إنَّ تصدي أمريكا مباشرة للأمور مؤشر على ضعف إسرائيل، وعدم قدرتها على تجيير معادلات المنطقة لمشروعها، بعد أن فشلت في حروبها في غزة ولبنان، وهل نجحت في أفغانستان والعراق وسوريا، حتى تنجح الآن؟
إن التهديد والتهويل لا ينفعان مع المتمسكين بحقهم وأرضهم واستقلالهم، والمستعدين لأقصى التضحيات لتحقيق أهدافهم، في مقابل أمريكا الظالمة والمعتدية والمتنصلة من القيم والمتحللة من العهود، والقوة لا تصنع حقًا ولا تهزم حقًا، والحق مع القوة والمقاومة يهزمان الظلمة والمعتدين.
العقوبات شكل من أشكال الحرب التي تكررت ولم تنجح، وهي تحتاج إلى المزيد من الصبر لتعطيل أهدافها، إن أتباع أمريكا وأدواتها المالية في منطقتنا وخاصة في الخليج ليسوا بمأمن من أن تلفظهم أمريكا كما لفظت داعش عندما تحولت إلى عبء وفشلت في مهمة تركيع المنطقة خدمة لإسرائيل.
إن طريقة مناقشة الموازنة في لبنان جيدة، وهو ما كان يجب أن يحصل منذ سنوات، وقد تبين إمكانية تحسين الإيرادات وتخفيف الأعباء من دون ضرائب جديدة على عامة الناس، من ضمن رؤية وطنية تحافظ على حقوق المواطنين بعدل، وبعض السياسات الاقتصادية النافعة.
ومن أجل أن لا تُمرر بعض الاستراتيجيات مجتزأة أو غير مجدية تحت ضغط إنجاز الموازنة، بإمكان الحكومة أن تقرر لاحقًا درس مجموعة من الاستراتيجيات والسياسات الاقتصادية من خلال مشاريع قوانين للزراعة والصناعة واقتصاد المعرفة وغيرها، وأن نُعطي الاهتمام الذي أعطيت للموازنة.