أولاً طالعتنا وسائل الإعلام بخبر إعدام 37 من السعوديين بأحكامٍ اتخذها حكام آل سعود بحق هؤلاء المواطنين منهم 33 من المنطقة الشرقية من الأحساء والقطيف، وهؤلاء بينهم عدد من الشباب الذين سجنوا ولم يكونوا قد بلغوا الثمانية عشر من أعوامهم، وبالتعبير العالمي هؤلاء قاصرون، وبينهم عالم جليل وآخرون من المشهود لهم بالتقوى والطاعة والإيمان.
ما هو ذنبهم؟ ذنبهم أنهم لا يوافقوا على سياسة المملكة، ذنبهم أنهم تكلموا بكلمة حق وأبدوا آراءهم، خالفوا السياسة السعودية ولكن لم يقوموا بأي عمل فيه إيذاء أو ضرر على الشعب أو على المملكة السعودية. لقد ارتكبت السعودية مجزرة إنسانية بإعدام 37 من مواطنيها بلا محاكمة عادلة واعترافات مختلقة، وبالتالي تهمتهم أنهم يخالفون النظام السياسي وكما شاهدنا كل المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بل بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي لم يتحملوا ما قامت به السعودية وحكام السعودية من قتل واعدام لهؤلاء المواطنين.
على كل حال هذا جزء من جرائم آل سعود، الذين قتلوا العالم الشهيد الشيخ النمر والذين قتلوا الخاشقجي أمام مرأى العالم، والذين قتلوا أطفال اليمن وشعب اليمن ودمروا الحياة في اليمن لأكثر من أربع سنوات من دون أن يرف لهم جفن، هؤلاء هم الذين خربوا سوريا لثمان سنوات، هؤلاء هم الذين أدخلوا داعش الوهابية إلى سوريا والعراق ولبنان والمنطقة وأثاروا الفتنة المذهبية، هؤلاء هم الذين يخربون الآن ليبيا والسودان والجزائر، هؤلاء هم حكام آل سعود الذين لم تكن لهم مكرمة في يومٍ من الأيام في زمننا المعاصر.
اليوم حكام آل سعود هم بيت مال المشروع الأمريكي الإسرائيلي، يدفعون الثمن من جيوب الفقراء والمستضعفين والشعب السعودي، ينهبون أموال هذا الشعب ويخرّبون المنطقة من أجل أمريكا وإسرائيل، لقد حوّلوا المملكة السعودية إلى مملكة الشر بحيث أن كل الآثام الموجودة في المنطقة وكل المشاكل والتعقيدات وراءها المال السعودي والأدوات السعودية التي تسير في هذا الركب الامريكي الإسرائيلي.
هذا النظام هو الذي يسبب عدم الإستقرار في المنطقة، لو تركوا شعوب المنطقة وخياراتها لما كنا في هذا الوضع السلبي الذي تعيشه بلدان المنطقة، هم ولادة الفتن المذهبية ويفتقرون إلى أقل معايير حقوق الإنسان ويخالفون تعاليم الرسالة الإسلامية السمحاء باسم الإسلام زوراً وعدواناً، هؤلاء يمثلون النظام الدكتاتوري الظالم الذي مارس كل أنواع الضغط ويعملون بأوامر أمريكية وتحت الحماية الأمريكية، وأمريكا والدول الكبرى يتحملون مسؤولية التغطية على جرائم آل سعود.
مسار السعودية مسار أمريكي إسرائلي فالسعودية اليوم مع التطبيع مع إسرائيل ومع صفقة القرن التي تحرم الفلسطينيين من أرضهم ومستقبلهم وتشرع العدوان الإسرائيلي، وهي تموِّل تخريب بلدان المنطقة وهي أنشأت ودعمت داعش والقاعدة والنصرة وكل هذه العناوين الوهابية الذين يدمرون الحجر ويقتلون البشر لأنهم يخالفونهم.
ثانيا تناقش الحكومة اللبنانية الموازنة، سنعمل كحزب الله لتكون الموازنة معتدلة تساهم في تخفيض النفقات والعجز من ناحية وتعمل على تحصيل أموال الدولة المنهوبة والمهربة من الذين يجب عليهم أن يؤدوا واجباتهم تجاه هذه الدولة من دون أن نحمِّل الناس أعباء ضريبية جديدة في خضم تخفيض النفقات، وأن نضمن من خلال مشروع الموازنة تحصيل حقوق الدولة تجاه الخزينة والمساهمة في مكافحة الفساد. نحن مع تخفيضات الرسوم على معاملات حصر الإرث وفرز الممتلكات وتسجيل الشقق والمنازل للأفراد وغيرها لتمكين الناس وتشجيعهم على معالجة أوضاعهم وتسديد رسوم الدولة.
إننا نعتبر أن الموازنة يجب أن تعمل باتجاهين: شد الأحزمة وشحذ الهمم، فلا يكفي ان يكون هناك تخفيض نفقات فقط بل يجب أن تقوم الدولة بواجباتها لتلاحق من يتهرّب من دفع مستحقات الدولة وأن تضبط الجمارك والتعديات على الكهرباء والأملاك العامة وأن تلاحق كل حقوقها في كل المواقع وهذه مسؤولية إدارية تقع على الحكومة اللبنانية .
لقد عكفنا كحزب الله على دراسة الأفكار العامة للموازنة قبل أن تقدّم لنا، ووضعنا القواعد المناسبة لموازنة أفضل وعندما أتتنا الموازنة بأعداد وزارة المالية كلفنا لجنة من الخبراء لدينا من النواب والوزراء والآخرين من أصحاب الإختصاص ليقدموا الإجابة على كل المواد المطروحة في الموازنة، وسنعبِّر عن موقفنا داخل مجلس الوزراء وبعدها في مجلس النواب على قاعدة أن يكون هناك عدالة واعتدال في هذه الموازنة لمصلحة الشعب اللبناني، حتى ننتقل من الحالة التي نحن فيها إلى حالةٍ أفضل.