استقبل نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم وفداً لجنة الشباب والشؤون الطلابية في التيار الوطني الحر برئاسة أنطون سعيد بحضور مسؤول الشباب في التعبئة التربوية في حزب الله يوسف بسام، وذلك في أجواء الذكرى الرابعة لتفاهم التيار الوطني الحر وحزب الله
تفاهم حزب الله مع التيار الوطني الحر تجاوز العقبات المذهبية والطائفية، وجعل هناك ارتباط بين أفرقاء موجودين في الوطن الواحد، ليصبح الشعار الوطني هو السيد في هذه العلاقة، وهو الحاكم في هذه العلاقة، ولكل طرف حريته الثقافية والدينية وقناعاته التي يبني عليها حياته الشخصية، وهذا أمر لا يغيِّر عند الطرف الآخر القناعات الخاصة، لكن في السياسة يوجد قواسم مشتركة نستطيع أن نعمل على أساسها، وهذه القواسم المشتركة تركزت في التفاهم، والتفاهم تحدث بشكل مركزي عن نقاط عشرة، أبرز هذه النقاط الحديث عن بناء الدولة وعن مكافحة الفساد والتأكيد على المقاومة ودورها في التحرير والاستقلال وأن يكون قرارنا حراً لا يلتزم بأي ضوابط أخرى تُفرض عليه. الحمد لله لم نحتج في هذا التفاهم إلى الآن ولا أعتقد أننا سنحتاج إلى تفسير أو تفصيل، رغم أنه مكثف جداً، وهذا دليل أن ما وُضع فيه يحاكي رؤى استراتيجية عند الطرفين، نحن نعلم أن التفاهم في بدايته واجه عقبات وصعوبات، وواجه من الأخصام حالة من الضغط غير العادي لإسقاطه، لأن التفاهم يعني أن الجسر الوطني قام، وهم لا يريدون إقامة هذا الجسر الوطني، ولا يريدون أن نتوفق نحن أو أنتم لهذه البداية المشرِّفة، علماً أن هذا التفاهم صالح لأن ينضم إليه أطراف آخرون، لأن قواعده قواعد عامة وإنسانية وأخلاقية، وعلى كل حال أثبتت التجربة أننا كنا إلى جانب بعضنا في أصعب المحطات، من دون أن يلتفت أحد الطرفين ما الذي يربحه في هذه المحطة وما الذي يربحه الطرف الآخر، يعني انتهينا من خلال التفاهم من موضوع الربح الخاص لفريق دون فريق آخر، فإذا كان هذا العمل يجب أن نقوم به إذاً نقوم به، سواء ربح حزب الله أو التيار الوطني الحر، لأن في النهاية أي طرف منهما يربح في ساحته وفي وضعه وموقعه ودوره لا بد أن ينعكس هذا الربح على الطرف الآخر، بل ينعكس هذا على لبنان بأكمله.
وصرَّح مسؤول اللجنة الطلابية في التيار الوطني الحر:
هذا التفاهم أزال كثيراً من الحواجز النفسية وأراح كثيراً من اللبنانيين، وجنَّب لبنان واللبنانيين الفتنة في العديد من المرات، وميزة هذا التفاهم أنه لم يكن على مسوى القيادتين فقط، بل كان على مستوى القاعدة، وخاصة القاعدة الشبابية، وهذا تثبَّت في الجامعات والانتخابات الجامعية حيث ظهرت صلابة العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله.
نتفق مع حزب الله على مبدأ المقاومة، إن كانت مقاومة للعدو أو مقاومة للفساد والسرقة في الداخل. هذه الوثيقة بدأت مع حزب الله، وكان يجب أن تكون مع كل اللبنانيين، ولكن للأسف هناك البعض في لبنان لديهم ارتباطات خارجية منعت من توسُّعه، بل حاربته وفسَّرته بطريقة خاطئة وموجهة باتجاه أن هذا التفاهم قامت به طائفتين في مواجهة طائفة أخرى.