اليوم نرى على مستوى العالم العدوان الأمريكي الواضح على كلِّ مناطقنا وبلداننا، من خلال محاولة أمريكا فرض سياساتها وشروطها ووجود إسرائيل في المنطقة على حساب تدمير القرى والمدن، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ بلا رحمة، مرّات بطريقة مباشرة ومرّات من خلال الأدوات التي تستخدمها في منطقتنا. من حق شعوب المنطقة أن يقاوموا، ومن حقهم أن يقاوموا بكل الأساليب، ومن حقهم أن يمتلكوا كلَّ أنواع السِّلاح بدون أيِّ استثناء، من الذي يحق له أن يضع قواعد ما الذي تمتلكه المقاومة وما الذي لا تمتلكه؟ من الذي يحق له وضع قواعد ما الذي يحق للمقاومة أن تفعله كردّة فعل وما لا يحق لها أن تفعله كردّة فعل؟ عندما نرى العالم أو البعض يعترض على إطلاق طائرات مسيَّرة ضدَّ مصافي النفط، ألم يسألوا أنفسهم لماذا انطلقت هذه الطائرات؟ هي مقاومة وردَّة فعل على الإجرام بحق اليمن، وتدمير اليمن، وقتل شعبه والإجرام بحقِّه. إذا أردنا الحل يجب أن ننظر للسبب، وإلى الجريمة التي ارتكبت بحق اليمن، وأن نعالج الأمور بطريقة سياسية بالتفاهم، لا بسلطة الضغط العسكري الذي يريد أن يفرض شروطه، لأنّ المقاومة اليوم بكلِّ تصانيفها وبكلِّ مواقعها لا تقبل بالشروط التي تُفرض عليها، وتريد أن تستعيد حريتها وكرامتها. ولذلك الإدانة يجب أن تكون للفعل وليس لردِّ الفعل، الإدانة للعدوان على اليمن لا للدفاع عن اليمن، الإدانة للإحتلال الإسرائيلي لا لمقاومة إسرائيل، الإدانة لمحاولة تخريب سوريا لا لدفاع الشعب السوري عن بلده من أجل إستعادته، الإدانة لمن يحاول ان يضرَّ ويضرب مستندات ومنجزات الثورة الإسلامية المباركة في إيران لا لتلك الجمهورية الإسلامية التي تدافع عن حقوقها وعن شعبها، هناك يجب أن تكون الإدانة.
أمَّا بالنسبة للعقوبات الأمريكية على لبنان، لم تعد العقوبات الأمريكية على لبنان عقوبات على حزب الله، وهي ليست أيضاً عقوبات على طائفة، اليوم العقوبات هي عقوبات على كلِّ لبنان من دون استثناء، وإذا كانوا يفكرون أنَّهم يعزلون طرفاً أو جهةً ولا علاقة للجهات الأخرى فهم يتحدثون بطريقة نظرية وهم مخطئون، لأنَّ آثار العقوبات على جميع اللبنانيين من دون استثناء، من هنا مسؤولية المواجهة تقع على جميع المعنيين والمسؤولين في لبنان من أجل وضع حدٍ لهذا السلوك الأمريكي الشائن الذي يطال الناس، وليس موجهاً ضدَّ فئةٍ بعينها.
نحن سنعمل مع كلِّ الأطراف على مواجهة هذه الحالة، والسلوك في طرق العلاج المناسبة. ولكن ليكن معلوماً أنَّ مصير العقوبات هو الفشل السياسي بالتأكيد لأننا جماعة لا نتخلى عن أرضنا ولا عن حقوقنا مهما بلغت الضغوطات، وفي النهاية لكلِّ طريقة في الضغط أساليب في المواجهة، وعلينا أن نفكر ونعمل وإن شاء الله نستطيع أن نكون في نهاية المطاف من المنصورين، كما هي الحال في كل معارك الحق ضد الباطل، ومعارك المقاومة ضد إسرائيل.