حزب الله حريص على بناء الدولة ومؤسساتها
استقبل نائب الأمين العام سماحة الشيخ نعيم قاسم بحضور مسؤول ملف الأحزاب في المجلس السياسي الحاج محمود قماطي رئيس المؤتمر الشعبي الأستاذ كمال شاتيلا على رأس وفد من المؤتمر للتباحث في القضايا الداخلية وشؤون المنطقة.
وأكَّد سماحة الشيخ نعيم أنَّ حزب الله حريص على بناء الدولة ومؤسساتها، وهو الذي مهَّد الطريق لإنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب الرئيس العماد ميشال عون، ويساهم في تسهيل تشكيل الحكومة من زاوية مشاركة مكونات المجتمع اللبناني بقواه السياسية المختلفة، إذ أن عماد انطلاقة العهد هو حكومة الوحدة الوطنية الجامعة، ليشارك الجميع في النهوض بلبنان، وتعويض ما فات المواطنين بسبب تعقيدات المرحلة السابقة.
وقال سماحته: إنَّ الانتصار في مواجهة إسرائيل والتكفيريين هو الذي مهَّد أجواء الاستقرار في لبنان، وهيأ الأجواء المناسبة لتفعيل مؤسساته الدستورية، وطوَّق نار الأزمات التي تحيط بنا، وعلينا استثمار هذه الفرصة، والاستمرار على خط المواجهة موحَّدين وملتفين حول الجيش والشعب والمقاومة، وحريصين على ما ينقذ بلدنا مما يُحاك للمنطقة من مؤامرات أمريكية إسرائيلية.
وبعد اللقاء صرَّح رئيس المؤتمر الشعبي الأستاذ كمال شاتيلا ، قائلًا:
كان اللقاء قيمًا مع سماحة الشيخ نعيم قاسم والأخوة القياديين في حزب الله، حيث جرى نقاش عدة قضايا محلية وعربة، ومن الطبيعي أن نؤكد من جديد على أن الاتفاق واحد حول احترام الدستور وما جاء على لسان رئيس الجمهورية فخامة العماد ميشال عون، وإيجاد خطة تطبيقية لاتفاق الطائف، ومن الطبيعي أن ننوه بالمحافظة خاصة في مهمات الحكومة القادمة على توازن الردع القائمة بين المقاومة والجيش من جهة والعدو الإسرائيلي من جهة أخرى، لأن في ذلك حماية لوحدة لبنان واستقراره وحماية لعروبة لبنان وبما فيها خطر الإرهاب المسلح الذي دق أبواب البلد، ونشكر الله تعالى أن السلم الأهلي مستند إلى وحدة وطنية قويٌ لدرجة أنه لا يسمح لهذا الإرهاب بالتسلل والاختراق، ونجد أن الساحة الإسلامية مهما تم العبث بها سلبًا من محاولات خارجية أو إقليمية أو دولية نشكر الله أن هذه الساحة لا زالت متماسكة وقوية.
ومن الطبيعي أن نتطرق في بحثنا حول أهمية التزام الحكومة القادمة في استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة من إسرائيل، وهذه يجب أن تكون قضية الأولوية بالنسبة للحكومة، خصوصًا أن الحكومات المتعاقبة السابقة لم تلِ اهتمامًا كافيًا، وهناك قرارات دولية واتفاقات بما فيها 1701 لأنه من حق هؤلاء الناس أن يعودوا إلى بلادهم وتتحرر هذه الأرض، لذلك نشدد على أن إزالة الاحتلال الإسرائيلي من مزارع شبعا قضية لبنانية وطنية عامة تخص الجميع، وفي نفس الوقت هي قضية عربية يجب أن تُطرح في أوسع المحافل الدولية، لأن من حقنا كلبنانيين أن نستخدم جميع الوسائل المتاحة لاستعادة هذه الأرض العزيزة إلى لبنان.
كما استقبل نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم وفدًا من موريتانيا من أهل الطرق الصوفية، وجرى التداول في قضايا المسلمين، وقد عرض سماحة الشيخ نعيم للوفد رؤية حزب الله للثوابت الأساسية في سيرته، وأبرزها: مقاومة إسرائيل وقتالها لتحرير الأرض، والدعوة إلى الوحدة الإسلامية، والحرص على المواطنة والشراكة في بناء الوطن، ومواجهة التكفيريين كي لا يخربوا فكر وبلاد العرب والمسلمين.
وقال: لا يستقيم أمر المسلمين في مواجهة التحديات إلاَّ بالوحدة الإسلامية، وقد انكشف المشروع الأمريكي- الإسرائيلي من بوابة التكفيريين، الذين يعملون كأدوات لضرب أصالة عقيدة الأمة وتمزيق بلدانهم، ولولا المواجهة المزدوجة لإسرائيل والتكفيريين لتمدَّدَ الاحتلال الإسرائيلي وتمزقت بلدان المنطقة، ولكن تضحيات المقاومين حرَّرت الأرض، وكسرت مشروع الشرق الأوسط الجديد، وعطَّلت فتنة التكفيريين لمصلحة العودة إلى ثوابت خياراتنا الشعبية الأصيلة.