بحضور مدير عام الجمعية الشيخ علي سنان وحشد من الفعاليات السياسية والعلمائية والجمعيات والمؤسسات التعليمية وأهالي الفتيات. وبعد استعراض ودخول الفتيات ولكمة لمندوبات منهن، تكلم الشيخ علي سنان بإسم الجمعية مهنئاً الفتيات لارتداء الحجاب والدخول في مرحلة النضج والنمو الذي يمثِّل شعاراً ورمزاً للعفة والنقاء ومكارم الأخلاق.
وبعد عرض مسرحية من وحي المناسبة بعنوان "الهوية الضائعة" كانت كلمة لراعي الحفل أكد فيها على أهمية الحجاب باعتباره عنواناً للالتزام بشرع الله وأوامره وترسيخاً لحرية الفرد والمجتمع في خياراته وتعبيراً عن المنهج التربوي الذي أمرنا به الله تعالى، ثم تطرق للجانب السياسي فقال:
إعلموا أن دعاة الحلول السلمية مع اسرائيل عبثيون ولن يصلوا إلى نتيجة، لأن اسرائيل تنتقل من تطرف إلى تطرف، واليوم مع حكومة نتنياهو سُدَّت الأبواب أمام المبادرة العربية وكل المبادرات التي تجري تحت الطاولة من أجل التزلُّف لإسرائيل، لا تسوية في المنطقة ولا حلَّ مع اسرائيل إلا بالمقاومة والمواجهة، لأن اسرائيل غاصبة ولا يجوز أن ننظر إليها وهي تخترق الأجواء وتتباهى، وتتحدانا بالقتال والتآمر ونحن ننظر إليها دون حركة، علينا أن نُثبت لاسرائيل والعالم أننا أصحاب الأرض وأصحاب الكرامة والحق، سنستردُّ كامل أراضينا بقوة السلاح وبقوة الإيمان إن شاء الله، وسنصل إلى النتائج العظيمة، فكما حررنا القسم الأكبر من الجنوب سيتحرَّر ما تبقى إن شاء الله تعالى.
نحن مقبلون على انتخابات نيابية يحشد لها الأطراف، الموالاة والمعارضة، هذه الانتخابات هي فرصة جديدة لأمل جديد، في مقابل تجربة الأكثرية النيابية المرَّة والفاشلة، وأنا أستغرب عندما يعدنا بعض من في الموالاة على المنابر أن يقدم تجربة أفضل من تجربة المعارضة، في الوقت الذي رأينا فيه تجربة الموالاة خلال السنوات الماضية كلها، هي تجارب فاشلة أدت بلبنان إلى وضع سلبي صعب وديون متراكمة، أي تنمية تعدوننا بها؟ وأي مستقبل سيكون مع أغلبية فشلت في هذا البلد بكل المعايير؟ من هنا عندما نتحدث عن أولئك الذين كانت لديهم كل المقدِّرات الدولية وكل الإمكانات وكل الدعم وفشلوا، لا يمكن أن نُعطيَهم أصواتنا مجدداً، ولا يمكن أن نُعطيَهم فرصة جديدة، علينا أن نعطي المعارضة فرصة التجربة الجديدة لنرى ماذا ستقدم؟ وإن شاء الله ستقدم الكثير للناس، أما الشعارات التي تُطلق الآن فلا فائدة منها من قِبَل من جرَّبهم الناس، وشعارات المنابر لا تقدِّم ولا تؤخر في عدد الأصوات، خاصة أن المسارات أصبحت محسومة وأن خيارات الناس أصبحت معروفة، وبالتالي بعض المهرجانات لا تقدم ولا تؤخر في تغيير قناعة الناس وارتباطات الناس.
