ومما جاء فيها:
في الواقع السياسي الذي نعيشه اليوم، لنكن صريحين جداً فالتباين السياسي حاد إلى حد التناقض بين الفريقين السياسيين الكبيرين في لبنان بين فريق المقاومة وفريق 14 آذار، وهناك أربعة عناوين يبرز فيها التناقض بشكل كبير جداً:
العنوان الأول: المقاومة، نحن مع المقاومة لتحرير الأرض، والحصول على الكرامة والعزة وحماية لبنان وسد ثغرات الضعف الموجودة لدينا من أجل أن نعيش الاستقلال والسيادة والمستقبل لأجيالنا. وفريق 14 آذار لا يريد المقاومة حتى ولو ذهب لبنان ليكون محمية إسرائيلية، ضداً بنا، وإذا سألتهم كيف تحمون لبنان؟ عرضوا عليك نظريات ليس فيها شيء من حماية لبنان، كالقول: علينا أن نعطي الأسلحة للجيش اللبناني، وبالتالي نستطيع أن نقلب المعادلة وهم يعلمون أن هذا الأمر ليس بهذه البساطة والسهولة، وانَّ إسرائيل لو لم تخضع بمواجهة المقاومين الشرفاء بثلاثي الدعم المقاومة والجيش والشعب، لما أمكن أن نصل إلى ما وصلنا إليه، فهذا إنجاز من الحرام أن نتخلى عنه.
العنوان الثاني: هو الوصاية الدولية المتمثلة اليوم بأمريكا والتي تعمل لتثبيت المشروع الأمريكي الإسرائيلي من بوابة لبنان، أو ما سمته "رايس" الشرق الأوسط الجديد من بوابة لبنان. نحن ضد الوصاية الأمريكية، وضد أن يكون بلدنا تابعاً لأي دولة ولأي وصاية مهما كانت، لأن هذه الوصايات هي ضرر للبنان، وأول الوصايات ضرراً هي الوصاية الأمريكية الإسرائيلية، لأنها في النهاية تريد أن تستخدم لبنان لمشروعها.
العنوان الثالث: الحكومة: هم يعتبرون في 14 آذار أن الحكومة يجب أن تكون برئاسة الحريري، وكأنه لا يوجد جدير في لبنان إلاَّ الحريري، في الوقت الذي نعتقد فيه أن تجربتهم كانت فاشلة، وأن من حق الناس البحث عن تجربة جديدة، وها هي الآن تجربة الحكومة التي تمثل أغلبية الشعب اللبناني، وتمثل أيضاً الأغلبية والأكثرية النيابية، هم لا يريدون الحكومة حتى ولو قدَّمت لهم الذهب، وحتى ولو أرادت أن تعمل بكامل طاقاتها لمصلحة لبنان لأنهم ليسوا في السلطة، إذاً هم ضد السلطة إذا لم يكونوا فيها، وهم ضد الحكومة إذا لم يتحكموا بمقدراتها، بينما نحن نقبل بحكومة تستطيع أن تنهض بالمهمات الموجودة في لبنان.
التناقض الرابع: هو المحكمة، نحن نرى المحكمة مؤامرة مسيَّسة تستهدف وجودنا كمقاومة، وهم يرون المحكمة سيفاً مسلطاً يحتاجونه لتعديل موازين القوى في لبنان، ولاستدراج التدخل الأجنبي من أجل تغيير الأغلبية لتكون لمصلحتهم. ولنكن واضحين هم لا يريدون المحكمة من أجل الحقيقة، لأننا رأيناهم كيف استخدموها خلال 6 سنوات في اتهامات سياسية تنقله من مكان إلى آخر بحسب الاتجاه، كانت موجهة إلى سوريا ثم اتجهت إلى الضباط الأربعة ثم إلى حزب الله، والله أعلم إلى من تتجه لاحقاً، هذه مؤشرات سياسية ولا يمكن أن نقبل بمحكمة تستهدفنا.
