أزف إلى أهلنا الكرام نجاح كامل اللائحتين في مدينة بعلبك وفي بلدة بريتال، وكذلك فوز لوائح التنمية والوفاء في كل البلديات التي شاركنا فيها
الكلمة الكاملة التي ألقاها في المؤتمر الصحافي في مدينة بعلبك معلنًا نتائج لوائح حزب الله في الانتخابات البلدية في منطقة البقاع في 2016/5/9
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق مولانا وحبيبنا وقائدنا أبي القاسم محمد(ص) وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الأبرار المنتجبين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كل التهنئة لإنجاز هذا الاستحقاق الانتخابي في منطقة البقاع، والتهنئة لأهلنا الأعزاء الذين أبدوا منافسة شريفة ونموذجية وأخلاقية، بحيث لم تحدث مشاكل ذات أهمية على الرغم من حرارة المنافسة في بعض الأحيان، كما الشكر لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والعسكرية التي نجحت في أن توفر مناخًا أمنيًا ملائمًا ومساعدًا لمصلحة الانتخابات.
والشكر للماكينة الانتخابية وللمسؤولين الذين تابعوا هذا الاستحقاق للائحة التنمية والوفاء، ولكل العاملين الذين شاركوا في هذه الانتخابات بأسلوب أو بآخر. اليوم يمكن لمحافظة البقاع أن تسجل بأنها نجحت في خرق التعطيل الذي انتشر في جسد الدولة اللبنانية، وذلك بإنجاز الاستحقاق الانتخابي بنجاح تام، وهذا سينعكس على كل المناطق وعلى كل الانتخابات، وإن شاء الله تعالى يكون مساعدًا ومؤثرًا في إنجاز الاستحقاق الرئاسي ولفتح المجلس النيابي، وكذلك لإنجاز قانون الانتخابات وإنجاز انتخابات نيابية تعيد تكوين السلطة.
كما التهنئة والمباركة للفائزين في الانتخابات البلدية الذين نجحوا في المجالس المختلفة، وأقول لهم: التهنئة أولًا وقد أنجزناها في هذا اللقاء، ويأتي الاستحقاق التالي وهو أن البلدية مسؤولية وتكليف، فعلينا أن نشحذ الهمم من أجل العمل، ومن أجل خدمة الناس. أما الخاسرون فأقول لهم: كان لكم دور مهم في أنكم أعطيتم حيوية لهذه الانتخابات وشاركتم رغبةً في الخدمة من موقعكم وبكفاءاتكم، ولكن لم يكن لكم نصيب، ويُفترض أن هذه الخسارة انتهت في هذه اللحظة، وبدأنا مرحلة جديدة بأن تقوموا بإعانة الفائزين ومساعدتهم لأن البلدية تحتاج إلى كل أبناء البلدة، قال تعالى: " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ".
ذكرت بالأمس أن حزب الله يشارك في ثمانين بلدية في محافظة البقاع من أصل 143 بلدية، وهذه البلديات الثمانون لها طابع تنموي كما أكدت، وتختلف عنهما بلديتان بالنسبة إلينا هي بلدية مدينة بعلبك وبلدية بلدة بريتال اللتان تتميزان بطابع سياسي إضافة إلى الطابع التنموي، وقد قسَّمنا البلديات إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول هي لائحة التنمية والوفاء، والتي شارك فيها الأخوة في حركة أمل وعدد من الأحزاب والقوى السياسية: القومي السوري الاجتماعي، والبعث وجمعية المشاريع وآخرين ومع فعاليات في المجتمع المدني، بحيث أن اللائحة التي شكلناها في بلدات مختلفة هي لائحة تضم أبرز الوجوه والكفاءات والقوى، وكان الهدف هو التوفيق قدر الإمكان لتكون البلدية معبرة عن نبض الناس ورغبتهم فيمن يمثلهم، هذا قسم من البلديات. بلغ عدد البلديات التي شكلنا فيها لوائح ستين بلدية من أصل ثمانين، بقي 20 بلدية تعاملنا معها بطريقتين:
الطريقة الأولى: أن نترك البلدة تختار وتشكِّل وتقرر كما تشاء من دون أي تدخل ولو جزئي منَّا، والسبب المركزي أن أغلب هذه البلديات قد تكون أحيانًا البلدة لعائلة واحدة، وهم يتفاهمون مع بعضهم، والحمد لله أحيانًا يشكلون لائحة وأحيانًا أخرى كانوا يتنافسون على لائحتين، ولكن في النهاية كله في دائرة واحدة.
