استقبل نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم بحضور معاون مسؤول الملف الفلسطيني الشيخ عطاالله حمود وفداً من قيادياً من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ضم عضو المجلس الثوري في منظمة التحرير الفلسطينية صالح زيدان القادم من غزة وممثل الجبهة في لبنان علي فيصل وعضو القيادة محمد خليل، وجرى خلاله البحث في آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والعربية.
قال سماحته: انتصار غزة عبرة في قدرة الشعب الفلسطيني على تحقيق هذا الإنجاز بسبب إرادة المقاومة ورفض الاستسلام، وهو مؤشر على أهمية استخدام نقاط القوة في الصمود والتحرير، وضرورة جمع عوامل القوة الأخرى، وأبرزها المصالحة الفلسطينية وتظافر الجهود حول المقاومة، والاستفادة من كل الإمكانات والطاقات لمصلحة الهدف الاستراتيجي وهو تحرير فلسطين.
وأضاف: نحن مع الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني في لبنان، ومع المعالجة الإنسانية للنازحين من سوريا، وندعو إلى اتخاذ كل الإجراءات التي تعالج هذه الأزمة المستجدة، بالتزامن مع رفع الصوت عالياً لتحميل المسببين مسؤولية ما يحصل في سوريا دولياً وعربياً، إذ لا يمكن معالجة النتائج التي تكبر يوماً بعد يوم مع بقاء الأسباب التي تؤدي إلى النزف والنزوح.
وقال: المشروع العدواني واحد بأبعادٍ عدة، منطلقه الخطة الأمريكية الإسرائيلية لتفتيت المنطقة، وضرب المقاومة فيها، وتكريس الاحتلال الإسرائيلي، وإثارة الفوضى في البلدان العربية، وإبراز دور الفعاليات والجهات الموالية لهذا المشروع، على حساب شعوب المنطقة وحقوقها. وهنا يبرز الخيار الوحيد لمنع المشروع الأمريكي الإسرائيلي من تحقيق أهدافه وهو المقاومة، التي أثبتت جدارتها وجدواها وهزمت إسرائيل مراتٍ عدة في لبنان وفلسطين، وكُبَّلت إسرائيل في خياراتها، وهذا ما يجب أن نعمل عليه لتبقى المقاومة في أعلى جهوزيتها، وفي موقع الأولوية لتجاوز المحن التي تعصف بمنطقتنا.
وبعد اللقاء أدلى زيدان بتصريح قال فيه:
التقينا مع سماحة نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ووضعنا سماحته في صورة آخر المستجدات على المستوى الفلسطيني، كما ناقشنا التطور المستجد بنزوح فلسطينيين إلى لبنان، وأكدنا أن قضية النازحين الفلسطينيين هي قضية إنسانية ومؤقتة لا ينبغي استغلالها من قبل بعض الأطراف لأسباب سياسية. بل على الجميع واجب إنساني وأخلاقي بالوقوف على حاجات النازحين الإنسانية والتعامل مع هذه القضية بعيداً عن أشكال التمييز.
كما وضعنا سماحته في صورة التطورات في فلسطين بعد الانتصار في غزة والانتصار الدبلوماسي في الأمم المتحدة اللذين تحققا بفعل المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني بكل فئاته، وأكدنا أن هذين الانجازين معرضان للاندثار إذا لم نحسن توظيفهما لصالح قضيتنا من خلال المبادرة فوراً لاتخاذ الآليات التنفيذية لإنهاء الانقسام والتوجه بشكل مشترك لمواجهة التحديات والمشاريع الإسرائيلية خاصة في الضفة الغربية.
وناقشنا خلال اللقاء الانتهاكات المتواصلة التي يتعرض لها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية خاصة الأسير سامر العيساوي الذي يواصل إضرابه عن الطعام ويتهدده خطر الموت حيث جددنا دعوتنا بتدويل قضية الأسرى في المحافل الدولية وفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى. لذلك ندعو جميع الهيئات والمؤسسات الدولية والإنسانية لممارسة الضغوط على إسرائيل لثنيها عن مواصلة هذا الانتهاك للقوانين والمعاهدات الدولية، وإلزامها بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المناضل سامر العيساوي وجميع الأسرى.
كما استعرضنا أيضاً أوضاع الفلسطينيين في لبنان ودعونا إلى تحصين المخيمات وأبعادها عن أية تداعيات سلبية الداخلية والإقليمية، فاللاجئون في لبنان ليسوا طرفاً في هذه الصراعات وأولويتهم هي قضيتهم الوطنية خاصة حق العودة والدفاع عنها والنضال من أجل إقرار حقوقهم الإنسانية في لبنان. لذلك نحن اليوم نجدد دعوتنا للحكومة اللبنانية والمجلس النيابي إلى المبادرة من أجل إقرار الحقوق الإنسانية عبر تشريع قوانين العمل في كل المهن والسماح بالتملك والإسراع بإعمار مخيم نهر البارد.