يقولون لنا قدموا أدلتكم إلى المحكمة؟ على من تضحكون، نسلم أمرنا لمن يعتمد على قرائن ظرفية ويرفض الأدلة الحسية، ولمن يرسم سيناريو بوليسي يتحدث عن مناقشات وتوزيع أدوار وأسماء واجتماعات ولقاءات من دون أن يسمع كلمة واحدة عبر الاتصالات الهاتفية ممن تحاوروا واتفقوا وخططوا وقرروا وناقشوا! هذا أمر يُثبت بأن هذه المحكمة ليست صالحة للحقيقة، وبطبيعة الحال لن نسلم لها رقابنا، ولا نقبل أن تستخدم أداة لمواجهة عزنا وكرامتنا أي لمواجهة المقاومة.
نحن نعتبر أن الاختلاف السياسي مشروع، ويمكن أن لا نتفق على أمور كثيرة، ولكن الفتنة والتضليل الإعلامي السياسي أمران غير مشروعين، وبالتالي لا يمكن أن نقبل بعمل فتنوي، ولا يمكن أن نقبل أن يستمر التضليل من دون أن نبيِّن ونوضِّح للناس، علماً أننا أمام فرصة ذهبية في لبنان، فعلى الرغم مما يحصل في المنطقة العربية من تغيرات سريعة وكبيرة ومعقدة مع ذلك مرَّت الأمور في منطقتنا ولبنان في وضع مستقر وهذا إنجاز كبير، علينا الاستفادة من هذا الاستقرار الداخلي على المستوى السياسي في هذا الواقع الملتهب عربياً، ومع وجود العدوان الدولي الذي تقوده أمريكا في المنطقة، ومع دور إسرائيل الذي يريد أن يسطر عليها، إذاً عندما يكون بلدنا قائماً بمؤسساته وجيشه ومقاومته، وبالتالي يستطيع أن ينتقل نحو الأفضل علينا أن نستغل هذه الفرصة.
نحن ندعو جماعة 14 آذار إلى ثلاثة أمور:
أولاً: ندعوهم إلى عدم إذكاء نار الفتنة المذهبية، لأنها لا تنفع أحداً ولن تنفعهم إذ أننا سنعمل ليل نهار على وأد الفتنة ولن نعطيهم الفرصة ليستغلوها مهما أوقدوا نارها، فالأفضل أن يفتشوا عن طرق أخرى حتى يحل التفاهم بدل الفتنة.
ثانياً: ندعوهم إلى الابتعاد عن الأعمال الميليشياوية، والاعتداءات اليومية على الآمنين كما حصل في "عيات" حيث أُطلق الرصاص على مائدة رمضانية فقتل شيخٌ وجُرح آخرون في منطقة عكار ولا ذنب لهم إلاَّ أنهم اجتمعوا على مائدة رمضانية ليست محسوبة على فريقهم السياسي، هذا الأمر لا ينسجم مع أبسط أدبيات العلاقة في داخل البلد الواحد. نحن ندعو مجلس الأمن المركزي أن يعقد اجتماعاً لأن هذه الحادثة تستحق النظر إليها خاصة مع محاولات التوجيه السلبي ضد مؤسسة الجيش التي وقفت على مسافة واحدة من الجميع لتحمي البلد وهذا أمر خطير جداً يُخفي وراءه رغبة في تعميم الفوضى وفي أن تصبح مثل هذه الأحداث الميليشياوية أمراً عادياً ينتقل من مكان إلى مكان آخر.
