استقبل نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم وفداً من التيار الوطني الحر برئاسة مسؤول العلاقات مع الأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية الدكتور بسام الهاشم، بحضور عضوي المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي وغالب أبو زينب، حيث جرى عرض للمستجدات على الساحة اللبنانية وكذلك الوضعين الإقليمي والدولي، وتمَّ التأكيد على متانة التفاهم بين التيار الوطني وحزب الله على كل المستويات.
قاسم رأى أن اللقاء بين التيار والحزب يأتي في السياق الطبيعي للعلاقة المتجذرة بينهما، اعتبر أنّ الفريقين يتقاسمان الساحة نفسها وتطلعاتهما واحدة، واشار الى ان العلاقة هذه تخطت التفاهم لتصل الى التحالف، مشدّداً على متانة هذا التحالف وعلى العلاقة الصادقة التي تجمع السيد حسن نصرالله بالعماد ميشال عون.
وإذ رفض قاسم ما يقال عن أنّ الاتّفاق حاصل فقط على المستوى الاستراتيجي في ما يخص تأييد المقاومة، أكّد أنّ التناغم ينسحب أيضاً على الملفات الداخلية ولا تباين في الجوهر إنّما على بعض التفاصيل وذلك يدخل في إطار الاختلاف الطبيعي، معرباً عن اعتقاده بأن الحل لتنظيم العلاقة هو بالتنسيق الدائم والمسبق في الملفات الداخلية وبعيدا عن الاعلام والمنابر.
قاسم ثمّن قرار التيار بالتواصل مع مختلف الأفرقاء، واصفاً إياه بالشجاع والحكيم، وقال: "التيار الوطني الحر مارد لا يهاب الانفتاح على الجميع، انتم تلوّنون ولا تتلونون"، وشجّع على المضي قدما في العلاقة المستجدة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
من جهته، أعاد الهاشم التذكير بما أفضى إليه التفاهم بين التيار والحزب من نتائج وجودية لمصلحة لبنان وجميع اللبنانيين، وقد كانت باكورتها هدم الحواجز المصطنعة التي كانت قد ارتفعت ما بين الطوائف بفعل الحروب العبثية في المرحلة الماضية وإعادة وصل ما انقطع من أواصر الوحدة ما بين المواطنين.
وإذ اشار الى أنّ التباين في الأشهر الماضية حول بعض الملفات الداخلية انعكس تشويشا على الحالة الشعبية لكل من الفريقين، أكّد أنّ هذه الحالة لم تصل الى حد التباعد وهي لم تمس قناعة التيار بدعمه المطلق للمقاومة وخيارها، لأنّ هذا الخيار لدى التيار وجمهوره تعمّد بالدم في شهر تموز من العام 2006، مبدياً تفهمه لتريث الحزب في مقاربته لبعض الملفات الداخلية الحساسة، بسبب الظروف التي يمر بها نتيجة استهدافه في الداخل وتورطه مرغماً في الأزمة السورية.
واختُتم اللقاء بالاتّفاق على ضرورة إيجاد فسحة إضافية للعمل المشترك في ما خص الملفات الداخلية وتوسيع أطر التواصل ومأسستها، بحيث لا تنحصر الاجتماعات والتفاهمات على مستوى القيادتين الضيق، بل العمل على إعادة الوصل بين مختلف القطاعات لدى الطرفين، الطلابية منها والمناطقية والنقابية والعمالية، وإقامة الندوات المشتركة واللقاءات الشعبية في شكل دوري، لما يؤدي اليه ذلك من تحصين العلاقة وحماية الفريقين من المتربصين بهما وبالوطن.
وبعد اللقاء صرَّح الهاشم قائلاً:
في إطار الجولة التي نقوم بها من موقع مسؤوليتنا في التيار الوطني كمسؤول عن العلاقة مع الأحزاب الوطنية اللبنانية تشرفنا بزيارة لسماحة الشيخ نعيم قاسم وأعضاء من المجلس السياسي في حزب الله، وكانت مناسبة أن نتداول في الكثير من القضايا المطروحة على الساحة الوطنية ومن حول لبنان، وكذلك بطبيعة الحال تناولنا وهذا شيء أساسي وليس من المعقول أن يلتقي الحزب والتيار في أي موقع من المواقع إلاَّ ويعيدون تأكيد الثوابت بين بعضهم البعض، وتأكيد التصميم على مواصلة العمل المشترك وتعزيزه وتمتينه، وطبعاً أعيد تأكيد المسلمات بالتفاهم والالتزام بمبدأ المقاومة والذهاب بهذا الالتزام إلى أقصى مراميه المنطقية، وبناء كل السلوك السياسي على هذا الأساس في لبنان أو فيما يتعلق بالمواقف مما يجري في المنطقة.
كما تفاهمنا على ضرورة تكثيف اللقاءات لأن مثل هذه اللقاءات من العوامل التي تنشط خطى التواصل وتسهم في تبديد ما يعلق في الأذهان من التباسات من بعض المواقف من هنا وهناك، وكذلك تعزز أواصر العيش المشترك.