سماحة الشيخ للوهلة الأولى إذا قلت لك أمك ماذا تقول ؟
يشعر المرء عندما يتعاطى مع أمه بأنه يتعاطى مع قمة الحنان، ومع المستودع الذي حفظ المخلوق الجديد بطريقة نموذجية، لا نرى لها تفسيراً في الأنظمة والقوانين، إنما نجد تعبيرها من حنان الأم، من قلبها وعاطفتها ومن طريقة أدائها ، ولذا يشعر المرء تجاه أمه بعاطفة حقيقية ،وبتفاعل يتجاوز كل الأسس المادية وكل المعطيات المادية. يكفي أن يتذكر الإنسان ما صنعته هذه الأم معه ،وكيف حنت عليه، وكيف حملته في بطنها ،وبعد ذلك كيف تابعته ورعته عندما ولد في هذه الحياة .ولذا أشعر عندما أذكر لفظة أمي ، أني أمام إنسانة عظيمة أعطت من طاقتها وحنانها من أجل أن تربي إنساناً سوياً في هذا المجتمع. وبطبيعة الحال هذا الشعور هو شعور ابتدائي وطبيعي عند الجميع ،ما لم تأت مقومات وعوامل تسيء إليه، سواء بتربية الإبن وطريقة تعاطيه مع الأم، أو بطبيعة الأم وطريقة متابعتها لخصوصية ولدها .