ثالثاً: ندعوهم إلى التعامل مع الأحداث التي تجري بأخلاق وموضوعية، فكم من حادث فردي يمكن أن يحصل في أمكنة مختلفة، على الأقل انتظروا حتى نرى ما الذي يقوله القضاء المختص، وما هي تحقيقات الأجهزة الأمنية، وبالتالي من يكون مذنباً نقول عنه بأنه مذنب فرداً كان أو جماعة، لكن هذه الإثارة غير الواقعية لا تتناسب أبداً مع ابسط قواعد الأخلاق السياسية والعمل للمواطنين مع بعضهم، تصوروا حادثة انطلياس على الرغم من أن بدايات التحقيق تحدثت عن احتمال كبير أنه حادث فردي بقوا مصرين لمدة أسبوع بأنها مؤامرة تنطلق من فريق ضد فريق آخر في لبنان إلى أن خرج بيان المختبر الجنائي ليثبت بأنها حادثة فردية بين شخصين من قنبلة يدوية كانت معهما.
واليوم على الرغم من مرور حوالي أربعة أو خمسة أيام على نفي حزب الله الرسمي بعدم علاقته بالمقابلة المدعاة في جريدة"التايم" وإعلان من كُتبت باسمه أنه لم يجرِ المقابلة، وكل الأدلة التي أثبتت أنها مفبركة، مع ذلك إلى اليوم تصدر بيانات عنهم تبني على أن هذه المقابلة حصلت ويرتبون آثاراً عليها، أنتم أحرار أن تقولوا ما تشاؤون وأن تكذبوا إلى ما تشاؤون، ولكن في النهاية ستنكشفون أمام شعبكم وأمام الناس لأن الحقائق تبرز بشكل واضح، هذه القاعدة التي حفظتموها :"اكذب واكذب حتى يصدقك الناس"، أقول لكم في لبنان: "اكذب واكذب تنكشف ثم لا يصدقك الناس". نحن سنتصرف من الموقع الأخلاقي والإيماني ولن ننجر إلى أساليبهم، وحصلت حوادث لم نصنع منها قضية، قلنا فليتابع القضاء المختص وليرى ما هي القضية، وبالتالي من حق شعبنا أن يتعرف على هذه الوقائع ونحن سنقوم بهذا الواجب.
وهنا ألفت النظر على أن البعض كان يراهن في لبنان على متغيرات في سوريا، ويعتقد أن النظام سيسقط وأن نظاماً آخر سيأتي وستتغير أحواله في لبنان وبالتالي ستنقلب كل المعادلات على رؤوس الجميع، بدأ ينقشع الأمر وتنكشف الأمور أن الوضع في سوريا نحو الاستقرار، وأن المراهنات فشلت، وبالتالي من كان يعتقد أن متغيرات لبنان مرتبطة بمتغيرات سوريا خسر في رهانه وفي اعتقاده، خير له أن يعود إلى خيارات الناس، وإلى المؤسسات، وإلى الاحتكام لخيار الشعب، وإلى ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، نحن نعلم أنه طريق طويل وشاق وصعب لكن علينا أن نخوضه لأنه هو الطريق الحق.
ندعو إلى الإسراع في إقرار خطة الكهرباء مهما كانت المبررات، لأن كل شيء قابل للعلاج وقابل للتوضيح، ولكن إذا لم تقر الحكومة خطة الكهرباء يعني أنها لا تفعل شيئاً، لأن اليوم القضية المركزية التي يريدها الناس هي الكهرباء، نأمل أن نصل إلى نتيجة بأسرع وقت.
إسرائيل اعتدت على مصر متجاوزة الحدود وقتلت عدداً من الجنود المصريين، واعتدت على غزة وقتلت أطفالاً ونساءً وآمنين بحجة ردة الفعل على عملية إيلات النوعية والجهادية، أين العالم من نقد إسرائيل لأنها اعتدت على مصر؟ أين مجلس الأمن من قتل الأطفال والنساء؟ هذا يؤكد مرة جديدة أننا إذا لم نحمي أرضنا وأنفسنا وكرامتنا بأيدينا لن يحمينا لا مجلس أمن ولا أمريكا ولا أحد من الدول الكبرى، هؤلاء متواطؤن ومتآمرين مع إسرائيل، نحن يجب أن نعمل باللحم الحي من أجل أن نصنع مستقبلنا وأن نحمي الأجيال.