نحن لا نحتسب الشهداء بالعدد، إنما نحتسبهم بالإنجازات التي قدموها
الكلمة التي ألقاها نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أثناء الزيارة والتبريك لعائلة الشهيد القائد حاتم حمادي في حسينية القماطية، 19/10/2016.
الشهيد علاء هو من الشهداء القادة، الذين أبلوا بلاءً حسنًا، وقدم التضحيات الكبيرة وجراحاته المتعددة سواء في مواجهة إسرائيل أو في مواجهة التكفيريين في أماكن مختلفة تشهد على ذلك، فللشهيد تاريخ جهادي كبير وطويل ومؤثر، وقد استشهد في موقع النصر، النصر بمعنيين: النصر له بشهادته، والنصر للمسيرة بهذا التقدم الذي تحرزه المقاومة بالتعاون مع الأطراف المختلفة في سوريا في مواجهة التكفيريين.
نحن نعتبر أن فقدان القادة هو جزء لا يتجزأ من الثمن الذي لا بدَّ من دفعه من أجل تحقيق انتصار الأمة وتحقيق الأهداف، ولا نعتبر هذا الفقدان خسارة بالمعنى المباشر، بل ربح لأنه ثبات على الخط والوصول إلى النتيجة المطلوبة.
نحن لا نحتسب الشهداء بالعدد، إنما نحتسبهم بالإنجازات التي قدموها، وأهم إنجاز أنهم ثبَّتوا المسيرة وأضافوا إليها عناصر جديدة،ودائمًا ما ترى أن هذه المسيرة تكبر وتزداد وتتوفق وتحقق الإنجازات، وكلما قدمنا شهيدًا من الشهداء كلما شعرنا بأن هناك أجواء جديدة وانتصارات جديدة.
استطاع حزب الله اليوم في سوريا أن يواجه مع الحلفاء مشروع العالم المستكبر، فمنع إسقاط سوريا المقاومة لمصلحة سوريا الإسرائيلية التي يريدونها، وهم يشعرون أن إنجازات حزب الله مع الحلفاء في سوريا هي إنجازات متقدمة دائمًا، ويصرخون من هذه الانجازات. مهما كان الثمن سنستمر، لن نترك سوريا ما دام هناك حاجة لمواجهة التكفيريين، ولن نسمح لأولئك أن يحققوا أهدافهم، لأن لدينا شباب وعائلات من الذين صمموا بشكل مباشر على تحقيق الحماية والنصر والإنجاز للمقاومة ومشاريعها.
نحن نعلم أن الحل في سوريا متأخر، وقد يكون متأخرًا جدًا، فإذا كان البعض يراهن على تعبنا فنحن قومٌ لا نتعب، وإذا كان البعض يراهن على عِظَم التضحيات فنحن أهلٌ لها، لأنها كلما عظُمت كلما اشتدت المقاومة أكثر واستقدمت مضحين إضافيين أكثر فأكثر.
لذا أملنا كبير بالله تعالى أن تستمر هذه المسيرة بهذا الزخم، وإن شاء الله نكون من الموفقين لمصلحة الإسلام.