استقبل نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم وفد الهيئة الطلابية في التيار الوطني الحر برئاسة مسؤول قطاع الشباب في التيار أنطون سعيد وحضور مسؤول قسم الشباب في التعبئة التربوية في حزب الله يوسف بسام في 5/2/2015.
وقد تحدث الشيخ قاسم:
نؤكد مجدداً أن العلاقة التي نشأت بين حزب الله والتيار الوطني الحر بدأت بتفاهم محدود الاتجاه ووصلت إلى تحالف مفتوح الاتجاه، وهذا بسبب السلوك العملي في المحطات السياسية التي كان يسلكها التيار والحزب بشكل مشترك، ومن الطبيعي أن أي تحالف يُبنى على الممارسات العملية التي تُثبت صحة التحالف فيكون لديه قابلية للاستمرار. نحن نعتبر أنه يوجد فرق كبير بين التفاهم الذي حصل سنة 2006 وبين ما وصلنا إليه بين التيار والحزب في سنة 2015، هذا الفرق له علاقة بأننا اختبرنا بعضنا ميدانياً وسياسياً وفي محطات خطرة وصعبة وأثبتنا أننا قادرون بأن نكون معاً في أصعب الظروف دفاعاً عن منطق وحق ورؤية سياسية نراها لمصلحة لبنان، ليس هناك في هذه العلاقة عصبية ولا تمسك عنيد بالآراء وإنما هناك تفاهم على رؤية سياسية أثبتت جدواها وجدارتها. هذا التحالف أعطى صورة عن لبنان تختلف عما أرادوه له، أرادوا أن تكون صورة لبنان طائفية مقيتة فأعطى التحالف صورة للبنان الوطني الذي يجتمع فيه المسلم والمسيحي بناء على الرؤية السياسية وليس على الانتماء الطائفي، هذا التحالف وقف في وجه العدو الاسرائيلي ليقول لا تراهنوا على النفاذ إلى لبنان من خلال اختلاف الطوائف لأننا لسنا مختلفين على أن إسرائيل عدو للجميع، هذا التحالف استطاع أن يقول للعالم بأن الارهاب لا دين له، هناك إرهاب لا تعترف به البشرية وهو خارج عن الأديان مهما كان عنوانه، وأثبت التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر أن مواجهة الارهاب بشكل موحد يؤدي إلى طمأنة وحماية لمكونات المجتمع اللبناني بل إلى مكونات المحيط أيضاً. ما قمنا به من تحالف هو تأسيس للمستقبل، وهو لم يكن تحالف بين فريقين بل هو علاقة بين دعامتين لمصلحة إثبات وجود الوطن اللبناني القوي الذي يقرر ما يريد ويستطيع مواجهة التحديات المختلفة.
عندما أعلنا موقفنا الصريح بتأييد ترشيح العماد ميشان عون لرئاسة الجمهورية لم نعلن هذا الموقف لاعتبارات عاطفية أو أخلاقية وإن كنا نؤمن بالعاطفة والأخلاق، وإنما لاعتبار سياسي أساسي أنه شخص جدير أن يمثل لبنان الحر المستقل المقاوم، الذي يستطيع أن يواجه الارهاب ويعطي طمأنة للبنانيين بقيام دولة قوية عادلة، لذا نحن متمسكون بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية، ونعتبر أن هذا الأمر له علاقة بالكفاءة وسعة التمثيل.
عملية الاغتيال التي قامت بها إسرائيل في القنيطرة هي عملية عدوانية بامتياز وتستهدف المقاومة، حيث كانت تريد تسجيل قاعدة جديدة من قواعد الاشتباك مبنية على أن يعتدوا علينا من دون أن نرد، وهذا ضرب للمقاومة في معنوياتها واستعداداتها. قرر حزب الله أن يرد وقام بالرد الكبير في مزارع شبعا، والحمد لله ثبت للعالم بأسره أن ما حصل بعد عملية مزارع شبعا هو انتصار كبير للمقاومة وللبنان ولكل صاحب حق، ما حصل في مزارع شبعا هو انتصار في حرب لم تقع، ونستطيع أن نقول أنه الانتصار الثالث بعد الانتصار سنة 2000 وسنة 2006، لأنه أوجد حالة جديدة وصوَّب البوصلة بشكل واضح في مواجهة المشروع الاسرائيلي، وأثبتت مجدداً أين نحن كحزب الله وكتيار وطني حر في منظومة الصراع الموجودة في المنطقة، لأن من كان في مواجهة إسرائيل فمحله في عملية مزارع شبعا، ومن كان في غير مواجهة اسرائيل لأي مبرر من المبررات لن يستطيع أن يحصل على مستقبل مشرق في لبنان خاصة مع وجود المد الإرهابي التكفيري الذي طال كل المنطقة بل العالم من دون استثناء، اليوم بعض المتباكين في مواجهة الارهاب التكفيري هم الذين أتوا بهم ودعموهم وكبَّروهم ولكن خرجوا عن سيطرتهم. نحن منذ البداية كنا واضحين: تدخلنا في سوريا تحت عنوان حماية لبنان ومشروع المقاومة، وأكرر: لو لم نقاتل في سوريا لكنا مضطرين أن نقاتل في بيروت وصيدا وجونية وهذه الأماكن الداخلية في لبنان.
الحمد لله عبَّر المجاهدون في مزارع شبعا أن مواجهة اسرائيل هي مواجهة للتكفيريين في آنٍ معًا، ومواجهة التكفيريين تضر بإسرائيل أيضاً.