الطريقة الثاني: قدمنا مساهمة محدودة فقط من أجل جمع أهل البلدة ولكن من دون أن تكون للائحتنا علاقة، ومن دون أن نسميها لائحة التنمية والوفاء، هذه البلديات عددها عشرون.
أزف إلى أهلنا الكرام نجاح كامل اللائحتين في مدينة بعلبك وفي بلدة بريتال، وكذلك فوز لوائح التنمية والوفاء في كل البلديات التي شاركنا فيها، وإن كان هناك في بعض البلدات حصل خرق للائحة بشخص أو أكثر ، وهذا حصل في حوالى ست بلديات، ولكن نعتبر أن هذا الخرق من الأهل إلى الأهل، والنتيجة لا تتغير لأن كل من جاء وكل من عدَّل النتيجة بخرق واحد أو أكثر أدَّى إلى أن تكون هذه البلديات في رعاية حزب الله وحركة أمل والقوى التي تتعاون معنا.
من هنا من حقنا القول إن الفوز كان فوزًا تامًا بحمد الله تعالى، والفوز هو في الحقيقة للتنمية والوفاء وللأهالي، يعني فوزٌ للتنمية بالخدمة وفوزٌ للوفاء للمقاومة وفوزٌ للأهالي بالمشاركة والتعاون حتى تعبر هذه اللوائح عن إرادة الناس.
نقول ثلاثة أمور أساسية:
1- التنمية تعني جميع أبناء البلدة، وحتى الذين نافسوا وخسروا في الانتخابات هم جزٌ من التنمية وليسوا خارجها.
2- الخلاف السياسي في بعض الأماكن لم يكن عائقًا أمام تقريب وجهات النظر، وأمام العمل لنكون يدًا واحدة في مواجهة الإرهابَين الإسرائيلي والتكفيري.
3- سيتعاون كل مجلس بلدي مع جميع أبناء البلدة تحت سقف القانون والحقوق والواجبات بعدالة بين جميع أفراد البلدة الواحدة، لا توجد حسابات داخل البلدة في العمل التنموي، وإنما هناك حقوق للناس وواجبات عليهم، كذلك هناك حقوق للبلدية وواجبات عليها، على كلٍّ منهما أن يقوم بمهمته ودوره.
هنا أريد أن أذكِّر الأخوة الأعزاء بأن حزب الله لديه مديرية خاصة هي مديرية العمل البلدي، في كل منطقة يوجد مديرية للعمل البلدي، دور هذه المديرية أن ترعى البلديات وأن تساعدها، بحيث أنها تدرب أعضاء البلدية على كيفية المتابعة، تجري دورات للرؤساء ونوابهم حتى يتعرفوا على القوانين وكيفية الإدارة، تكلِّف شركة خاصة للمحاسبة من أجل متابعة الدفاتر ومراقبة كيفية الصرف، هذا كله عمل تطوعي، هذا لا يعني أن لا تقوم الدولة بواجبها في متابعة البلديات ومحاسبتها، لكن نقوم بعمل تطوعي له علاقة بخدمة البلديات. أيضًا اخترنا طريقة مهمة جدًا أن يكون لكل بلدية خطة لست سنوات وخطة سنوية من داخل خطة الست سنوات، ثم يكون هناك تقييم كل سنة: هل أنجزت البلدية ما عليها أم لم تنجز؟ وما هي العقبات وما هي الإيجابيات؟ إذًا مديرية العمل البلدي هي للإدارة والتعاون.
