س - سماحة الشيخ بداية ما معنى كلمة الصلاة؟ وماذا يقصد منها الإمام السجاد(ع)؟
الصلاة في اللغة هي الدعاء، وقد استخدمها الله تعالى في عبادة الصلاة بتكبيرتها وركوعها وسجودها وقراءتها وذكرها... وفق تفاصيل وأجزاء تسمى بمجموعها الصلاة بالمعنى الإسلامي، بحيث أصبح المتبادر إلى الذهن عند إطلاق كلمة الصلاة إنَّها تلك العبادة التي شرَّعها الله تعالى، وصار استعمالها بمعنى الدعاء مجازاً، ولا بدَّ من قيد أو سياق يدل على المعنى الآخر غير العبادة. وتختلف عبادة الصلاة بشكلها وتفاصيلها في الرسالات السماوية المختلفة، لكنها أساسية في كل الشرائع، قال تعالى عنها:"إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً "(1).
أما المعاني الأخرى التي وردت في القرآن الكريم فهي:
أ_ صلاة الله على عباده وهي رحمته بهم، "أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ" (2).
ب_ صلاة الملائكة على العباد وهي تزكية واستغفار لهم.
ج_ صلاة العباد على النبي(ص) أو على المؤمنين وهي دعاء له أولهم بالرحمة.
قال تعالى:" إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما"(3)، وعن أبي الحسن(ع) قال:" صلاة الله رحمة من الله، وصلاة الملائكة تزكية منهم له، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له"(4).
وما يقصده الإمام زين العابدين(ع) عن حق الصلاة هو العبادة، إنها صلة الإنسان بربه ودعاؤه له وتفاعله معه، إنها الصلوات اليومية الخمسة كأساس.