لبنان صمد بفعل ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، لأن المقاومة قاتلت في الخط الأمامي ضد إسرائيل بوضوح وشجاعة وجرأة، والجيش دافع حيث يمكنه ذلك من دون أن يشكل غطاء للمستكبرين، والشعب تحمل وحضن ودعم وقدم الشباب والتضحيات من أجل أن ننتصر بالمعركة وانتصرنا، انتصارات تموز 2006 وانتصارات أيار 2000 وانتصارات فلسطين في غزة المتكررة كلها ببركة هذا الالتحام. في لبنان إلتحام الجيش والشعب والمقاومة سبّب هذه الانتصارات،لبنان صمد بفعل الثلاثي وحرر بفعل ثلاثي القوة وحافظ على استقراره في الوقت الذي كانت المنطقة في حالة غليان وخاصة من بوابة سوريا والعراق بسبب هذا الثلاثي، كثيرون راهنوا بأن لبنان سيسقط بفعل الأزمة السورية، تبين أن لبنان بقي شامخًا بل أمد الأزمة السورية بأسباب التخلص منها بأن يحقق نجاحات لمصلحة بقاء سوريا المقاومة في مواجهة الآخرين، بفعل هذا الثلاثي نجح لبنان.
ونجح لبنان في تطبيق القانون النسبي في الانتخابات النيابية لنحصل على التمثيل الشعبي الدقيق بنسبة عالية، ونجح لبنان أيضًا في إنجاز حكومة وحدة وطنية يتمثل فيها كل الأطراف بما يتناسب من الانتخابات النيابية، هذه نجاحات، وهذا كله ببركة ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة.
أما نظرتنا إلى الحكومة التي تشكلت، نحن كحزب الله ننظر إلى الحكومة أنها محل خدمة للناس، وإدارة صحيحة على المستوى السياسي في البلد، وهي ليست لا للمكاسب الشخصية ولا للمكاسب الطائفية أو الحزبية، الحكومة محل عطاء وتضحية وهذا ما سنقوم به، وزراء حزب الله سيعطون النموذج في الأداء الحكومي كما أعطوه سابقًا، أي أنهم لديهم نظافة الكف، واهتمام بخدمة الناس، وتصويب لعمل الحكومة بما يتناسب مع مصلحة الناس، وإبداء وجهة النظر الصحيحة للرأي العام.
اليوم بدأنا بتجربة لم يمر عليها أسبوع وإذ بوزير الصحة اللبناني يحقق مجموعة من الإنجازات دفعة واحدة خلال هذه الفترة القصيرة من عمر الحكومة، كان هناك 105 أطباء متعاقدين مع وزارة الصحة مهمتهم التفتيش في المستشفيات من أجل إعطاء البدلات لمعاينة أو معالجة المرضى، حتى يكون هناك تدقيق بالفواتير وما شابه، هؤلاء كانوا يأخذون رواتب ويجلسون في بيوتهم لأن هناك تعاقد مع شركة هي التي تتكفل بهذا الأمر وتكلف عدة ملايين من الدولارات، أول عمل قام به الوزير أنه لم يجدد التعاقد مع الشركة، وأرسل وراء الأطباء ال 105، وقال لهم: أنتم اليوم ستتحملون مسؤولية متابعة المستشفيات، وإذا عرفت أن واحداً منكم تقاضى رشوة أو زوَّر أو قام بعمل معين سأحيله مباشرة إلى القضاء، ومن ينجح ستكون له مكافأة مناسبة، هذا إنجاز كبير. إنجاز آخر مباشرة هو أننا وجدنا معالجة لمشكلة مستعصية منذ سنوات هي مشكلة مستشفى الفنار، وأيضًا في هذه الفترة لم يُسجل أن مريضًا في حالة طارئة لم يدخل إلى المستشفى بعدم قدرته المالية. وبالتأكيد الإنجازات ستكون كثيرة إن شاء الله.
وأيضًا هناك أمر آخر، كان حزب الله قد أعلن أمراً له علاقة بمكافحة الفساد، وقلنا أن المكافحة الجدية والحقيقية تبدأ مع تشكيل الحكومة، لماذا؟ لأن عليك أن تبدأ بالحكومة، يجب أن نبدأ من الرأس، الوزراء والمسؤولين والمعنيين، كيف سنكافح الفساد؟ سنكافحه من خلال تشريع القوانين وتعديلها، ومن خلال حث أجهزة الرقابة والمحاسبة أن تقوم بواجبها، والقضاء ليقوم بواجبه، وكشف مكامن الفساد أمام الرأي العام ومواجهته وملاحقة الهدر حيثما يكون موجودًا، وعلى كل حال بدأت بعض النتائج تظهر في الأيام الماضية، وتبين كيف سنتابع هذا الملف ونحقق فيه الإنجازات.
أعتقد أن علاج موضوع سوريا يحتاج إلى وقت بالشهور أو أكثر، لأن أمريكا هي العائق الذي يقف بوجه الحل في سوريا، أمريكا خسرت في المعركة العسكرية من خلال أدواتها، ولا تجد أن أي حل سيكون لمصلحتها، لذلك تعطل علَّها تستطيع أن تهتدي إلى مكتسبات معينة حتى تُقبل على الحل، فإذًا أمريكا هي التي تجمد الوضع، لاحظوا كيف تركوا داعش في شرق الفرات ليأمنوا أن هناك وسيلة أخرى لتكون هذه المنطقة تحت نفوذ أمريكا من خلال قسد، في إدلب رفضوا الحل ونقلوا المشكلة إلى انتشار النصرة حتى تكون العقدة أكبر ليقولوا بعد ذلك إذا أردتم الحل فنستطيع أن نؤثر على النصرة من خلال الأتراك، وبالتالي تعالوا لنناقش الحل. لا وجود لحل مطروح حاليًا على المستوى السياسي، ولكن في المقابل النظام السوري يعمل في المناطق المحررة، ويحاول أن تقدم خطوات إلى الأمام، وهو ليس منتظراً الحل السياسي ليعمل.