مفاتيح السعادة

المسؤولية

المسؤولية

قال تعالى: "لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ"(الرعد 18).

المفتاح: أنتَ مسؤولٌ عن نَفْسِك، وعمن تتولَّى أمرَهُ، فتحمَّلْ مسؤوليتك, تنجو وتفوز.

"لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى"، الذين يستجيبون لأوامر الله تعالى، ويطبقون شريعته المقدسة، وينتهون عن النواهي التي نهى عنها. والحسنى: كلُّ عطاءٍ يعطيه الله تعالى، ومنه الجنة, فالذين يستجيبون لله تعالى لهم الحسنى في يوم القيامة ومنها الجنة، لأنَّهم تحملوا المسؤولية والأمانة بشكل صحيح.

"وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ"، أي الذين لم يستجيبوا لشريعة الله المقدسة ولم يطبقوها، ولم يمتنعوا عن النواهي التي نهى الله تعالى عنها، فعصوا وكفروا بالله جلَّ وعلا، وأخَلُّوا بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم. هؤلاء "لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً" فملكوا ما على الأرض، من سهول وجبال ومعادن ونباتات وأرزاق وأنعام وإمكانات وقوة، "وَمِثْلَهُ مَعَهُ" أي بمثل ما هو موجود على هذه الأرض مضاعفاً، "لاَفْتَدَوْاْ بِهِ" وبذلوه يوم القيامة ليتخلصوا من عذاب الجحيم والنهاية الأليمة، فهم حاضرون لأي مقايضة ليتخلصوا من العذاب الأليم! وهم جاهزون لأي فدية مهما بلغت! ولكنهم وصلوا إلى يوم الحساب، حيث لا عمل ولا مقايضة ولا فدية ولا فرصة جديدة ولا مهلة لتعديل سجل الأعمال، فالقرار حاسم، وقد تم اتخاذه، "أُوْلَـئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ". في مكانهم الأبدي في النار، "وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ"، الذي سيكون مكان إقامتهم ونومهم، "وَبِئْسَ الْمِهَادُ" والذي لا استقرار فيه ولا راحة ولا خلاص.