•لم نلتزم كحزب الله بأي أمرٍ آخر غير الصيغة.
•توتير بعض الوكلاء للأجواء يؤخر تشكيل الحكومة لأشهر.
وقد حضر الاحتفال جمعٌ من العلماء والشخصيات وأهالي المنطقة، حيث تحدث سماحته عن دور المسجد في بناء الأجيال وتحصينهم من الفساد وتوضيح رؤيتهم إلى حياة أفضل.
ثم قال: اليوم نرى أن المراهنات الدولية والإقليمية كانت تركز على الانتخابات النيابية ونتائجها، وكانت تعتقد أن هذه الانتخابات ستُحدث معادلة جديدة ما تغير في الواقع اللبناني، تبيَّن أن الانتخابات النيابية مرَّت بسلام، وأن نتائجها كانت محل اعتراف كل الأطراف، وأن الجميع تكلموا بلغة واحدة بعد الانتخابات النيابية وهي لغة التوافق وحكومة الوحدة الوطنية، إذاً كل المراهنات على توتير سياسي أو أمني أو خلل اجتماعي بسبب الانتخابات النيابية فشلت وسقطت والحمد لله ثم انتقلنا إلى المرحلة التالية بعد الانتخابات النيابية وهي مرحلة الإعداد لحكومة الوحدة الوطنية.
هذا الإعداد لحكومة الوحدة الوطنية دعامته التي تحمي من خلاله السلم الأهلي هو التوافق، وبالتالي استطعنا أن نصل إلى صيغة حكومية مبنية على حكومة الوحدة الوطنية، وعلى تمثيل الأطراف كافة، وعلى وجوب الرضا عند جميع المشاركين بأنَّ هذا الشكل للحكومة الوحدة الوطنية يؤدي في الواقع إلى التعاون والتوافق والنهوض بلبنان ومواجهة التحديات المختلفة.
نحن التزمنا منذ البداية من أول عملنا السياسي حتى الآن، ومن أول عملنا الجهادي حتى الآن، أن نكون صادقين مع حلفائنا، وأن نكون ملتزمين باتفاقاتنا مع الآخرين، وأن نكون واضحين حتى في مواجهة أعدائنا، نحن لا نتكلم مع الناس بما يثير التوتر، وبما يخدعهم ويعمي عيونهم وقلوبهم عن الحقائق، بل نتحدث بالحقيقة كما هي .
بعد أن انتهت الانتخابات النيابية بدأ التشاور مع النائب سعد الحريري المكلف بتشكيل الحكومة ورئاستها، من أجل صيغة تُرضي الأطراف المختلفة في الموالاة والمعارضة، وهكذا حصل التشاور بيننا وبين الرئيس المكلف والتيار الوطني الحر وحركة أمل وآخرين، وكان من نتيجة هذه المساعي الطيبة الخيِّرة أن أُعلنت صيغة حكومة الوحدة الوطنية بتشكيلتها التي تؤدي إلى توازن، وكان من خلال هذا التشكيل بعض التنازلات المختلفة التي أدَّت إلى إعلان الاتفاق على صيغة حكومة الوحدة الوطنية. لكن ليكن معلوماً لم نلتزم كحزب الله بأي أمرٍ آخر غير الصيغة، ولم نعطِ التزاماً لأحد، وإنما اعتبرنا أننا ساهمنا بما علينا، وقمنا بتكليفنا، وقرّبنا الآراء، ووصلنا إلى صيغة حكومة الوحدة الوطنية، وانتقل الدور الآن بالكامل إلى الرئيس المكلف ليتواصل مع كل كتلة من الكتل النيابية في الموالاة أو المعارضة ليتفق معها على حصتها وعلى أسماء المقترحين من قبلها، ويتشاور معهم جميعاً ليصل إلى النتيجة المطلوبة، لم يكن هناك أي اتفاق آخر، أمَّا أن يخرج بعض الوكلاء ويتكلمون عن اتفاقات وعن التزامات وعن وعود، فهذا أمرٌ غير صحيح، نحن نملك الجرأة الكاملة لنتحدث عمَّا التزمنا به، وإذا التزمنا وفيّنا بالتزامنا، ولن نكون كأولئك الذين يدعون ما هو غير حاصل، ويتكلمون بطريقة تثير البلبة، ويثيرون التوتر في الساحة لإخفاء المشاكل الحقيقية التي تقف وراء تشكيل الحكومة.
