منذ أيام كانت هناك معركة وعي وإثبات حضور وعزّة، خاضها حزب الله بجدارة، كان قد وعد أن يرد على أيِّ اعتداءٍ يطال شاباً أو أخاً، أو يكون اعتداءً موصوفاً بالردِّ على إسرائيل بصرف النظر عن الوضع السياسي المحيط محلياً وإقليمياً ودولياً. مقاومة حزب الله ليست مقاومة في البازار السياسي، مقاومة حزب الله مقاومة تحرير، يعني كل الظروف المتاحة من أجل التحرير ومن أجل الردع الذي يساعد كخطوة من خطوات التحرير نسلكه ونعمل على أساسه.
قام حزب الله بعمليته التي رأيتموها على شاشات التلفزة، فاستهدف آلية عسكرية فيها خمسة جنود، فاشتعلت من قذيفتين مباشرتين اشتعالاً واضحاً أمام العالم، وبمستوى من النيران ومستوى من الحرارة التي لا تبقي لا رجلاً ولا مخلوقاً. أنكر نتياهو أن يكون هناك قتلى أو جرحى، معتقداً أنه بذلك يقول يا حزب الله أنت لم تستطع أن تنجح، هو يظن أن الأمر مكسب بالنسبة إليه، على كلِّ حال نتياهو لا يستطيع أن يغيّر صورة الآلية التي اشتعلت بمن فيها، والصورة أصدق إثباتاً من الكذب الذي قام به نتياهو أمام الرأي العام.
في الواقع العملية لم تكن في لحظتها، إستمر الرد أسبوعاً كاملاً، وشمل الجنود والضباط والمستوطنات والحدود إلى عمق خمسة إلى سبعة كيلومتر، حيث اختفت الحياة عن وجه الأرض تماماً، ولم يعد يتحرك أحدٌ منهم، ما يعني أنَّ العملية استمرت بآثارها لسبعة أيام وشملت عشرات الآلاف، وأثرت على نفسياتٍ كثيرة وحفرت في عمق الوعي الإسرائيلي أنَّ جماعة حزب الله جماعة لا يمكن اللعب معهم، ولا يمكن أن لأحدٍ الإعتداء عليهم إلا وسينال الرد، والرد الذي يؤدي إلى توازن الردع والمحافظة على قواعد الإشتباك.
ما أروع صورة الحزب الصادق والوفي، مقابل صورة رئيس الحكومة الإسرائيلي الذي يكذب على شعبه، بل صورة الإسرائيليين الذين يصدقون الأمين العام ولا يصدقون رئيس حكومتهم، هذه صورة عظيمة من صور النصر، كل هذه النتائج من بركات الإمام الحسين (صلوات الله وسلامه عليه) لأنه علمنا أن نعطي الأقصى، فيعطينا الله تعالى ما لا يمكن أن يحلم به بشرٌ على وجه الأرض.