هنا لا بدَّ أن نؤكد على مسألة هامة جداً، العالم بأسره سيتعامل مع نتائج الانتخابات بحسبها، يعني أن المعارضة إذا فازت ستأتي كل الدول الأوروبية وأمريكا والعالم ويتعاملون مع الحكومة التي تشكِّلها المعارضة. تعلَّمنا مما سبق أن الإرادة الشعبية هي التي تفرض نفسها، لكن عندما نرى بعض البلدان وبعض الجماعات التي تنهزم، فلأنها منهزمة، لا لأن الغرب وأمريكا أقوياء. أمريكا تحاول أن تسيطر والغرب يحاول أن يسيطر، فإذا وجد من يخضع سيسطر ولكن إذا وجد من يقف سيأتي إليه. لقد نعتوا المقاومة بالارهاب منذ سنة 1982، ماذا كانت النتيجة؟ انتصرت المقاومة وحرَّرت الأرض وطردت اسرائيل ومنعت الوصاية الاجنبية، وفي نهاية المطاف السفراء الأجانب ينتظرون بالدور حتى يلتقون مع حزب الله ويناقشون القضايا المختلفة، بل ويعلن بعضهم علناً بالتراجع عن مواقفه السابقة، ويقول بأنه يريد أن يفتح صفحة جديدة، ونحن نعلم ماذا يتحدثون معنا في الكواليس، وكيف يقولون لنا أنه إذا فزتم ونجحتم كمعارضة سنتعامل معكم، ولا تنظروا إلى بعض التصريحات التي يُطلقها بعض الموتورين في الإدارة الأمريكية أو بعض المتخلِّفين من الزمن السابق، اليوم كما فرضت المقاومة نفسها وأصبحوا يتعاملون معها كمقاومة ويعترفون بها كمقاومة، وإن كان البعض يحاول أن يميِّز بين جناح عسكري وجناح سياسي، هذا من أجل أن يقنع نفسه بضرورة التنازل التدريجي لأنه كما تعلمون أن كل مقاوم عندنا سياسي وكل سياسي عندنا مقاوم، فلا يوجد عندنا موقع للسياسة وموقع للمقاومة، فأميننا العام على منبره وفي الجبهات، والمقاتل في الجبهة هو الذي يحمل صوته ليُعطي في الانتخابات النيابية ويتظاهر في السياسة، كلنا مقاومة وكلنا مسيَّسون، وليقولوا ما يشاؤون، فنحن نفهم أنهم يرغبون بفتح العلاقة مع المقاومة، أهلاً وسهلاً بهم، لقد أسقطوا الارهاب بسلوكهم ورفعنا المقاومة بثباتنا، وهكذا سيقبلوننا كما نحن معارضة تحمل المقاومة، وتحمل لبنان المستقل البعيد عن الوصاية سيقبلون بنا وهم راغبون بودِّنا، وإن شاء الله لن نقصِّر بالودِّ لمن بادلنا إياه.
أقول لكم أنه ستتغيَّر الاصطفافات السياسية بعد 7 حزيران، وستجدون جهات موجودة في 14 آذار قد غيَّرت موقفها وموقعها، وأنا أقول لهم من الآن: عندما تكونون إيجابيين وتُقبلون علينا في تعاون يؤدي إلى شراكة، سنكون أكثر إيجابية، وسترَون منا أننا نحفظكم عندما تحفظون المسيرة في سبيل بناء لبنان، لا من أجل الوصاية الأمريكية ولا الأجنبية، هذا وعدٌ من قِبَلنا إن شاء الله.
نحن سنعمل لنبني لبنان على قواعد ثلاثة: أولاً، بروحية المشاركة ومدِّ اليد للآخرين لننهض معاً، فنحن لا نريد الاستئثار. ثانياً، لبناء الدولة القوية المستقلة، بشعبها وجيشها ومقاومتها. ثالثاً، نعمل للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومعالجة المشاكل التي يعانيها هذا البلد. هذه هي رؤيتنا، عوَّدناكم أن نقول ونصدق، وعوَّدناكم أن نصارحكم يقناعاتنا من دون التباس، وعوَّدناكم أن نعمل متَّكلين على الله تعالى، والله تعالى يفتح لنا الأبواب. سنستمر في هذه المسيرة والنجاح والفوز حليفنا إن شاء الله.