أولاً التربية المسجدية على الإيمان والإسلام هي التي جعلتنا نفهم الإسلام رحمة وصدقاً ووحدةً وشدة على الكافرين، ومكنتنا أن نكون مقاومةً نبيلة شريفة استطاعت أن تحرّر الأرض من رجس الصهاينة كما لم يفعل أحدٌ من قبلُ في منطقتنا، ومكنتنا من أن نعمل في السياسة بأخلاق وإخلاص وصدقٍ مع الناس، نمثلهم خير تمثيل.
وكشفت هذه التربية ما يقوم به مدّعوا الإسلام من داعش وغيرها الذين لا يعرفون الرحمة ولا يعرفون الإخلاص ولم يعملوا من أجل الوحدة وكانوا دعاةً للفتنة. هذا الإسلام الذي تربينا عليه هو الذي جعلنا نمتلك القوة التي لا يمكن أن تهزم وعندما نؤكد دائما أننا منصورون لأن الله تعالى هو الذي قال وكان حقاً علينا نصر المؤمنين نحن واثقون أننا في أي معركة سننتصر وأننا في أي مواجهة سننتصر وأننا حاضرون دائماً للثبات مهما كانت المغريات ومهما كانت التحديات لن نستسلم للعدو، ولن نترك له أرضنا ولن نسلمه رقابنا ولن نخشى من تهديداته ولا من كل أعماله. نحن مع الله آمنا بأن قوتنا في ايماننا وقلوبنا وعقولنا مع ربنا قبل أن تكون في سلاحنا، نحن الذين نحول قطعة السلاح إلى قِطع ونحول الصاروخ الصغير إلى فاعلية كبيرة ونحول المعركة إلى قدرة لامتناهية في مواجهة أولئك الخانعين الذين يحتلون ويقتلون ويدمرون، وهذا ما تربينا عليه في الإسلام، وهذا ما يجب أن يكون حاضراً دائماً في نفوسنا.
هذه أمّة لا يمكن أن تهزم عندما تكون مع الله تعالى، وعندما هزمت لأنها ابتعدت عن الله تعالى هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس لأنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو لله تعالى وهذا هو موقع الإنسان فينا والذي يجب أن يتركز في كل مواقعنا وهذا هو الذي نتربى عليه.
ثانياً اليوم تناقش الحكومة اللبنانية الموازنة وقبل ذلك كانت تناقش خطة الكهرباء، لاحظتم أن حزب الله لم يبدِ رأيه في خطة الكهرباء على المستوى الإعلامي، ولم يبدِ رأيه في الموازنة على المستوى الإعلامي أي لم يدخل في سجالات ليبيِّن للناس أنه شعبي وأنه يحمل لواء المستضعفين والفقراء. لماذا ؟ لأننا واثقون أن هذه الأفكار التي اقتنعنا بها إذا ناقشناها داخل مجلس الوزراء وحاولنا أن نتفاهم مع شركائنا في الوطن سنخرج بنتيجة معقولة كما خرجت خطة الكهرباء بنتيجة معقولة من دون أن نوتّر الناس بالرّد والرد المضاد، ومن دون أن نتنافس لنقول للناس أننا نعمل لمصلحتهم والناس يعرفون أننا نعمل لمصلحتهم، ولأننا في الحقيقة نُعدّ عدّتنا الصحيحة ويكون لنا منطقنا الذي يساعد في أن تخرجَ الموازنة متناسبة مع وضعنا وتتقدم بنا إلى الأمام.
نحن لسنا من أولئك الذين يستعرضون من أجل الكسب الشعبي، ولسنا من أولئك الذين يُسيئون إلى الآخرين من أجل شد العصب من قِبل الناس، لسنا بحاجة لا لكسبٍ شعبي ولا لشد العصب لأنّ الناس تعرف أننا صادقون معهم وأننا نعمل لمصالحهم وأننا نحمل كفاً نظيفاً في كل مواقعنا. أتمنى لو أن كل الأطراف السياسية في لبنان تناقش بهدوء في الغرف المغلقة والأماكن المناسبة حتى ترحم الناس من التوتير الدائم.