نحن عندما خضنا هذه التجربة البلدية وقمنا الآن بهذا العمل في هذه المرحلة، كلفنا ماكينة انتخابية للإدارة كان عديد الماكينة الانتخابية 10 آلاف أخ وأخت، منتشرين في البلديات الثمانين التي تحدثنا عنها، وهذا طبعًا لحسن سير العمل وقد ظهرت الآثار من خلال النتائج، ليست النتائج في النجاح فقط وإنما في الانضباط وحسن إدارة العملية الانتخابية بمساعدة المعنيين في وزارة الداخلية والمكلفين من قبلهم في هذا الأمر.
لقد قدَّم حزب الله تجربة في مشاركة الجميع في اللوائح، وسيستمر دائمًا في تقديم خدماته تدريبًا ومساعدة، وربما اعتبر البعض أن مسألة البلديات فيها مشكلة لحزب الله على قاعدة أنه مشغول في قتال إسرائيل والتكفيريين، أقول لكم: لدينا من الزاد ما يكفي لقتال إسرائيل والتكفيريين وخوض الانتخابات البلدية والنيابية، ونقول: إذا كان هناك مزيد فإن شاء الله تعالى سنكون في الساحة التي تتطلب حضورنا في الأشكال المختلفة: عسكريًا وسياسيًا وتنمويًا وثقافيًا واجتماعيًا، لأننا نشكل جماعة كبيرة تضم الرجل والمرأة والشيخ والشاب والشابة والطفل، الجميع معنيون في هذه المسيرة ولسنا حزب فئة ولا حزب مجموعة من الناس.
نحن نريد البلديات لخدمة الناس، ولا نريدها مكسبًا حزبيًا، نريدها لتنمية مجتمعها ونطاق عملها ولا نريدها مجموعات حزبية منظمة، يكفينا أن تكون البلديات جزءً من بيئة المقاومة ونحن معها بكل ما تحتاجه في التنمية من خلال وزرائنا ونوابنا وأطرنا الحزبية لتطبيق مضمون الشعار الذي رفعناه "التنمية والوفاء"، التنمية للبلدة ليستفيد كل أهاليها والوفاء للمقاومة موقفًا وسندًا لتحرير الأرض والإنسان.
وأنتهز هذه الفرصة لأقترح على الدولة اللبنانية التي من واجبها أن تساعد البلديات على النهوض، أن يتم دراسة مشروع قانون اسمه"البلدة النموذج"، يوضع في المشروع معايير الحد الأدنى لكل بلدة، يعني الحد الأدنى أن يكون فيها كهرباء، مياه، طرقات، بعض الخدمات، وعلى الدولة اللبنانية أن تساعد البلدات التي لم تحقق هذا الحد الأدنى ولا تكتفي بما تجبيه البلديات من المواطنين أو بعض المساعدات من الهاتف أو الكهرباء، لأن مشكلة الجباية في كثير من البلدات قليلة ومحدودة، سنعمل إن شاء الله على إعداد فكرة البلدة النموذج، وبعد أن تكون البلدة النموذج عامة في كل لبنان يصبح الرفاه في البلدة مرتبطًا بإمكاناتها وبقرارات المسؤولين عنها.
أجدد شكري لكل من ساهم في إنجاح هذه الانتخابات البلدية، وأود أن أقول لكم أننا الآن نتابع في منطقة البقاع ستين بلدية، وكما ذكرت البلديات الـعشرون هي لخياراتها العائلية، قد تُفاجأون إذا قلت لكم: هذه البلدات الـعشرون مخيَّرة إن أحبت أن تتابعها مديرية العمل البلدي في حزب الله فنحن حاضرون لتقديم الخدمة، وإن أحبت أن تعمل وحدها فهذا شأنها، ولكن بالتأكيد ستخسر أشياء كثيرة يمكن أن تقدمها مديرية العمل البلدي، وطبعًا أتوقع أن تنضم البلدات العشرون إلى مديرية العمل البلدي.
أحب أن أؤكد: لم تكن البلديات ولن تكون في يوم من الأيام محلًا لتحقيق مكاسب حزبية، البلديات لخدمة الناس، هكذا أردناها وهكذا عملنا وهكذا سنعمل. مبروك للمواطنين في منطقة البقاع لأنهم نجحوا في إنجاز الاستحقاق الانتخابي.