اليوم نحن في أجواء 25 أيّار، وهو يوم التحرير المميز في تاريخ المنطقة، لأنها المرة الأولى منذ احتلال اسرائيل لفلسطين يتم تحرير مساحة واسعة من الأرض في لبنان، وتخرج إسرائيل من دون قيدٍ أو شرطٍ خائفة ذليلة لا تستطيع أن تبقى بسبب المقاومة واستمرار عمليات المقاومة، وهذا يُعتبر انتصاراً كبيراً جداً. 25 أيّار هو يوم انتصار الإرادة على الإحباط، هو يوم انتصار الإستقلال على التبعيّة، هو يوم انتصار المقاومة على إسرائيل. 25 أيّار هو يوم تكريس المقاومة كحلٍّ ناجحٍ في مواجهة الإحتلال، وعدم جدوى الخداع الدبلوماسي برعاية أمريكا في استعادة الأرض، لأن اليوم كل ما يسمى دبلوماسية من أجل استعادة الأرض يجب أن يمرّ عبر مجلس الأمن بإدارة أمريكا، وما دامت أمريكا منحازةً إلى إسرائيل يعني أنّ مجلس الأمن وأمريكا والدول الكبرى لن يفعلوا شيئاً لمصلحة فلسطين. إذاً ما هو الحل لتحرير الأرض ؟ الأمر لا يقف عند فلسطين فهي تشمل اليمن والعراق وسوريا ولبنان وكل المنطقة، وتلاحظون أنّ كل الصراعات محورها أنّ أمريكا هي التي تتجه لفرض الشروط المختلفة، الحل في المواجهة عبر المقاومة.
من هنا يجب أن نؤكّد دائماً بأن المقاومة اليوم هي حاجة وضرورة أكثر من أيّ وقتٍ مضى، لم ينتهِ عمل المقاومة خاصةً بعد فشل كل محاولات إضعاف شعوب المنطقة وإخفاقات إسرائيل وأدوات إسرائيل في أكثر من ساحة، وإخفاقات داعش واضطرار أمريكا أن تتصدى هي عملياً للمواجهة. المقاومة اليوم حاجة ملحّة أكثر من أيّ وقتٍ مضى، نحن بحاجةٍ إلى ثلاثي الجيش والشعب والمقامة المتضامن في مرحلة صياغة مستقبل المنطقة لنحمي خياراتنا وأرضنا ومستقبل أجيالنا، سنكون واضحين، مقاومة حزب الله ستعزز أسباب القوة من أجل الدفاع عن أرضنا وعن مستقبل أجيالنا.
نحن في موقع الدفاع ويحق لنا أن نمتلك أقصى أسباب القوة، ولا يمكن أن نقبل بأن نسلّم لإسرائيل وأمريكا ولمشاريعهما تحت أيّ عنوان وتحت أيّ ظرف ما دمنا في موقع الدفاع عن الأرض وتحريرها وما دمنا في موقع الحماية لشعبنا ومستقبلنا. اليوم تُمالاش علينا العقوبات، والعقوبات هي شكلٌ من أشكال الحرب، ولكن أقول لكم هذه العقوبات على محور المقاومة ستترك بعض الأثار ولكننا قادرون على تحمّل تبعاتها المرحلية وسننتصر مستقبلياً إن شاء الله تعالى.