أولاً، طالعتنا وسائل الإعلام اليوم وبالأمس أنَّ العدو الإسرائيلي استدعى طفلاً عمره خمس سنوات، ليحقق معه ومع والده في قضايا تتعلَّق بالمقاومة، ما أبشع هذه الصورة التي يقدمها الإسرائيلي، ولو حصل مثل هذا الأمر في أي مكانٍ في العالم يمسُّ المستكبرين لأقاموا الدنيا وما أقعدوها وفرضوا عقوبات على الدولة التي تقوم بهذا الأمر، واعتبروا أنهم يناصرون حقوق الإنسان، لكن إسرائل تحقق مع أطفال، وتسجن أطفالاً، وتقتل نساءً ورجالاً، وتعتدي على البشر والحجر، ذنبها مغفور لأنها جزء لا يتجزأ من مشروع الإستكبار العالممي.
أمريكا والغرب منحازون وداعمون لإسرائيل بإرهابها واحتلالها ووحشيتها، لكن فشلت أمريكا في صياغة المنطقة كما تريد لأنه يوجد مقاومة، فشلت أمريكا بصياغة المنطقة بما يناسب إسرائيل لأنّ شعبنا قاوم ووقف، ليكن معلوماً إنَّ محور المقاومة يقظٌ ومستعدٌ للدفاع عن استقلال بلداننا مهما كانت التكلفة ومهما كانت الصعوبات.
وهذا يدفعني للحديث عن الأمر الثاني، عن نصر تموز الذي أسس لمقاومة قوية رادعة تحدث التوازن مع العدو الإسرائيلي، والرَّدع للعدو من أن يتجرأ أن يخوض حرباً ساعة يشاء، هذا النصر في تموز أعطى الأمل لكل المنطقة بإمكانية التغيير وإمكانية النصر، وتعطيل قرارات أمريكا وإسرائيل.
نصر تموز كشف بأنَّ إسرائيل لم تعد قادرة على تحقيق أهدافها بالعدوان والحرب، وأنها اليوم في موقع متأخر عن الفترة التي كانت عليها قبل سنة ١٩٨٢، وأنَّ إسرائيل التي كانت قاب قوسين أو أدنى من صياغة وصناعة حدودها، لم تعد قادرة على أن تحدد هذه الحدود بسبب مقاومة الشعب الفلسطيني والمجاهدين، وبسبب الشهداء والأبطال في لبنان والمنطقة الذين واجهوا هذا العدو الإسرائيلي.
الأمر الثالث، حادثة قبرشمون لها أسبابها المباشرة ونتائجها المباشرة ويجب معالجتها على هذا الأساس. ليس صحيحاً أن تتحول إلى حادثة إقليمية عالمية، هي حادثة محليَّة لا بدَّ من معالجتها بحجمها وحدودها، ونحن اعتبرنا أنَّ البحث عن الحل بالتوافق بين الطرفين المعنيين هو طريقٌ جيّد، لأنَّ أي حل يأتي بناءً على الحوار والتوافق هو أفضل للجميع، لكن مع عدم الوصول إلى حل لا يجوز أن نبقى عند العقدة، بل يجب أن نحتكم إلى أمرٍ يساعدنا على الإنتقال إلى الحل، والقانون في مثل هذه الحالات هو الحل الطبيعي.
نحن نعتبر أنَّ مجلس الوزراء هو المعني باتخاذ القرار فيما يتعلَّق بالمجلس العدلي، لكن لا بدَّ من محلٍّ يكون فيه حسمٌ لخيار معيَّن بدل أن تبقى الأمور معلَّقة ويدفع الناس ثمن تعطيل مجلس الوزراء لحادثةٍ يمكن أن تجدَ لها حلاً وفق القوانين المعروفة، ووفق الأطر التي يجب أن نحتكم إليها عندما لا نتمكن من الوصول إلى تواقق.