يوفق البحرين للنجاة من حكم الطاغية ليكون جزءًا لا يتجزأ من هذا الرصيد الرحب الذي يواجه ويتحدى.
النقطة الأخيرة: العقوبات الإقتصادية احتلال, والغزو الثقافي احتلال, والاستيلاء على الأرض احتلال.. نحن نقاوم ضد كل أشكال الاحتلال. كل الاحتلالات لها هدف مركزي هو سيطرة أمريكا على بلداننا ومقدراتنا بأقوى أسلحتها وعلى رأسها إسرائيل. الحل بالمقاومة العسكرية والإقتصادية والثقافية.. لا توجد لدينا خيارات وسط, هو خيار من اثنين: إمَّا الاستسلام وفيه خسارة كل شيء, وإما المقاومة وفيها الربح الأكيد ولو بعد حين. لقد اخترنا المقاومة مع الوحدة الإسلامية مع قيادة الإمام الخامنئثي(دام حفظه)، مع فلسطين كقضية مركزية، وهنا عندما يكون محور المقاومة موحدًا وفاعلًا فسينتصر بإذن الله تعالى، شكرًا لراعي المؤتمر الدكتور أراكي، وكل هذه الجهود التي بُذلت، وتحية إلى جميع الحاضرين والمشاهدين والمستمعين، وإن شاء الله تعالى من نصر إلى نصر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.