كونوا جريئين، وتكلموا عن المشاكل الحقيقية الموجودة عندكم أو في مكان آخر، ولكن لا ينفع هذا التعميم الذي تسوقونه وتتحدثون من خلاله عن ضرورة تسليط الأضواء على المعارضة وخاصة على العماد عون وعلى حزب الله، هذا لا ينفع ونحن نعلم أن تشكيل الحكومة بهذه الطريقة لا يتم، وأن المهاترات الإعلامية التي تتحدث بطريقة بهلوانية وتسوق الاتهامات والادعاءات تعيق تشكيل الحكومة ولا تسهلها، ما يسهل تشكيل الحكومة هو الحوار المباشر بين الرئيس المكلف وكل كتلة من الكتل، فليناقش مع كل كتلة ليوم أو يومين وساعة أو ساعات يمكن أن يصل إلى نتيجة، أمَّا عبر الوكلاء أو عبر وسائل الإعلام وعبر الاتهامات والادعاءات فهذا يعني أن هناك سراً ما لا نعرفه يريدون تغطيته بالإشارة إلى أن المشكلة بالتأليف هنا وليست في مكانٍ آخر،.
نحن دعونا إلى حكومة الوحدة الوطنية ونحن مؤمنون بها، وأكدنا على التوافق ونحن حاضرون لتدعيمه، وقلنا بأن لبنان يحتاج إلى شراكة حقيقية ونحن جزء من هذه الشراكة، ولكن فليتحمل كل طرف مسؤوليته، ولا يلقي مسؤوليته على الآخرين، ولا يكلف بعض الوكلاء بالقيام بتوتير الأجواء بلا فائدة، لأنه بهذه الطريقة لا تتشكل الحكومة أول عيد الفطر السعيد كما يقال وإنما يمكن لا تتشكل الحكومة لأشهر، لأن الافتراءات ليست طريقة لتشكيل الحكومة، فتشكيل الحكومة بالحوار والنقاش والتفاهم.
نحن ندعو إلى الاستفادة من أجواء الوفاق الداخلي، ومن أجواء الاستقرار السياسي وعدم تضييعه ببعض الأبواق التي تعتبر نفسها مستفيدة من عدم وجود الاستقرار السياسي.
واضاف: اليوم في لبنان كما تقول الإحصاءات قد دخل أكثر من مليون سائح أجنبي، وهذه أعلى نسبة منذ زمنٍ طويل، ولم تكن هذه النسبة لتكون لولا الاستقرار السياسي، إذاً من الذي يخرب الاستقرار السياسي؟ من الذي يتصرف بطريقة لا تنسجم مع مصلحة لبنان؟ على كل حال واضحٌ لدينا أن لبنان أمام مرحلة قادمة حساسة ومهمة، علينا أن نستفيد من هذه المرحلة.
ثم قال: منذ أيام وبالتحديد في 14 آب سنة 2009 أقام حزب الله احتفالاً ضخماً للانتصار في ملعب الراية، من راقب التمثيل السياسي والحضور الشعبي في هذا الاحتفال يرى أن كل أطياف الشعب اللبناني وممثليه هذا الشعب كانوا حاضرين في الاحتفال، هذا يؤكد أن المقاومة عادت مجدداً لتشكل التفافاً كبيراً واسعاً حولها على المستوى اللبناني مما أغاظ إسرائيل وأزعجها وأغاظ الذين لا يريدون للبنان أن يكون قوياً، فليعلم القاصي والداني: لبنان القوي هو الهدف بالنسبة إلينا، لبنان القوي بجيشه وشعبه ومقاومته، لبنان الذي يطرد إسرائيل، لبنان الذي لا يقبل الاحتلال، لبنان الذي لا يقبل الوصاية الأجنبية أمريكية كانت أم غير ذلك، لبنان الذي يرفع رأسه بأبنائه ولا يستجدي حلولاً من أحد، هذا البلد سنحافظ عليه بما هو بلدٌ قوي، شامخ الرأس وسنبني بلدنا على قواعد أساسية تجعله ثابتاً صلباً ، على الأقل هناك ست قواعد ستكون دعامة عملنا ورؤيتنا للبنان:
أولاً: الإيمان الذي يعزز الصلابة والقوة والمعنويات .
ثانياً : التضحية التي تقدم بدل أن ينهش النفعيون من لبنان ومن اللبنانيين، وذلك لمصلحة أن يكون
بلدنا حراً مستقلاً.
ثالثاً: الصدق من أجل أن يكون التحالف والعلاقات بين الناس مبنية على الوضوح.
رابعاً : احترام الرأي الآخر من أجل أن نتقبل الخلاف ونناقش بطريقة موضوعية حتى نتوصل
إلى التفاهم.
خامساً: المشاركة وهي حقٌ للجميع، فلا يمكن لأحدٍ أن يستفرد بلبنان نيابة أو بدلاً عن
الآخرين.
وسادساً وأخيراً: أن يكون لبنان قوياً بجيشه وشعبه ومقاومته.
بهذه القواعد نستطيع أن نعمر لبنان، وأن نحيي اقتصاده ونعالج مشاكله الاجتماعية ، ونعمل على أن يزدهر مجدداً وأن يتخلص من أزماته ومساوئه وما أصابه من مشاكل وعقبات كثيرة.