لكنْ، هل تؤثر الفروقات الفردية في الإيمان أو عدمه؟ هل يكون الأذكى مؤمناً والأقل ذكاءً كافراً أو العكس؟ هل يكون القوي مؤمناً والضعيف كافراً أو العكس؟ هل يؤثر الطول أو اللون أو العِرق أو وطن المنشأ في حسم الاتجاه الإيماني أو الكافر بطريقة قهرية لا إرادية؟!
الجواب: لا، فالفروقات تؤثر في إعمار الكون وتوزيع الأدوار، وليست سبباً للإيمان أو عدمه. الإنسان هو الذي يختار طريق الإيمان أو الكفر، والسلوك المستقيم أو المنحرف، بملء إرادته، وقد أودع الله تعالى فيه هذه القدرة بالتكوين، قال تعالى:" إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً "(11)، بل صرَّح ربُّ العالمين بإرادته في عدم الإلزام بالإيمان:" وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لاَمَنَ مَنْ فِي الأرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ "(12)، وعلى هذا الأساس تقع مسؤولية الاختيار بالكامل على عاتق الإنسان:" َقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاء فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاء فَلْيَكْفُرْ"(13).