في تموز كان المشروع الإسرائيلي الأمريكي الدولي مشروع سحقٍ لروح المقاومة وليس للمقاومة فقط، حتى لا يبقى في منطقتنا من يقول نعم للحرية أو نعم للإستقلال، وإذ بالمجاهدين والشهداء والجرحى والمؤمنين والمؤمنات والصابرين والصابرات يواجهون تحدّي إسرائيل ومن وراءها وينجحون أعظم نجاح، وإذ بنا أمام نصر تموز سنة ٢٠٠٦، تموز محطة انتصار ليست كالمحطات الأخرى لأنَّ نصر تموز أحدث تغييراً جذرياً في المنطقة ونقلها من حالة التدهور والإحباط إلى حالة المقاومة والحضور والتحرير والحرية.
صحيحٌ أنَّ إسرائيل تتفوق عسكرياً لكن لم يعد تفوقها العسكري عاملاً حاسماً في المعركة لأنَّ المقاومة متفوقةٌ بحقها وتصصميمها وجهادها وشهدائها وعطاءاتها، وقد أثبتت التجربة أنَّ المقاومة على ضعف قوتها العسكرية أمام الصهاينة هي أقوى لأنَّ المقاومة تحمل الحقَّ وتحمل الرسالة وتحمل التضحية.
إسرائيلُ ليست قدراً، إسرائيل محطة من محطات التاريخ هي ستقضي سنوات في هذه المنطقة لتتم يوبيلها الذي لا أعلم كم يطول أو يقصر، ولكن بعد ذلك لا بدَّ أن ينتصر المقاومون وأن تعود فلسطين والقدس إلى أهلها وأحبتها، إسرائيل ليست قدراً ولبنان الضعيف ولى إلى غير رجعة، ونحن في مرحلة لبنان القوي المستقل، لن نردَّ على الأصوات التي تدعوا لبنان إلى الضعف كي يكون مقبولاً في سوق النخاسة، وإننا سنحافظ على لبنان القوي ليكون مرفوع الرأس، يأتيه الآخرون ولا يذهب إليهم ويحترمه الآخرون ولا يتحكمون به، ويعترفون باستقلاله ولا يكون تابعاً وهذا لا يكون إلا بثلاثي الجيش والشعب والمقاومة ونحن سندعم هذا الثلاثي ونعتبر أنَّ قيام لبنان أصبح مرتبطاً بهذا الثلاثي وسيبقى ان شاءالله وسينتصر.
أمَّا المسألة الثانية فهي موجهة إلى جيل الشباب، الشباب مسؤوليةٌ حقيقية وعلينا أن نعمل في لبنان على تأصيل خاماتهم من خلال التربية الصحيحة على المبادئ الصحيحة، وقد أثبتت التجارب أنَّ شباب لبنان عندما يحملون الأخلاق والجهاد والإستقامة يصنعون نصراً ويصنعون نمذجاً مميزاً.
أدعو الجميع إلى تربية الشباب على تربية الشباب على الأخلاق وعلى المقاومة والمواطنة، ولنتوقف عن الخنوع والضياع وعن إبعاد طاقاتهم، نحن بحاجة إلى طاقات الشباب المقدام من الرجال والنساء، والإخوة والأخوات من أجل أن نعمِّر بلدنا، فكما عمرناه بالتحرير يجب أن نعمره بالبناء والإقتصاد من خلال الأيادي الشَّابة الفذَّة التي تعملُ بحق ومن أجل الحق.